أكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن الكاتب الراحل تمتع بأسلوب متفرد فى موهبته، جمع بين المثقف الموسوعي والحرفى المتقن لأساليب السير فى السماحة المشتركة بين الدولة والمثقف، موضحاً أنه كان مؤثراً فى أجيال كثيرة أعقبته بأسلوبه وحكمته وشجاعته.. وتابع، «صلاح عيسي» كاتب صحفى متفرد الموهبة، مثقف موسوعي تتصور فى لحظات أنه أستاذ فى التاريخ المعاصر، من فرط تفرده فى السرد والاستدلال والاستنباط، كما أنه يشعرك أنك أمام خبير استراتيجي حقيقي فى القانون اكتسبها خلال فترات تردده على المعتقلات خلال عهدي الرئيسان الراحلان «جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات».. وأشار إلى فترة توليه لرئاسة تحرير جريدة القاهرة، جعلته فى نظر بعض المثقفين صلاح آخر، وذلك بعلاقته بوزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، والذي كان معروفاً بإجادته لحرفة اللعب مع المثقفين لتحقيق أهداف الدولة عن طريقهم وليس بالصراع معهم، إلا أنه وافق على قربه من الوزير بشروطه وليس بشروط حسني.. وعن علاقته ب»عيسي» قال الشناوي، عرفت الأستاذ صلاح فى منتصف الثمانينيات فى جريدة «الأهالي»، وكانت زوجته الكاتبة الصحفية أمينة النقاش المسؤولة عن باب الفن والثقافة فى الجريدة قد رشحتني، شعرت بسعادة بالغة أنني سأعمل بالقرب من الأستاذ صلاح عيسى الذي لا تفوتني أبدا قراءة مقالاته، كان يشغل وقتها مقعد مساعد رئيس التحرير، الأستاذ حسين عبد الرازق زوج شقيقتها الكبرى الأستاذة فريدة النقاش هو رئيس التحرير، صلاح كان نموذجا للصحفى الجريء الذي يشاغب بخفة ظل وعمق، فهو لم يكن مجرد يساري حنجورى النبرات، بل كاتباً كبيراً وأسطى فى المهنة، حريفاً فى اختيار العنوان والموضوع الساخن، كتبت مقالاً ضد أحد الأمراء كشفت فيه ما الذي يجرى فى الحفلات الغنائية الخاصة، حيث يمنح الآلاف للمطربين والمطربات إلا أنه مع الكورال والفرقة الموسيقية يجد متعته عندما يخفض من أجورهم ويأكل من نصيبهم بضعة جنيهات، ثار عليه عازف إيقاع، ونال منه، وكتبت الواقعة فى «الأهالي»، والغريب أن الذي كذبني بعدها هو عازف الإيقاع نفسه، وأقام الأمير دعوى قضائية، وذهبت مستجيراً بالأستاذ صلاح الذي أعتبرها فرصتى الحقيقية، لتحقيق المجد الصحفي، وكان يراه ينبغي أن تبدأ أولى درجاته بالسجن.. ويردف، التقيت به مجدداً فى جريدة «القاهرة»، فى بداية انطلاقها مع مطلع الألفية الثالثة، بعد أن أسندت له رئاسة تحريرها، فتورط رغماً عنه فى خصومة مع من خاصموا فاروق حسنى، أمثال الشاعر فاروق جويدة، والكاتب الروائي جمال الغيطانى، وبالطبع كل ما يكتبه صلاح أو أي كاتب آخر فى الجريدة يفسر مباشرة بأنه لصالح فاروق.