إتسمت تصريحات كبار المسؤولين الامريكيين حول سبب زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس الأربعاء إلى القدس بالتناقض والتضارب في الأقوال..فهل جاءت لتبعث رسائل سياسية حول خطة ترامب للسلام أم الملف الإيراني أم التعاون الإسرائيلي الصيني..أم الثلاثة معا ؟!! ففي زيارته الخاطفة والتي اصطحبه فيها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ،قال بومبيو -حسب موقع رويترز-:”إن ضم الضفة الغربية، قرار إسرائيلي من حق نتنياهو و بيني جانتس اتخاذه”،ورغم ذلك قال في نفس تصريحاته حول الزيارة أن هذه القضية معقدة وتتطلب التنسيق مع واشنطن التي شكلت فريقا مشتركا مع إسرائيل لرسم الخطوط الجديدة التي تحدد الأراضي بالضفة الغربية، طبقا لخطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط،مضيفا أنه تحدث مع الزعماء الإسرائيليين حول قضايا أخرى متصلة بذلك مثل كيفية التعامل مع كل الأطراف المعنية وكيفية التأكد من أن تلك الخطوة اتخذت بشكل مناسب طبقا لخطة ترامب. فى حين نفى مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية بأن محادثات الضم هي الهدف من زيارة بومبيو، وقال :”أعتقد أن علينا دحض فكرة أننا ذهبنا إلى النصف الآخر من العالم للحديث عن الضم”،فقد رصد موقع “تايمز أوف إسرائيل” تلك الزيارة التي قيل انها استغرقت 6 ساعات ،وحسب مواقع اخرى 24 ساعة ، رفض ديفيد شينكر، كبير الدبلوماسيين الأمريكيين في الشرق الأوسط، التعليق على حالة مناقشات الضم، مشيرًا إلى أن لجنة رسم الخرائط الأمريكية الإسرائيلية المشتركة لم تكمل عملها بعد في تحديد الحدود التي قد تقترحها إسرائيل أو قد تكون مقبولة على الولاياتالمتحدة. ويرى مراقبون أن هدف الزيارة الذي جاء رغم الحظر المفروض على العالم بسبب تفشي فيروس كورونا إلى الحديث مع الاسرائيليين بشكل مباشر حول العلاقة مع الصين .. فقد طالب وزير الخارجية الأمريكي ، قادة إسرائيل بالتراجع عن إبرام صفقات تجارية كبيرة مع الصين، محذرًا من أنهم “يعرضون رغبة الولاياتالمتحدة في العمل مع إسرائيل فيما سماه (المشاريع المهمة) للخطر”، في إشارة واضحة إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين. ويعد أحد القرارات الكبرى التي تواجه الحكومة الإسرائيلية الجديدة، هو منح عقد لبناء ما يُطلق عليه أكبر محطة لتحلية المياه في العالم، على بعد حوالي 20 كيلومترا جنوب تل أبيب. لشركة صينية Hutchison، وهي واحدة من مزايدين لا يزالان قيد النظر، في انتظار القرار النهائي لوزارة المالية الإسرائيلية في 24 مايو أيار الجاري. وفي مقابلة مع راديو كان الإسرائيلي، قال بومبيو، إنه إذا فشلت إسرائيل في تغيير المسار، فقد تضطر الولاياتالمتحدة إلى تقليل كمية المعلومات التي تشاركها مع حليفتها،وقال : “نحن لا نريد أن يتمكن الحزب الشيوعي الصيني من الوصول إلى البنية التحتية الإسرائيلية، وأنظمة الاتصالات الإسرائيلية، وكل الأشياء التي تعرض المواطنين الإسرائيليين للخطر، وبالتالي تعرض قدرة أمريكا للعمل جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في مشاريع مهمة في خطر أيضًا.. نعتقد أن هذه المخاطر حقيقية للغاية وقمنا بمشاركة المعلومات حول ذلك حتى يتمكنوا من اتخاذ قرارات جيدة لأنفسهم”. ويؤكد مراقبون ايضا ان الزيارة كان الهدف منها توصيل رسالة الى إيران وظهر ذلك جليا في تصريحات وزير خارجية امريكا الذي اتهم إيران باستخدام مواردها من أجل “بث الرعب” في وقت يعاني شعبها من أزمة صحية واقتصادية مدمرة.وقال :”يستخدم الإيرانيون موارد نظام آية الله لإثارة الرعب في جميع أنحاء العالم حتى أثناء هذا الوباء وفي وقت يكافح الشعب الإيراني بقوة”. وقال ايضا “هذا يشي بالكثير عن هؤلاء الذين يقودون هذا البلد”. ويتبادل المسؤولون الإسرائيليون والإيرانيون الهجمات الكلامية باستمرار، حيث أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت في السادس من مايو أنّ بلاده ستواصل عملياتها في سوريا حتى “رحيل” إيران منها، بعد سلسلة غارات نسبت إلى الجيش الاسرائيلي على الأراضي السورية، واستهدفت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، مواقع إيرانية أو لمجموعات مسلحة موالية لها تقاتل الى جانب القوات السورية. بينما تعتمد الإدارة الأميركية موقفا متشددا من إيران، وقد انسحبت من الاتفاق الذي وقعته الإدارة السابقة مع الدول الكبرى وإيران حول ملف الجمهورية الإسلامية النووي. *تقرير أيات عبدالحكيم