أنتوني ليك " Anthony Lake " مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس بيل كلنتون ، كان أول من قدم تعريفاً دقيقاً لمفهوم : " الدولة المارقة Rogue State " و هو المصطلح الذي أطلقه أول مرة الرئيس " رونالد ريغان " .. و قد وضع أربع صفات للدولة المارقة :- الاولى : سعي الدولة الى أمتلاك أسلحة دمار شامل .. الثانية : مساندة التنظيمات الأرهابية .. الثالثة : سوء معاملة الشعوب التي تحكُمها .. الرابعة : معاداة الولاياتالمتحدة .. أما " نعوم تشونوماسكي " في كتابه المعنون ب " الدولة المارقة " فقال : أنها الدولة التي تنتهك ميثاق الأممالمتحدة .. و تنتهك حقوق الأنسان .. و لا تحترم القوانين الدولية .. وهي الدولة كذلك التي تجد صعوبة في التعامل مع المجتمع الدولي .. *** و عليه ، تعالوا لنُسقط هذه المفاهيم على أسرائيل ، بحثاً عن مدى التطابق بينها و بين تلك المفاهيم للدولة المارقة كما حددها الفكر الغربي المعاصر .. لنجد .. أن أسرائيل أول دولة خارج الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ، التي " سعت " بطرق ملتوية وغير شرعية الى أمتلاك أسلحة نووية و كيماوية .. و غيرها من الأسلحة التي تُصنف في خانة أسلحة الدمار الشامل . و أن البرنامج النووي الأسرائيلي بدأ منذ نهاية الخمسينيات بمعونة فرنسية و مهندسهُ أنذاك " شمعون بيرس " . علماً بأن المنظمات الدولية المختصة تؤكد بأن لدى أسرائيل مئات الرؤوس النووية و تمتلك القنبلة النووية . و أن مفاعل " ديمونا " في صحراء النقب، لا يتوقف عن بث الأشعاع النووي ، و مسؤول بما لا يدع مجال للشك عن جزء كبير من أصابات السرطان و تدمير التربة و أنقراض كائنات حية حيوانية ونباتية على مساحات واسعة من الأرض العربية . أما بالنسبة للأرهاب فأن أسرائيل نموذجٌ ناصع على أرهاب الدولة و الذي تمارسه ضد الشعب الفلسطيني . و هي دولة معتدية بصورة لا تتوقف على أغلب دول الجوار ، فقد هاجمت من قبل العراق و مصر و تونس و الأردن و السودان ولازالت هجماتها الدائمة على لبنان و سوريا مستمرة حتى اليوم .. وهي مثال صارخ على سوء معاملة الشعوب التي تحت سيطرتها ، فالشعب العربي الفلسطيني الأسير منذ 1948 يعيش تحت مظلة قوانين عُرفيه إستثنائية و مسلكيات رسمية للدولة ، عنصرية قل مثيلها في التاريخ .. حتى أن شيف مانديلا حفيد الرئيس الراحل " مانديلا " وصفها في مؤتمر أنعقد في لندن حول القضية الفلسطينية بأنها دولة عنصرية بأمتياز ، و أنها تمارس الأبراتايت بشكل أشد و أقوى من ممارسات سلطات جنوب أفريقيا في مرحلة ما قبل الأستقلال. أن أميركا التي كانت تُعرف في بداية القرن الماضي كأيقونة للحريات و صورة مشرقة لسلوك " الدولة المحترمة " في " عين " كل الشعوب الطامحة للحرية و الأستقلال و الأنعتاق ، حيث التطلع اليها كمنقذ من سياسات الأستعمار التقليدي الذي كانت تمثله كل من بريطانيا و فرنسا بشكل رئيسي . فأن مكانتها اليوم قد تراجعت بفعل دعمها المطلق و السافر للسياسات العنصرية الأسرائلية ، و بالتالي فأن أسرائيل و بهذا السلوك تعتبر دولة معادية للولايات المتحدة الأميريكة لتناقضها التام مع الأسس القيمية التي قامت عليها الجمهورية . **أن أسرائيل اليوم ، كيانُ يجد صعوبة في التعامل مع المجتمع الدولي ، كيان لا يحترم القوانين الدولية ، و المثال الصارخ على ذلك سعيها الى ضم أراضٍ هي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية العتيدة المنتظرة و المعترف بها دولياً على أساس مبدأ حل الدولتين . كيان ينتهك حقوق الأنسان ، كيان عدواني على كل من حوله و يمارس الأضطهاد و العدوانيه حتى على مواطنيه اللذين يفكرون بالسلام ومنح الشعب الفلسطيني و لو بعضاً من حقوقه .. و أن " إيهود أولمرت " رئيس الوزراء الأسرائيلي الأسبق قد عبر عن ذلك بقوله : " حاول أسحق رابين أن يحقق السلام فقتلوه .. ! و حاولت كذلك أن أسير بخطىٍ نحو السلام فسجنوني .. ! و بعد أسرائيل : كيان غير قابل للحياة أن ضلت على هذا المنوال ، و الولاياتالمتحدة دولة لن تستطيع ان تحافظ على مكانتها الدولية ان بقيت داعمة الى أسرائيل كدولة مارقة .. فالعالم يتغير ، و أن القوة متحركة و متنقلة بين الأمم .. } و تلك أيام نداولها بين الناس {… صدق الله العظيم. أن أسرائيل كيانٌ بلا مستقبل إن بقيت على هذا النهج كدولة مارقة .. والله والوطن من وراء القصد .. ملاحظة : مفاهيم الدولة المارقة وردت في تقرير للملحق الثقافي – جريدة الإتحاد . **بقلم وزير الداخلية الاردني الاسبق سمير حباشة