كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، عن أن منصات تنظيم داعش الإرهابي الإلكترونية دأبت منذ عدة أشهر على إعادة بث المحتوى الإعلامي للتنظيم سواء كان مرئيًّا أو مسموعًا أو مقروءًا، دون أية إصدارات جديدة تذكر، وأشار المرصد إلى الدلالة الواضحة على الأزمات الميدانية والبشرية التي يمر بها التنظيم وحالة الإفلاس وفقدان القدرة على إنتاج مواد إعلامية جديدة؛ الأمر الذي دفعه إلى إعادة نشر المحتوى القديم. وأضاف المرصد، فى معرض تحليله للمنصات الإعلامية الإلكترونية الداعشية، أن تحليل مضمون المواد المعاد نشرها يقدم تصورًا عن الحالة التي بات عليها التنظيم، وطبيعة المشكلات التي يعاني منها، خاصة أن غالبية تلك المواد المعادة تستهدف الحث على البيعة والصبر والثبات؛ مما يؤكد أن التنظيم يعاني غياب بيعات جديدة، وندرة فى المقاتلين، بعد هروب العديد من أفراد التنظيم مما دفعه إلى حث فلوله التي لا تزال تؤمن بفكره المنحرف على الثبات. وأشار المرصد، أن وحدة التحليل والمتابعة كشفت أن تنظيم داعش الإرهابي يكرر موادَّ إعلامية لمخاطبة مقاتلي التنظيم مثل: "اغتنم حياتك قبل موتك" وسلسلة نصائح وتوجيهات للمناصرين والمناصرات ومادة بعنوان "استقم كما أمرت" تتضمن النص على ما ينبغي أن يكون عليه أنصار المجاهدين، فى محاولة من التنظيم لإثارة الجانب العاطفى والشعوري لدى هؤلاء حتى لا تنكشف الحالة المتردية التي آل لها أمره جراء فقدانه السيطرة على كافة المناطق الخاضعة لسيطرته وفقدان الكثير من المقاتلين فى ساحات القتال سواء بالموت أو الهرب. وتابع المرصد، قوله، إن التنظيم سعى إلى بث رسائل تدليس لها دلالات خاصة تحاول خداع فلول التنظيم ومناصريه بأن قيادة التنظيم لا زالت باقية، وأنها تخاطبهم وتنسق فيما بينهم؛ لذلك فقد تكرر كثيرًا جدًّا نشر بوست تجديد البيعة للبغدادي.. "#جددو_بيعاتكم للخليفة البغدادي"، وإعادة نشر للمطويات المتعلقة بأحكام الخلافة والبيعة، بالإضافة إلى مطوية نسب البغدادي الذي يصل للقرشيين، وما إلى ذلك. فى سياق متصل أكد المرصد أن منصات التنظيم أعادت بث العديد من المقاطع الصوتية لأبي بكر البغدادي تحث على الجهاد والثبات، فتم إعادة بث كلمات "ألا فليعلم العالم…. إلا من كان غافلًا…. القوانين الوضعية تحت أقدام جنود دولة الآساد – وبشر الصابرين" وهو ما يعني الحالة السيئة التي أصابت مقاتلي التنظيم مما دفعهم لفقدان إيمانهم بجدوى القتال تحت لواء التنظيم ودفع العديد منهم للهروب، فجاءت كلمات البغدادي –زعيم التنظيم-فى محاولة لاستعادة هؤلاء. أما على مستوى الإصدارات المرئية، فقد تمت إعادة بث عدد من "فيديوهات" التنظيم التي توثق حالات الانتصارات السابقة والعمليات التي قام بها، والرسائل التي تخاطب مقاتلي التنظيم تحثهم على مواصلة الحرب المقامة ضد التنظيم، وتحديد أعداء التنظيم المحليين والدوليين، حيث تمت إعادة بث إصدارات "ومن يتوكل على الله فهو حسبه – حرب الوكالة – وإن غدًا لناظره قريب – عزم الكماة – صليل الصوارم – رمضان… شهر الفتوحات – القابضون على الجمر- درع الصليب- لهيب الحرب". اختتم المرصد تحليله، بأن إعادة بث هذه الإصدارات القديمة لها مجموعة من الدلالات الأساسية التي ستمثل مستقبل الأذرع الإعلامية للتنظيم، ومن بينها : ضعف إمكانيات التنظيم المادية فى إعداد وإنتاج إصدارات جديدة. وفقدان العديد من الكوادر البشرية التي كانت تعمل على إدارة وإنتاج المحتوى الإلكتروني؛ وذلك إما لسبب الموت والقتل أو الهروب والانشقاق من التنظيم. وكذلك تراجع حجم ونوعية العمليات التي كان ينفذها التنظيم. وسوء الحالة المعنوية للمقاتلين ومن ثم تزايد أعمال الهروب؛ لذلك يسعى التنظيم إلى إعادة بث إصدارات الثبات والوعود بالنصر. ودعا المرصد، إلى استكمال الجهود التنسيقية على المستوى الإقليمي والدولي للحفاظ ما حققته الحكومات والشعوب فى إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي، مشددًا على ضرورة القضاء على البيئات الحاضنة للتطرف والعنف، لحرمان التنظيمات التكفيرية من العودة مرة أخرى. وقال ماهر فرغلي، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن الجماعة الداعشية بسيناء أصدرت مؤخرا فيديو مصور بعنوان "سبيل الرشاد"، موضحا أن هذا الفيديو تم إعداده قبل عملية القصف التي قام بها الجيش المصري وقتل على اثرها 5 ضباط سابقين كانوا قد انضموا الى الدواعش، ولما قتلوا جميعا تم تغيير الإصدار إلى رسائل منهم، ومع كل ضابط يقولون رسالة من فلان تقبله الله، وهو ما يشير إلى الهزيمة التي لحقت بالتنظيم. وأكد "فرغلي" فى تدوينه له على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، أن إعادة انتاج داعش للفيديوهات القديمة وتحديدا فيديو "سبيل الرشاد" يعد دليلا واضحا على انهيار التنظيم، وأن مواده الإعلامية الأخيره محاولة منهم لإثبات البقاء. بينما يرى نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، قيام داعش بإعادة بث المقاطع الصوتية والمصورة القديمة، محاولة منهم لجلب المزيد من التمويلات، وذلك بعد تضييق الخناق عليهم، ورصد الدول الداعمة لهم، موضحا أن جهات التمويل للجماعات الإرهابية يجب أن ترى نتيجة ما تنفقه على هذه الجماعات وذلك قبل ضخ المزيد من الأموال إليها. وأكد "نعيم" أن تنظيم داعش يحاول تجديد دماءه بعد الضربات التي تعرض لها على يد قوات الجيش خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن الخسائر شملت العناصر الإرهابية والأسلحة وأماكن التمركز. مؤكدا أن التنظيم أعلن إفلاسه على جميع المستويات، وإعادة نشره للمواد الإعلامية القديمة يعد إعلانا صريحا عن سقوطه.