سقوطه فى قبضة مصر استرداد لحق شهداء راحوا ضحايا عملياته القذرة التحقيقات ستكشف خيوط شبكة التنظيمات الإرهابية والدعم اللوجيستى من الخارج عاد الإرهابى هشام عشماوى إلى مصر، مع عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، ليشارك فى اعتصام رابعة، بعدما سافر إلى تركيا فى أبريل 2013، وتسلل إلى سوريا، وانضم لمجموعات تقاتل ضد نظام بشار الأسد. وكانت «ليبيا» الملاذ الآمن لعشماوى، إذ شكّل فى معسكرات «درنة» خلية تضم 4 ضباط شرطة مفصولين تسمى «أنصار بيت المقدس» تحولت إلى «ولاية سيناء» بعد مبايعته لتنظيم «داعش». وفى يوليو 2015، أعلن «عشماوى» المعروف ب«أبوعمر المهاجر» انشقاقه عن تنظيم «داعش»، وتأسيس تنظيم «المرابطون» فى ليبيا، الموالى لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي. واتهم هشام عشماوى بالاشتراك فى محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، وكذلك اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة «101 حرس حدود»، واستهداف مديرية أمن الدقهلية، والهجوم على حافلات الأقباط بالمنيا والذى أسفر عن استشهاد 29 شخصًا. كانت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية قد أعلنت إلقاء القبض على الإرهابى المصرى هشام عشماوى فى 8 أكتوبر الماضى، خلال عملية أمنية فى مدينة درنة. وتسلمت مصر من الجيش الوطنى الليبى، الإرهابى هشام عشماوى، بعد زيارة اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة إلى دولة ليبيا، والتى التقى خلالها المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني. خلال التحقيقات التى أجرتها معه سلطات التحقيق الليبية، تحدّث الإرهابى هشام عشماوى، عن العلاقة التى كانت تربطه بشخصيات عسكرية وسياسية بارزة ما زالت تتواجد فى المشهد السياسى الليبى إلى الآن، وبالدعم الذى تلقاه منها، لتنفيذ جرائمه فى ليبيا ومصر. وكشف خليفة العبيدى مدير المكتب الإعلامى للقيادة العامة للجيش الليبى، جزءاً من اعترافات الصندوق الأسود للجماعات الإرهابية فى ليبيا ومصر، وأوضح أن «عشماوى» أدلى خلال التحقيقات معه بأنه «كان على اتصال دائم مع أمير الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة عبدالحكيم بلحاج والتقى به عدة مرات، وكذلك مع القيادى فى تنظيم الإخوان على الصلابي». وأضاف «العبيدي» أن «عشماوي» اعترف كذلك بأن الدعم اللوجستى والبشرى الذى كان يصل إلى الجماعات الإرهابية فى درنة وبنغازى، كان يأتيهم من طرابلس ومصراتة عن طريق البحر، بناء على تنسيق بينهم وبين قيادات الجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم الإخوان المسلمين». وأشار العبيدى إلى أن «عشماوى» كان من ضمن القيادات الإرهابية المسئولة على تدريب وتجهيز المقاتلين لشن عمليات فى ليبيا ومصر، كما كان يتولى استقبال الإرهابيين من سوريا والعراق، نظرا لعلاقاته مع القيادات الإرهابية الموجودة هناك. أبواق الإرهابية الإعلامية لم تشعر بالعار لتصمت تمامًا، بل انطلقت لتدافع عن الإرهابى وشركائه، واصفة إياهم بالمعارضين للنظام، ومعلنة اعتراضها على إذاعة تسلمه لمصر، بعبارات عاطفية استفزازية، تؤكد علاقة الإخوان الوطيدة بالإرهاب. ونشر الرائد محمود عصام الكومى، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» قائلا: «كانت لنا دار وكان لنا وطن ألقت به أيدى الخيانة للمحن وبذلت فى إنقاذه أغلى ثمن». وأرفق مع كلماته صورة يظهر فيها وهو يدوس على صورة الإرهابى هشام عشماوى، فى حين يمسك علم مصر بيده اليمنى. كان الرائد محمود الكومى، الذى استُهدفت مدرعته فى يناير عام 2016، أثناء تمشيطه لطرقات مدينة العريش، بعبوة ناسفة أسفرت عن إصابته ببتر فى الساقين اليمنى أسفل الركبة واليسرى أعلى الركبة، وانفجار مقلة العين اليمنى وشظايا بالعين اليسرى. واعتبر بعض الخبراء أن سقوط الإرهابى هشام عشماوى فى قبضة مصر هو استرداد لحق كل ضحية كان «عشماوي» سببًا فى استشهادها، فيما رأى البعض الآخر، أن سقوطه هو بداية خيط لكشف العديد من التنظيمات الإرهابية، لأنه يمثل الصندوق الأسود لكنز المعلومات الثمينة عن تلك الجماعات. وقال العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب، إن تسلم السلطات المصرية، الإرهابى هشام عشماى من الجيش الوطنى الليبى، ضربة قاصمة للتشكيلات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، وفروعها