كتب عبدالوهاب خضر : وصفت وسائل ووكالات أنباء مصرية وعربية وعالمية أن الإرهابي هشام عشماوي الذي تسلمته المخابرات العامة المصرية أمس الثلاثاء من الجيش الوطني الليبي هو كنز ثمين لما يمتلكه من معلومات عن التنظيمات الإرهابية ،وأن ما حدث هو بمثابة عملية معقدة للغاية ولم يكشف النقاب بعد عن تفاصيلها، وأن البث المباشر لعلمية تسلم عشماوي مقصود، لأن هذا الإرهابي يمتلك كنزا من المعلومات عن الحركات الإرهابية من ناحية الهياكل التنظيمية والتمويل والدول الداعمة، وأصبح الآن بحوزة المخابرات العامة المصرية. وقالت وكالة rt الروسية من خلال لقاءات مع خبراء أنه بعد عدة شهور من قيام الأمن الليبي بالقبض على الضابط المصري المفصول هشام العشماوي، تمكنت القوات الخاصة المصرية من إحضاره إلى مصر لمحاكمته. ..وتساءلت :”هل تعمدت المخابرات المصرية إظهار رقم الطائرة الحربية التي جلبت عشماوي لمصر؟..وأجاب الخبير الأمني المصري الرائد خالد أبو بكر، والمسؤول عن صفحة الجيش المصري الإلكتروني بأن “عشماوي تم القبض عليه بمعرفة الجيش الليبي عبر معلومات مصرية في أكتوبر الماضي 2018، حيث جاء تسليمه بالأمس خلال عملية معقدة للمخابرات المصرية”.وأوضح الخبير أنه “قبل جلب عشماوي بيوم واحد أذاعت قناة الجزيرة تقريرا ذكرت فيه أن طائرة عسكرية مصرية تحلق فوق طرابلس، وأنها تساعد قوات حفتر وذكرت رقمها وهذه معلومة رغم عدم دقتها بالطبع استخباراتية وليست إعلامية بحد ذاتها”.ونوه بأن “الأجهزة المصرية تعمدت في البث المباشر خلال عملية وصول عشماوي على متن الطائرة العسكرية أن تظهر رقم الطائرة وطرازها، وهذا كشف أن عملية معقدة وراء جلب عشماوي من ليبيا وسط تحد لأجهزة استخبارات كبرى”.من جانبه، قال اللواء حاتم باشات الخبير العسكري والأمني وعضو مجلس النواب المصري إن عملية القبض على عشماوي قبل شهور والتحقيق معه من قبل أجهزة الاستخبارات الليبية، واستخلاص المعلومات منه كانت بتنسيق كامل مع مصر بأجهزتها الأمنية والمخابراتية.وأشار إلى أن العملية معقدة للغاية ولم يكشف النقاب بعد عن تفاصيلها، وأن البث المباشر لعلمية تسلم عشماوي مقصود، لأن هذا الإرهابي يمتلك كنزا من المعلومات عن الحركات الإرهابية من ناحية الهياكل التنظيمية والتمويل والدول الداعمة، وأصبح الآن بحوزة المخابرات العامة المصرية.وتوقع اللواء حاتم باشات أن يستغرق التحقيق مع عشماوي فترة من الوقت وأن يتم على مراحل، مشددا على أن وجوده حيا في قبضة المخابرات العامة المصرية يعد إنجازا تاريخيا بكل المقاييس.من جانبه، أكد الصحفي والكاتب المختص بقضايا الأمن القومي في مصر أحمد رفعت ، أن الإعلان عن تسلم الإرهابي هشام عشماوي بهذه الطريقة مقصود كجزء من المعركة التي تخوضها مصر بنجاح ضد الإرهاب والمعنويات جزء منها.وأشار إلى أن الصيد االذي وصل مصر مساء الثلاثاء ثمين، إذ توجد عشرات الأسر المصرية التي قتل أبناؤها في أعمال إجرامية نفذها عشماوي، وتريد أن تثأر منه. وجاء في معلومات لوكالة rt أيضا أنه قد جلبت الطائرة الحربية المصرية C-130 العملاقة الإرهابي هشام عشماوي إلى مطار القاهرة الدولي من ليبيا، وكان على متنها عدد من القوات الخاصة المصرية التابعين للمخابرات العامة.