يوم أمس الأول كان يوماً سعيداً عاشه الشعبان المصري والليبي عقب إعلان الجيش الليبي النبأ القنبلة الذي أثلج صدور الجميع خاصة أسر الشهداء بالقبض على الإرهابي الأخطر هشام عشماوى أمير تنظيم القاعدة بمدينة درنة الليبية وتأكيد تصفية مساعده عمرو رفاعى سرور لأن الجميع يعلمون أنه إرهابي عابر للحدود تنقل بين دول الشرق الأوسط من مصر إلى سوريا ثم تركيا واستقر به المقام في ليبيا، كما أنه قاد وأشرف وشارك ونفذ عشرات العمليات الإرهابية الكبرى في مصر وليبيا والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء. وعلى النقيض تماماً كان أمس الأول أسود يوم مر على قيادات جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيم الدولى وجميع التنظيمات الإرهابية التي خرجت من رحمها فى كل بقاع الأرض عقب علمهم بالقبض على عشماوى.. حالة الحزن هذه بدأت واضحة جلية في تناول القنوات الإخوانية في قطروتركيا لخبر القبض على عشماوي والتعليقات الخاصة بالكتائب الإخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم يعلمون جيداً أن سقوطه ضربة قاصمة للإرهاب العابر للحدود الذي كان يقوده لأنه كان من أكثر الإرهابيين خطورة خلال السنوات الماضية، حيث إنه مارس نشاطه الإرهابي عبر تأسيسه ومشاركته مجموعة من التنظيمات الإرهابية المختلفة تحت أسماء مختلفة خلال السنوات الأربع الماضية، منها أنصار بيت المقدس، المرابطين، جند الإسلام، أنصار الإسلام، كما أنه بايع التنظيمات الأم الإخوان وداعش والقاعدة لكن السبب الحقيقي للأحزان الإخوانية عقب سقوط عشماوي يرجع لأنهم يعلمون جيداً أنه سيكون صيداً ثميناً وصندوقاً أسوداً سيقود أجهزة الأمن في مصر وليبيا إلى باقي أعضاء الخلايا الإرهابية، كما أنه سيكشف خيطاً مهمة بشأن الدول الداعمة للإرهاب ومن هي الجهات التي مولت وساندت عشماوي والجماعات الإرهابية المتواجدة في مصر وليبيا وهذه المعلومات من شأنها أن تفضح المتورطين في العمليات الإرهابية. نعم، عشماوي يعد الصندوق الأسود لجماعة الإخوان والتنظيمات والجماعات المتطرفة فى ليبيا، حيث كان يسعى لتشكيل ما أطلق عليه الجيش المصري الحر التابع لتنظيم القاعدة في درنة بهدف نقله إلى الأراضي المصرية. لقد كانت عملية القبض على عشماوي ضربة معلم بكل ما تعني الكلمة، حيث تمت باحترافية شديدة من رجال أشداء أمدتهم عيون الصقور بمعلومات دقيقة فباغتوا عشماوي ورفاقه داخل خندقهم قبل أن يتمكن من تفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه ليتم اصطياده حياً وهو ما يعني الكثير والكثير، حيث سيتم الحصول منه على كنز معلومات يفيد أجهزة الأمن في كل من مصر وليبيا.. وأعتقد أن السلطات المصرية تنسق مع الجانب الليبي الشقيق لمحاكمة عشماوي في مصر بعد أن تنتهي السلطات الليبية من التحقيق معه، خاصة أن كل من مصر وليبيا في خندق واحد يخوضان حرباً شرسة في مواجهة الإرهاب الأسود ويوجد تعاون بينهما في مجال تسليم المجرمين.