الممتدة فى شمال أفريقيا، والمغرب العربي. وأضاف «عكاشة»: «هشام عشماوى أحد الأوراق الأكثر فاعلية، حيث تنقل بين تنظيمات إرهابية عديدة، فبدأ مع تنظيم أنصار بيت المقدس فى سيناء وأصبح قائدا عسكريا له، ثم انتقل إلى ليبيا وهناك بدأ مع تنظيم القاعدة، فكان يدرب العناصر الإرهابية، ثم انتقل إلى تنظيم (المرابطون) وتواصل مع قيادات فروع تنظيم القاعدة فى تونس والجزائر». ووصف عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب، عملية التسليم بأنها «صيد ثمين»، مؤكدًا أن تسيلم «عشماوي» بمثابة الحصول على كنز معلوماتى كبير، قائلًا: «هناك كثير من العناصر المصرية تشاركت مع عناصر غير مصرية فى تنفيذ العمليات الإرهابية، وهو يعلم الكثير عن هذه المشاركات، كما أنه كان يحاول طوال الوقت تسهيل دخول مجموعات من داخل ليبيا مؤهلة وعلى قدر كبير من التسليح والتدريبات إلى مصر لكنها لم تنجح فى تحقيق أهدافها». وأوضح عضو المجلس القومى لمكافحة الإرهاب، أن المخابرات العامة المصرية كانت تدرك أننا أمام نشاط إرهابى عالمى وليس محلياً، لافتًا إلى أن المخابرات العامة لديها دراية بضرورة مكافحة الإرهاب خارج مصر، فالعمليات التى كان يذيع المتحدث العسكرى مقاطع منها، كانت أحد تجليات الجهود الاستخباراتية لحماية أمن مصر من التدفقات الإرهابية الخارجية. وأكد اللواء محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان والخبير العسكرى، أن القبض على الإرهابى هشام عشماوى أصاب الجماعات الإرهابية بالفزع والخوف، قائلًا إن الأجهزة الأمنية المصرية ستعمل خلال الفترة القادمة للقبض على الشبكات الإرهابية التى دعمت «عشماوي»، وشبكته الإرهابية لتسليمهم إلى القضاء المصرى، وهذا مجهود ومسئولية كبيرة تقع على كاهل الأمن المصري. وأشار «الشهاوي» إلى أن الأمن القومى المصرى مرتبط بنظيره الليبى، مشيرًا إلى أن عشماوى صيد ثمين للمعلومات، وكنز ثمين لمصر، مؤكدًا أن عملية استجواب هشام عشماوى لن تكون سهلة من جانب الأمن المصرى، ولكن مثلما قامت القوات الليبية بالحصول على معلومات منه، فالأمن المصرى أيضاً سيحصل على كل المعلومات التى يريدها من هذا الإرهابى، والتمويل اللوجيستى الذى كان يتلقاه سابقًا. وأضاف أن أجهزة المخابرات تسعى دائما لتحليل كل المعلومات الخاصة بالتنظمات الإرهابية، وأن مصادر ليبية أمس أعلنت أن الإرهابى هشام عشماوى قد كشف عن العديد من التنظيمات الإرهابية، والدول التى قامت بتدعيمه، وذلك أثناء التحقيقات التى أجريت معه من جانب الأجهزة الأمنية الليبية. وأكد اللواء ناجى شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن عملية تسليم ليبيا للإرهابى هشام عشماوى، تشير إلى أن لكل إرهابى نهاية، فمحاولات الإرهابيين محتومة بالفشل وستؤول إلى السقوط، فكل إرهابى سيقع، وسيُحاكم فى بلده أو فى بلد أخرى، وتسليم عشماوى يؤكد أن مصر عصية على التقسيم والتفكيك. وقال المستشار بأكاديمية ناصر، إن الإرهابيين ليسوا فى وعاء واحد، وكل منهم مبرمج بطريقة مختلفة، موضحا أن الإرهابى هشام عشماوى أصبح «كارت محروق» بالنسبة لمن يعمل معهم، ويبدأون الآن فى تجهيز بدائل له، والترتيب لمن يأتى بعده. وقال النائب يحيى الكدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى، إن خطوة القبض على الإرهابى هشام عشماوى وتسليمه دليل على أن مصر دولة قوية بقواتها ولا تنسى رجالها، مضيفاً: «القبض عليه هو بمثابة رسالة لكل الإرهابيين بأن تجاربهم فاشلة وعليهم التوقف لأن الاستمرار فيها بمثابة انتحار». وأشار «الكدواني» إلى أن الجماعة المتطرفة تسعى لنشر الأغاليط والأكاذيب بعد نجاح قوات الجيش الليبى فى إلقاء القبض على الإرهابى هشام عشماوى، المطلوب الأول لدى قوات الأمن المصرية، موضحًا أن الأذرع الإعلامية الإخوانية نشرت العديد من المعلومات المغلوطة والأكاذيب الممنهجة بشأن «عشماوى»، بهدف التغطية على نجاح تلك العملية، التى تمثل كنزًا معلوماتيًا كبيرًا يساعد فى فضح مخطط الإخوان لنشر الإرهاب عالميًا. ولفت عضو مجلس النواب إلى أن أذرع الإخوان الإعلامية تسعى جاهدة لتأكيد دفاعها عن الجماعة الإرهابية، وعناصره، هشام عشماوى هو أحد ضلوعها فى العمليات الإرهابية، التى أفزعت المصريين، واختطفت زهرة شبابهم، وعطلت مسيرتهم فى التنمية بأعمال التخريب والتدمير، مشددًا على أن تلك الجماعة لا تمثل خطرًا على مصر فقط، بل على العالم.