مجموعة من النساء لبين دعوة للاجتماع،ومحاولة الاندماج فى عمل يبتعد بهن عن الكآبة ومذاق الأوضاع الصعبة التي يعشنها من جراء الحرب التي حاصرتهم فى بلدهن،سوريا،ودفعت بهن الي لبنان المجاورة،،وفِي الاجتماع تبدأ كل واحدة فى التفاعل والبوح بأسرارها،وتتوالي الاكتشافات فى فيلم الافتتاح لمهرجان الاسماعيلية السينمائي الدولي مساء اليوم، واسم الفيلم (نحن لسنا أميرات)،ومهرجان الاسماعيلية هو احد اهم مهرجانات العالم للسينما التسجيلية والقصيرة،وربما يكون احد الأسباب الرئيسية للفت الانتباه الي هذه السينما فى العقد الاخير،فى مصر،بما حققه من نجاحات كبيرة على مدي عقدين من الزمان،فدورته التي تفتتح اليوم هي الدورة الواحدة والعشرين،ومنظمه هو المركز القومي للسينماالذي يرأسه د.خالد عبد الجليل،مستشار وزيرة الثقافة للسينما،اي انه مهرجان وزارة الثقافة المصرية الذي حافظ عليه وزراء الثقافة السابقون ليصل الان الي الوزيرة النشطة ايناس عبد الدايم فتستكمل مسيرته التي لم تتوقف منذ بدأ،والذي اختار مؤسسوه دعم ( السينما الفقيرة)،اساسا لتصبح هذه السينما الان محط أنظار العالم المحب للفن،وللتعبير عن الحياة من خلاله،وهو ما يعني انه فن السينما الفقيرة إنتاجيا والغنية فنيا،وفى برنامج المهرجان الحافل والذي يمتد على مدي أسبوع ابتداء من صباح الغد-الخميس- دستة من الافلام التسجيلية الطويلة،و23فيلما تسجيليا قصيراوعشرين فيلما روائيا قصيرا،و23فيلما فى مسابقة افلام التحريك،و13فيلما فى مسابقة افلام طلبة المعاهد الفنية،،اي اننا أمام 58فيلما تتسابق على جوائز المهرجان،،جاءت من 93دولة من دول العالم التي أرسلت الف وخمسمائة فيلم لإدارة المهرجان !،وهو رقم جبار يعكس أهمية المهرجان،ومدي الثقة فى نزاهة اختياراته،وفريق عمله بدءا من رئيسه الحالي الناقد عصام زكريا،وفريق المركز القومي،ولجنة المشاهدة واختيار الافلام،وفريقه الاعلامي لماذا هو مهرجان محظوظ؟ الاجابة هي الطموحات التي عبرت عنها هذه الدورة من خلال المؤتمر الصحفى الاحد الماضي بقاعة المجلس الاعلي للثقافة،والملف الصحفي، عطيات الأبنودي،،وحصان الطين فى قائمة المهرجان ابتداء من الغد،برامج اخري مهمة غير المسابقات الرسمية التي اصبحت لها لجنتان للتحكيم وليس واحدة،الاولي للسينما التسجيلية بنوعيها برئاسة المخرج يسري نصر الله،والثانية للافلام الروائية والتحريك برئاسة المخرجة الفرنسية مارلين كانتو،إضافة للجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد السينمائين(الفيبريسي)،ولجنة تحكيم مستجدة للفيلم الافريقي،ولمسابقة افلام الطلبة،وللجمعية المصرية للرسوم المتحركة،وهي لجان تعكس الاهتمام الكبير باتجاهات سينمائية موجودة ومهمة،مثل السينما الافريقية التي يعرض لها فى المسابقات الرسمية فيلمان،وفِي برنامج خاص أربعة افلام،وهو برنامج ضمن أربعة برامج موازية،منها برنامج فرنسي هو الاكبر (تسعة افلام)وبرنامج بولندي(سبعة افلام)،وبرنامج البانوراما الذي يضم الافلام المهمة التي لم تدخل فى المسابقات،. .. وعطيات الأبنودي و تفاجئنا تكريمات المهرجان بنخبة من اهم وافضل صناع السينما المصرية بداية بشاعرة السينما التسجيلية،ومخرجة المهمشين والنساء الكادحات عطيات الابنودي التي قدمت سبعة وعشرين فيلما وحصلت على عشرات الجوائز ورحلت فى اكتوبر الماضي،وقد اهدي المهرجان هذه الدورة اليها،، وتكريم آخر مهم لسعيد شيمي،فنان التصوير السينمائي الكبير الذي تجاوزت افلامه الروائية الطويلة رقم المائة،ولكن رصيده من الافلام التسجيلية لا يقل أهمية عنها،بداية بتطوعه بتصوير احداث حرب الاستنزاف،وحرب اكتوبر أثناء وبعد دراسته بمعهد السينما،،ثم عمله مع المع ابناء جيله من المخرجين فى تقديم افلام عن الناس والحرب،واستمراره فى محبة الفيلم التسجيلي برغم تفوقه فى السينما الروائية الطويلة لا يكفى ان يكون الله مع الفقراء التكريم ايضا طال هذه الدورة مخرج لبناني مهم هو برهان علوية الذي أثار اول افلامه ( كفر قاسم ) ضجة كبيرة لتوثيقه تلك المذبحة ضد الفلسطينيين،وبعدها صنع اول افلامه الوثائقية(. لا يكفى ان يكون الله مع الفقراء )عام 1978 عن تجربة المهندس المعماري المصري المهمة مع عمارة الفقراء،وبعدها عمل فى السينما الروائية فى تقديم افلام جريئة تنقد الأوضاع الاجتماعية بعمق وقوة،،واخيرا يكرم المهرجان ايضا المخرج ( موازيه نجا نجورا)من الكونجو الديموقراطية،والذي قدم عددا من الافلام الوثائقية التي شاركت فى مهرجانات متعددة،منها مهرجان الاسماعيلية الذي حصل على جائزة منه منذ عشرين عاما،،وتاريخه حافل بالأعمال المهمة ومقاومة هيمنة الشركات الأوربية على الانتاج الافريقي،،ويقدم التحية والتقدير لسينمائيين كبار رحلوا مؤخرا هم المخرج أسامة فوزي،والمخرجة فريدة عرمان،والمخرجة اللبنانية چوسلين صعب، وستة كتب يصدرها منها ثلاثة عن المكرمون،وحلقة بحث عن تاريخ حركة النقد السينمائي فى مصر فى السبعينات،ومائدة مستديرة تناقش توزيع الفيلم التسجيلي والقصير حول العالم،ولكل هذه الوجبة الفخمة والمدهشة اقول ان الاسماعيلية مهرجان محظوظ،،واتمني ان يمد عروضه حتي الي مدن القناة المجاورة،السويس وبور سعيد،وربما سيناء فيما بعد