فى كتابه "استقلال المرأة فى الاسلام" يفضح الشيخ محمد الغزالى حرب أخطاء العقاد وافترائه على المرأة وينصح من يريد دراسة إسلامية، محورها المرأة أن يستغنى عن كتب العقاد كلها فى هذا الموضوع، و على الأخص كتاب "المرأة فى القرآن" لعباس محمود العقاد "فالكتاب" مسمى ليس من مسماه نصيب واف عادل.."، و"لو عُرضت صفحاته على أحد المتخصصين فى الدراسات القرآنية الموضوعية، لحكم بأنها لا تكاد تمت إلى القرآن الكريم بصلة قرابة أو نسب..ذلك أن الكاتب كل همه – أولاُ وقبل كل شىء – إثبات أفضلية الرجل على المرأة حتى فى الأعمال التى انفردت بها المرأة منذ القدم مثل الطهى والتطريز والزينة وبكاء الموتى وحتى فى الحنان والحياء والنظافة..! و"أن البون شاسع بين من يستوحى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة التى تصلح مذكرة تفسيرية له ومن يستوحى غير القرآن من الاسرائيليات، والخرافات، وخاصة فى معرض الحديث عن المرأة و المرأة وحدها. ورغم كل افتراءات العقاد على المرأة فإن الكاتب يذكر له بعض الآراء المستنيرة خاصة فى موضوع الحجاب الذى نفى فيه أن يكون اختراعًا إسلاميا ووصفه بانه "وهم من الأوهام الكثيرة التى تشاع عن الاسلام، خاصة بين الأجانب عنه، كذلك قوله إن الاسلام لم ينشىء تعدد الزوجات ولم يوجبه ولم يستحسنه وانما أباحه فى حالات يشترط فيها العدل والكفاية. إن محاولة تلخيص كتاب "استقلال المرأة فى الاسلام" لا يفيه حقه، بل قد يسئ اليه، وعلى كل مهموم بقضايا الاسلام فى عصرنا الحديث أن يقرأه جيدا ويستوعبه ليدرك الى أى مدى ظٌلمت المرأة المسلمة و حُرمت من حقوقها التى شرعها الإسلام فى كتابه الكريم. ولا شك أن الشيخ الغزالى حرب عانى من التجاهل الذى سبق أن ناله الإمام الأكبر محمد عبده و المستشار سعيد العشماوى، ولو كان الجهلاء والمتنطعون تنبهوا اليه لأوسعوه هجوما كما فعلوا مع الدكتور طه حسين والشيخ على عبد الرازق مؤلف كتاب "الإسلام وأصول الحكم" و مع الدكتور الشهيد فرج فودة و غيرهم ممن اكتشفوا الحقائق و أعلنوها. و كم كان الإمام الأكبر الشيخ محمد عبده صادقا فى قوله " كل ما يعاب على المسلمين ليس من الاسلام، وإنما هو شىء آخر سموه إسلاما، والقرآن شاهد صدق لا يأتيه الباطل بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وهو يشهد بأنهم كاذبون، وأنهم عنه لاهون، وعما جاء به معرضون. وأتمنى أن تصدر كل من "هيئة الكتاب" و"هيئة قصور الثقافة" طبعات شعبية من هذا الكتاب الهام وتوزيعه على الشباب حتى لاتُترك الساحة للمرتزقة والجهلاء وأعداء الإسلام الذين صالوا وجالوا وحققوا الشهرة و الثراء وصار لهم المريدون والمقلدون السائرون على دربهم المضلِل الظالم للإسلام.. وأخيرا، لماذا لم ينل الغزالى حرب أي جائزة من جوائز الدولة رغم فوزه بعشرات الجوائز الرفيعة ومنها على سبيل المثال فوزه لعشر سنوات متوالية بجوائز مسابقة الدراسات الأدبية التى ينظمها مجمع اللغة العربية سنويًا ؟؟!.