توقفنا فى الحلقة السابقة عند قرار اغتيال الرئيس واعلان قيام الدولة "الإسلامية"..ونواصل متابعة الترتيبات لنري كيف كانت ساذجة وكيف أن الأمن كان اكثر سذاجة "فى يوم 2 اكتوبر 1981 أحضر صالح جاهين عدد مائة طلقة عيار 39×7.62 مللي أخذ خالد الاسلامبولي عدد 81 طلقة من بينها أربع طلقات خارق حارق، وسلمت لعبدالحميد عبد العال الذي خبأها فوق سطح المنزل. وفى 2 اكتوبر انتقل محمد عبدالسلام فرج إلى شقة بالزيتون ليتخذها مقرا لإدارة العملية، وفى الفترة 3-4 اكتوبر تمكن محمد عبدالسلام فرج من استكمال الذخائر والأسلحة المطلوبة فأحضر له عدد 19 طلقة 9 مللي من عبود الزمر، كما كلف محمد طارق ابراهيم بالسعي لاحضار القنابل فقام طارق باصطحاب صلاح بيومي وسافرا إلى قرية الاخماس بالخطاطبة محل اقامة اسامة السيد قاسم فأحضر لهما قنبلتين دفاعيتين ورشاشا ومسدسا وبعض طلقات 9 مللي ثم انتقل معهما إلى قرية الحاجر، حيث احضر لهما قنبلتين من ذات النوع، وعادوا جميعا إلى القاهرة حيث سلم محمد طارق ابراهيم القنابل الأربع لمحمد عبدالسلام فرج فقام بدوره بتسليمها إلى خالد الاسلامبولي. واصرارا من محمد عبدالسلام فرج على انجاح عملية الاغتيال ارسل محمد طارق وصالح جاهين إلى منزل ممدوح ابو جبل واحضرا من عنده لفافة بها ثلاث خزن آلية ورشاش وثلاث ابر ضرب نار. وهكذا استكمل خالد الاسلامبولي عدته من الرجال والسلاح والذخيرة وقام بإدخال عبدالحميد عب السلام عبدالعال وعطا طايل حميدة وحسين عباس إلى ارض العرض بموجب خطاب مزور مفاده انهم ملحقون من اللواء 188 مدفعية، ثم لحق بهم فوجدهم فى انتظاره وفى 5 اكتوبر قام خالد الاسلامبولي بتعيينهم خدمة على السلاح وطلب منهم تمييز البنادق الآلية الثلاث التي سيستخدمونها فى عملية الاغتيال. وفى صباح 6 اكتوبر احتفظ كل منهم ببنادقهم بعد تعميرها وعدم نزع ابر ضرب النار منها وركبوا ذات السيارة التي ركبها خالد الاسلامبولي. (ونتوقف لنتأمل مدي سذاجة التدابير الامنية للعرض العسكري الذي سيستعرضه رئيس الجمهورية، فخالد الاسلامبولي مجرد ضابط صغير جدا- ملازم اول- يزور خطابا للقوات المسلحة ومثل هذه الخطابات تكتب على ورق خاص، وتختم بخاتم خاص وترسل عبر بريد خاص وكل ذلك لم يحدث. امكن ادخال كل هذا القدر من الاسلحة إلى ارض العرض بما يوحي بأنها كانت بلا ضابط، لم يسأل أحد من المسئولين عن العرض لماذا هؤلاء الثلاثة الملحقون من خارج قوات العرض يتولون حراسة الاسلحة. قام خالد الاسلامبولي باركاب الثلاثة العربة التي ركبها وكأن تحديد اطقم السيارات كان مباحا لأية أشخاص) ونواصل استعراض ما حدث عند المنصة الرئيسية هدد خالد الاسلامبولي قائد السيارة بالتوقف فتوقف واسرع الاسلامبولي بالنزول والقي قنبلة واتبعه عطا طايل حميدة بقنبلة أخري وعبدالحميد عبدالعال بقنبلة ثالثة فى ثوان، ثم اختطف خالد الاسلامبولي الرشاش واتجهوا صوب المنصة الرئيسية مطلقين أعيرة نارية على رئيس الجمهورية ومرافقيه فأصيب الرئيس الاسبق وسبعة من مرافقيه باصابات اودت بحياتهم، كما اصيب ثمانية وعشرون شخصا من المرافقين إلا أنه امكن مداركتهم بالعلاج، وقد قبضت سلطات الامن على الجناة وتولت النيابة العسكرية التحقيق وقيدت القضية برقم 7 لسنة 1981 أمن دولة عسكرية عليا واصدرت المحكمة حكمها بتاريخ 6 مارس 1982 وصدق رئيس الجمهورية على الحكم بتاريخ 20 مارس 1982. ورفضت الطعون المقدمة من المتهمين بتاريخ 12 ابريل 1982. ونتوقف لنلاحظ. تم إلقاء القنابل الثلاث ونزل الاسلامبولي وجنوده الثلاثة فأين كان الحراس؟ وأين كان المتمترسون من الحراسات بأعلي الابراج؟ واين كانت الحراسات الخاصة بالرئيس والتي تلتصق به دائما وفى كل مكان؟ وهل صحيح أن شخصا أبلغ الداخلية بواقعة محاولة الاغتيال ولم يتحرك أحد؟ (ولابد أن أذكر واقعة مهمة لا أعرف مدي جديتها، ففى اوائل اكتوبر 1981 وبينما كان التجمع يعاني من اعتقالات لكثير من قادته ومراقبة لمن يترددون على مقره المركزي.. زار المقر شاب فى بداية العشرينيات وسأل على الاستاذ خالد ولم يكن موجودا وانتحي بي وقال "بصراحة أنا على علاقة بسيدة متزوجة وفى ساعة حميمية قالت لي إن لديها معلومات مؤكدة بأن السادات سيقتل أثناء العرض العسكري، وأنا خائف حتي لا اتهم بأنني علمت ولم أبلغ. وقال انه طالب بكلية الطب وسألته عن السيدة فقال أنا مش عايز فضايح وأنا طالب طب ومش عايز مستقبلي يضيع حتي لا تعلم اسرتي لكنها جارتنا فى شارع سالم سالم بالدقي" وأنا ابلغك لكي اطلب شهادة خالد محيي الدين لو حدث شيء وقبض علي". والحقيقة أننا كنا معتادين على مثل هذه الزيارات سواء من اناس مهتزين نفسيا أو موفدين من الامن فى محاولة للايقاع بنا، وتشاورت مع الاستاذ خالد واتصلت بضابط أمن الدولة ماجد الجمال وتحدث معه الاستاذ خالد وقال له عايزك، وفى دقيقة حضر فقد كان تقريبا مرابطا فى سيارة بالقرب من مقر الحزب لأوقات طويلة. وابلغه الاستاذ خالد الحكاية بعد أن وضع أمامه جهاز تسجيل وأداره. لنحتفظ بدليل أننا ابلغنا وبعد نصف ساعة حضر احد الضباط ومعه صورة للشاب من ملفه فى الكلية وكان هو. وبعد الاغتيال وهدوء الاحوال قليلا سألت ماجد الجمال فقال أحنا مصدقناش وفى الغالب الولد حكايته ملهاش علاقة باللي حصل. ونواصل..