الخريجون: المهنة للأغنياء فقط… وفتح صيدلة خاصة مرتبط بالتكليف عبدالناصر سنجاب: أعداد الصيادلة الحالية 4 أضعاف المعدل العالمي! “د. محمد الشيخ” يطالب بتقليل عدد المقبولين بنسبة 25% .. والاستعانة بالصيادلة فى التخصصات الإكلينيكية لحل الأزمة تحقيق : شيماء محسن مع تنفيذ مشروع التأمين الصحى الشامل، يزيد حاجة النظام الجديد للخدمات الطبية للأطباء، نظرا لان المقصود من هذا المشروع توفير عدد اكبر من الأطباء، لتلبية احتياجات المرضى والمشتركين فى المشروع، وبالرغم من ذلك ينضم تكليف الصيادلة، إلى قائمة معوقات التطبيق، كسوء التنظيم ونقص الأطباء، فهذه المعوقات، تقف أمام اكتمال هذا المشروع الضخم، الذى ينتظره المواطنون، لذلك يجب مراعاة أولا حقوق الفريق الطبى “العامل الاساسى فى المنظومة “، ومنهم خريجو كليات الصيدلة، حتى يؤسس المشروع الجديد على أركانه الأساسية بشكل سليم . أعداد كبيرة من طلاب الثانوية العامة، يتقدمون سنويا للالتحاق بكليات الصيدلة فى الجامعات المختلفة، وبعد 5 سنوات من المعاناة خلال الدراسة، يقفون فى صفوف العاطلين، الباحثين عن فرصة للعمل، مشكلة كبيرة تقابل خريجى الصيدلة، الذين يعانون من قلة فرص العمل والتهديد بإلغاء التكليف. للأغنياء فقط بعد انتهاء 5 سنوات من الدراسة، حصلت ياسمين حمدي، على بكالوريوس صيدلة جامعة بنى سويف بتقدير جيد جدا، ولكنها وجدت نفسها، تنضم لصفوف العاطلين عن العمل، فبعد مرور أكثر من عام، فى رحلة البحث عن فرصة عمل، لحين تطبيق القانون، وتكليف دفعة 2017، ولكن دون جدوى، مؤكدة أن هذه المهنة أصبحت للأغنياء فقط، فمن يستطيع أن يفتح صيدلية خاصة عن طريق “واسطة”، يستطيع أن يمارس المهنة . وأضافت، أنها أجرت 20 مقابلة عمل فى شركات أدوية، قائلة: “كل الشركات رفضتني، قالوا لى محتاجين رجالة، أو يشترطون فى العقد عدم الزواج لمدة 7 سنوات “، مشيرة إلى أن أملها الوحيد هو أن يتم الإعلان عن موعد التكليف، الذى تماطل الوزارة فيه وتهددنا بإلغائه، حيث أنها لم تنته من تكليف 2017/2018 حتى الآن . علاج بدون روشتة أما محمد عادل، فأكد أنه بعد حصوله على مجموع، يؤهله لدخول كلية الصيدلة جامعة عين شمس، اعتقد أنه حقق حلم حياته، بدخوله الكلية التى كان يتمناها، قائلاً: “لما دخلت الكلية، اكتشفت إن الدراسة صعبة، ومفيش حاجة اسمها اتعب دلوقتى علشان ترتاح بعدين، لأن مفيش راحة أبدا، سواء من الدراسة نفسها أو من طلبات ورغبات الدكتور”، بالإضافة إلى ذلك أنه بعد التخرج، لا يتم تكليفك، وتعانى من البطالة ولا تجد فرصة عمل مناسبة . وأضاف، أنه أصابه حالة من الاندهاش والحسرة على سنوات الدراسة، بعدما اكتشف، أثناء تدريبه فى أحدى الصيدليات قبل انتهاء السنة الأخيرة بالكلية، أن من يقوم بتدريبه، خريجة كلية غير طبية ” تجارة “، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل وصل إلى قيام صاحب الصيدلية، بالاستغناء عن خدماته، لرفضه صرف الأدوية بدون روشتة “مخدرة”، قائلا: “قدمت فى أكثر من مكان، ولكن دون جدوى، آخر واحد، قدمت له، قال لى إحنا مابنشغلش صيادلة، أدفعلك 4 آلاف جنيه، ليه لما ممكن أدفع 1500 جنيه بس لغير الصيدلي” . إثبات التكليف واتفقت معه شيماء عبد العال، بكالوريوس صيدلة جامعة بنى سويف، فى أن مهنة الصيدلة، أصبحت تعانى من البطالة، بالرغم من أن قانون الكلية ينص على تكليف الخريج فى الوحدات والمستشفيات، سواء التابعة لوزارة الصحة أو التابعة للتعليم العالى . وأضافت أن تأخر التكليف، لا يسمح أيضا للخريج، بفتح صيدلية خاصة، لأنه لا يتم إلا بإثبات التكليف ومزاولة المهنة لمدة عام، وبالتالى عدم القدرة على ممارسة المهنة، قائلة : “سبب اختيارى لكلية الصيدلة، هو أمل التكليف، ولكن فوجئت بعد 5 سنين دراسة، إن مفيش تكليف لزيادة العدد، كان المفروض يكون فيه خطط بديلة أو إبلاغنا قبل الالتحاق بالكلية، إحنا بنتبهدل نتيجة عدم التنظيم” . استجواب ومن جانبها ناقشت لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، برئاسة الدكتور محمد العماري، طلب إحاطة مقدم من النائبة إلهام المنشاوي، بشأن معاناة خريجى دفعة صيدلة سنة 2018 من تأخر إعلان التكليف، مما يسبب لهم أزمة كبيرة. وأكدت النائبة إلهام المنشاوي، أنه بعد رفض وزارة الصحة والسكان، ممثلة فى مدير عام إدارة التكليف بوزارة الصحة، الدكتورة سحر حلمي، بتحديد فترة زمنية معينة، لإنهاء هذه الأزمة، ستقدم مطلع الأسبوع المقبل، بإرسال سؤال على وزارة الصحة، لإبلاغها بأخر التطورات فى هذه الأزمة، قبل تصعيد الأزمة واستجواب “وزيرة الصحة والسكان” فى جلسة عامة للمجلس، مشيرة إلى أنها تلقت أعداد كبيرة من الشكاوي، بسبب هذه الأزمة . وتابعت، أن المنظومة الصحية بالكامل، يوجد بها خلل كبيرة، قائلة: “التكليف مهم جدا لهذه المنظومة سواء أطباء أو صيادلة، فإذا تم تفعيل”الصيدلة الإكلينيكية”، سيساهم فى حل الأزمة بشكل كبير، فالصيدلى جنبا إلى جنب مع الطبيب فى الفريق الطبي، والصيدلى مهمته لا تقل فى الفريق الطبى عن الطبيب إطلاقا، ولابد من وجود مجلس للتخصصات الصحية يهتم بشئون الفريق الطبى كله، ويضع معايير، واحتياجات فى كل محافظة “، بالإضافة إلى ضرورة وضع خطة للاحتياجات والتوزيع تكون متوافقة مع رؤية التنمية المستدامة 2030 . وأشارت، إلى إنه كان من المفترض، إصدار التكليف فى شهر إبريل أو مايو السابق، وقد تقدم الخريجون بأكثر من شكوى لوزارة الصحة ولكن دون جدوى، مؤكدة ضرورة وقف الفوضى فى ملف التكليف والتسبب فى معاناة الشباب الخريجين بكليات الصيدلة، فالتكليف ملزم وفقا للقانون، والصيادلة دورهم لا يقل عن الأطباء، وعنصر رئيسى فى المنظومة الصحية، وكان لهم دور كبير فى تنفيذ المبادرات الصحية التى أطلقها رئيس الجمهورية مثل “100 مليون صحة ” للكشف عن فيروس سى وبعض الأمراض الأخرى . وقالت: إنه فى حالة عدم استيعاب المستشفيات، لهذه الأعداد، يجب البحث عن حلول خارج الصندوق للاستفادة من جهود وطاقة الصيادلة خلال السنوات القادمة، بدون وقوع ضرر على أحد الأطراف، أما الدفعات التى تخضع لقانون التكليف فالقانون ملزم بتكليفهم، ولابد من سرعة الانتهاء من تكليف دفعة 2018 . وأوضحت، أن دفعة 2019 التى تخرجت منذ 4 أشهر فقدت الأمل تماما، لأن الدفعة السابقة لها لم يتم إنهاء تكليفها حتى الآن، لافتة إلى ضرورة التوقف عن إحباط الخريجين والطلاب بكليات الصيدلة. المعدل العالمي ومن جانبه طالب الدكتور عبد الناصر سنجاب، عضو اللجنة الخماسية لحراسة نقابة الصيادلة ونائب رئيس جامعة عين شمس، بوقف قبول الطلاب الجدد، بكليات الصيدلة بالجامعات الخاصة، لمدة 5 سنوات على الأقل، لكى يتناسب عدد الخريجين مع فرص العمل، وبالتالى القدرة على تكليفهم . وأضاف، أن حال الصيادلة فى الوقت الحالى يشهد صعوبة بالغة، حيث إن 4 أضعاف المعدل العالمى من الصيادلة فى مصر، فهذا العدد يمثل مشكلة كبيرة، رغم أن الخريجين، هم الأفضل بالشرق الأوسط، مشددا على أنه يجب تطبيق لائحة تعليمية جديدة وهى 6 سنوات للصيدلى الإكلينيكي، الذى يعين ويعمل بوزارة الصحة بالفريق الطبي، والسنة السادسة بمقابل مادي، والمجموعة الثانية خمس سنوات ويكون صيدليا غير إكلينيكى ويتيح له العمل بالمخازن والشركات. مقترحات واتفق معه الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، فى أن أعداد الصيادلة الحالية 4 أضعاف المعدل العالمي، وهو ما حذر منه الصيادلة خلال السنوات الماضية، مؤكدا أنه يجب تقليل عدد المقبولين بنسبة 25٪ كل سنة، حتى نصل لعدد الاحتياج الفعلي، لمنع التكدس والحفاظ على قيمة الصيدلى فى سوق العمل. وأكد أنه يمكن الاستعانة بالصيادلة فى التخصصات الإكلينيكية المختلفة وإعطاء المريض الأدوية المناسبة بالجرعات السليمة، وبذلك يتم اختصار وقت وأموال المريض، وبالتالى حل أزمة التكليف، التى ظهرت فى تكليف 2017، مشيرا إلى أنه ما يقرب من 17 ألف صيدلي، يتم تخريجه سنويا إلى سوق العمل، ولا نحتاج إلى هذا العدد الهائل .