*بقلم: عاطف مغاوري /نائب رئيس حزب التجمع :يمثل موضوع الأسرى بوجه عام، والأسرى المرضى وشهداء الحركة الاسيرة بوجه خاص، ومنذ احتلال فلسطين، وعلى مدار سنوات الصراع، قضية رأى عام عند الشعب الفلسطيني، نظراً للحالة الاستثنائية والمأساوية التي يعيشها الأسرى، وفي مقدمتهم الأسرى المرضى، الذين يعدون مشاريع شهادة بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمدة من قبل سلطات الاحتلال، ولما يمثله الأسرى من رمز الفداء والتضحية من أجل التحرر من الاحتلال، وأصبح الأسرى القاسم المشترك بين أبناء الشعب الفلسطينى، حيث أنه يقدر عدد الذين عانوا من الأسر بالمليون فلسطيني منذ 1967 وحتى اليوم، ولهذا تم اتخاذ يوم 16 أبريل/نيسان من كل عام يوما للأسير، الذى يضاف إلى المناسبات، والذكريات، والأيام التى تعلي وتخلد من تضحيات الشعب الفلسطيني دفاعاً عن حقوقه، ومن أجل الانعتاق من الاحتلال العنصري الاقتلاعي. ويهدف الاحتلال إلى معاقبة الشعب الفلسطيني على ممارسته حقه المشروع في المقاومة، ورفض الاحتلال، وهو الحق الذي كفلته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، ونداء الواجب الوطني بضرورة التخلص من نير الاحتلال، حيث الأحكام المطلقة بسنوات في الأسر تصل إلى 80 عاما، ويأتي الإهمال الطبي كعقوبة إضافية تفرضها سلطات الاحتلال على الأسرى المرضى، ليعيشوا المعاناة المركبة، والحقيقية فالأسير المريض يجتمع عليه ألم القيد،وألم الجسد. وتهدف سلطات الاحتلال الصهيوني عبر إجراءاتها كسر إرادة المناضل الفلسطينى، وصولاً إلى تفريغه من مبادئه، وفي هذا السياق تنتهج سلطات الاحتلال سياسة ممنهجة للإهمال الطبي، واليوم وأمام استشراء وباء كورونا في العالم، واتخاذ كافة الدول الإجراءات التي من شأنها الحد من خطر الوباء، وحماية مواطنيها دون تفرقة، وتأتى الإجراءات التي تتخذها سلطات الاحتلال لحماية مواطنيها، ولكن و بموجب السجل الا الإجرامى والعنصري لدولة الاحتلال تجاه الشعب الفلسطينى من خلال الحصار، والغلق والهدم، وسياسات الا أبارتيد، وهو ماظهر جلياً من خلال الإهمال الذي تتعرض له الأحياء العربية في القدسالمحتلة أثناء مواجهة الوباء، وبخاصة تجاه الحركة الاسيرة، والذي لم يكن يوما مشرفاً، حيث لم يكن وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية أسوأ مما هو عليه هذه الايام، فى ظل استشراء الوباء داخل المجتمع الاسرائيلى، مما يمثل خطراً إضافياً على الأسرى ، والذين يقدرون وفقا لأفضل التقديرات إلى مايقارب 1800ا أسيراً مريضاً، من أصل حوالى 7000 أسير، بينهم قرابة 700 بحاجة إلى تدخل علاجى عاجل، ومايقارب 350طفلاً، و 62 أسيرة من بينهم ثمانية قاصرات، و500 معتقل إدارى، و48 أسيراً مضى على اعتقاله أكثر من عقدين، و25 أسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن، و12 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثة عقود. وبدلاً من تمتع الأسرى الفلسطينيون بكافة الحقوق التي تقرها الاتفاقيات والمواثيق الدولية، التي تلزم سلطات الاحتلال بتوفير الرعاية، والظروف الانسانية للأسرى، تشرع آلة التشريع الصهيونية فى سن القوانين التي تنص على إعدام الاسرى، والمعاقبة بمنع الزيارات، والسماح باحتجاز جثامين الشهداء، ورفض المبادلات مع جثث جنود الاحتلال، ويزيد على ذلك الا الإطعام القسري للأسرى المضربين عن الطعام، مما يعرضهم للموت، وآخر تلك القوانين التي تتضمن خصم مخصصات الشهداء والأسرى من مستحقات السلطة الفلسطينية. وفى يوم الأسير، وأمام المخاطر التى تهدد حياة الأسرى في سجون الاحتلال، والذين لا يملكون إلا أن يكونوا رهن إرادة جلاديهم، وأمام فاجعة فيروس كورونا المستجد، وما يشهده العالم من احتشاد متضامن للانتصار في معركة البشرية، فإننا ندعو كافة المؤسسات، والهيئات فى العالم العربى، وكافة أرجاء المعمورة، من أنصار السلام والعدل والحرية، إلى العمل على نقل ملف الأسرى إلى المحكمة الجنائية الدولية، ومجلس حقوق الانسان، والأمم المتحدة، بهدف تجريم الاحتلال، وفضح سياساته وممارساته، وانتهاكاته اليومية بحقوق الأسرى، والعمل على الإفراج عنهم، والعمل على استصدار فتوى من محكمة العدل الدولية حول المركز القانوني للأسرى وفق القانون الدولى الانسانى، وذلك لتحصين الصفة القانونية للأسرى كمحميين وفق اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، وإحالة قضايا الجرائم ضد الإنسانية، التى ترتكبها اسرائيل بحق الاسرى، ضمن ملف جرائم الحرب، التي تحقق فيها المحكمة الجنائية. كما نتوجه مع كل أحرار العالم إلى المؤسسات الدولية كافة، التي تهتم بحقوق الإنسان، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل العاجل لدى سلطات الاحتلال، لإجبارها على تقديم العلاج إلى الأسرى، وتشكيل لجنة دولية من الأطباء المتخصصين للكشف عن الحالات المرضية الحرجة، وتقديم العلاج العاجل لهم، مع التحقيق فى وقائع وملابسات الأسر، وما يمثله من مخاطر تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد19)، و بالنظر للمكانة التي يحتلها الأسرى لكونهم رمز كرامة وعزة الشعب الفلسطينى، وعنوان الصمود والتحرر، فقد أمضوا زهرة شبابهم فى سجون الاحتلال دفاعا عن قضيتهم العادلة، لذا وجب على كل أحرار العالم التضامن مع الأسرى الفلسطينيين، والتحرك من أجل الدفاع عن حقوقهم، والإفراج عنهم في يومهم ، يوم الأسير الفلسطينى. عاطف مغاوري