كل من يتابع تطورات الموقف فى سوريا يلاحظ أنه كلما أحرز الجيش السوري انتصارًا على جحافل المنظمات الإرهابية.. سارع الأمريكيون والإسرائيليون إلى توجيه ضربات عسكرية لمواقع سورية بهدف مساعدة العناصر الإرهابية ومحاولة إسعافها وتقديم طوق نجاة قد يرجئ هزيمتها النهائية. والإسرائيليون لا يحتاجون إلى تقديم ذريعة لاعتداءاتهم على سوريا، فقد سبق أن أعلن المسئولون لديهم أنهم يفضلون أن يتولى أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش حكم سوريا.. أما الأمريكيون، فإن اللعبة القذرة التي يمارسونها بانتظام.. هي إطلاق أكذوبة استخدام القوات السورية لمواد كيماوية فى بعض المناطق.. الأمر الذي يمنح أمريكا «الحق» فى مهاجمة سوريا، ويذكرنا بأكذوبة «أسلحة الدمار الشامل» التي زعموا أنها فى حيازة العراق لتبرير غزو بلاد الرافدين وتدميرها وتسريح جيشها. والآن.. عقب الانهيارات الدرامية بالجملة التي لحقت بالتنظيمات الإرهابية التكفيرية فى الغوطة الشرقية، ومنها «جبهة النصرة» « تنظيم القاعدة « وفيلق الرحمن « و»حركة أجناد الشام الإسلامية « و»جيش الإسلام»… ونجاح الجيش السوري فى التقدم فى عمق معاقل الغوطة الشرقية.. وبعد أن أظهر الجيش السوري مدى قوته العسكرية والجدية فى التنفيذ والاحتراف فى المنازلة والاشتباك،.. وبعد الانهيار الكبير فى معنويات الإرهابيين وبعد أن انتفض سكان بلدات الغوطة الشرقية ونجحوا فى كسر حاجز الخوف وثاروا على الإرهابيين الذين كانوا يتخذون منهم دروعًا بشرية.. بعد ذلك كله.. تطلق واشنطن واتباعها فى الغرب أكذوبة استخدام الجيش السوري لمواد كيماوية فى الغوطة الشرقية كذريعة مفتعلة و»مفبركة» لضرب الجيش السوري عقابًا له على الانتصار الكبير الذي أحرزه على الإرهابيين. وكانت الغوطة الشرقية هي الورقة الاستراتيجية الكبرى التي راهنت واشنطن وحلفاؤها من الدول الغربية عليها للضغط على دمشق. وتتجاهل أمريكا وأتباعها أن الجيش السوري عثر، خلال قيامه بتمشيط بلدة الشيفونية فى الغوطة الشرقية فى ريف دمشق يوم 13 مارس الماضي على معمل لتصنيع مواد كيميائية وسامة تشمل أحماضًا متنوعة منها الكلور أعده الإرهابيون ويقومون بتشغيله ضمن مجموعة أخرى من المصانع التي تم العثور عليها فى مناطق أخرى كان يسيطر عليها الإرهابيون.. ولم يكن السوريون الذين الحقوا الهزيمة النهائية بالإرهابيين فى الغوطة الشرقية فى حاجة إلى استخدام مواد كيماوية.. بعدما انتصروا بالفعل وحسموا المعركة.. ورغم أن الخبراء الروس الذين توجهوا إلى بلدة «دوما»، وهي المنطقة التي يزعم الأمريكيون أنها كانت هدفًا لمواد كيمائية.. لم يجدوا أي أثر لاستخدام مثل هذه المواد.. إلا أن المندوبة الأمريكية فى مجلس الأمن أعلنت أن الولاياتالمتحدة ستقوم بالرد «أي الهجوم على سوريا» سواء من خلال المجلس أو خارج إطار المجلس ! أما إسرائيل فإنها لم تنتظر مجلس الأمن، فقد قامت بهجومها.. وأعلنت شخصيات هامة فيها أنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تهاجم سوريا !! كل ذلك.. والجامعة العربية «شاهد ماشافش حاجة» !