ووضع عشماوي في طائرة حربية من طراز “لوكهيد سي-130 هيركوليز” أو “Lockheed C-130 Hercules”، وهي طائرة تستخدمها عادة قوات العمليات الخاصة للقفز بالمظلات من ارتفاعات منخفضة أو الهبوط للقيام بعمليات هجومية في عمق الأراضي المعادية.وتستطيع الطائرة الطيران حتى ارتفاع 8 آلاف متر، ويمكنها الطيران بسرعة 410 ميل في الساعة على ارتفاع 6706 أمتار، وتبلغ حمولتها القصوى حوالي 20 ألف كيلوغرام.وتستخدم هذه الطائرة أيضا في نقل الجنود والأسلحة والتجهيزات العسكرية، والبحث والإنقاذ عند حدوث الكوارث، بالإضافة إلى نقل المواد والمساعدات الإنسانية إلى مناطق الكوارث، كما تستخدم في الاستكشاف والاستطلاع، والإنذار المبكر.وأول نموذج مصنوع من هذه الطائرة هو C-130 A، وتوجد نماذج كثيرة منها مثلC-130 B ، C-130 D ، C-130 E ،C-130 J. - الإعلانات - وتصدرت قوات G.I.S المصرية المشهد على كافة القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي، بعد تسلمها الإرهابي هشام عشماوي من قوات “الجيش الوطني الليبي” التي يقودها المشير خليفة حفتر.ويعد ظهور هذه القوات الأول من نوعه، حيث تمثل جهاز المخابرات العامة المصرية، وتسميتها تضم الأحرف الأولى من General Intelligence Security.وتتخصص هذه القوات في مكافحة الإرهاب، ويتم استخدامها في العمليات الكبرى والتي تهدف لتأمين وصول شخصيات رسمية، أو مطلوبين للأمن المصري بجرائم إرهابية.وتندرج هذه القوات ضمن فرق النخبة في مصالح الأمن والتي عززت بها القوات البرية، وهي بالمرصاد للإرهابيين وتضرب معاقلهم، وخاصة في ظل التهديدات الأخيرة، وتسهر على حماية المنشآت الوطنية ومنع أي اختراقات يقوم بها الإرهاب. وعلقت مروة هشام بركات، ابنة النائب العام االسابق المستشار هشام بركات، على تسليم “الجيش الوطني الليبي” الإرهابي هشام عشماوي إلى المخابرات العامة المصرية.وكتبت ابنة هشام بركات، عبر صفحتها الشخصية على “فيسبوك”: “إن كنتم قد أفسدتم علينا دنيانا وحرمتوا عائلتي مني وأكسبتموني لقب الشهيد الصائم البطل وأكسبتوا عائلتي لقب عائلة الشهيد البطل فقد أفسدت عليكم دنياكم وآخرتكم”.ويعد الإرهابي هشام عشماوي، هو العقل المدبر لاغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، وتشبه عملية اغتياله محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، في سبتمبر 2013، بعد خروجه من بيته. وجرى القبض على الإرهابي هشام عشماوي في أكتوبر الماضي وهو ضابط فصل من القوات المسلحة المصرية عام 2012، بعد تورطه في عشرات العمليات الإرهابية ضد مصر وليبيا.وكان عشماوي “أمير المرابطين” والقيادي في تنظيم القاعدة، من مواليد 1978 وكنيته (أبو عمر المهاجر)، المطلوب الأول على لائحة الإرهاب في القوائم المصرية، حيث أعلن ولاءه لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وتحالف مع “كتائب أبو سليم”، وشكّل “مجلس شورى مجاهدي درنة” عام 2015.