بعد ساعات يبدأ عام هجري جديد لا ندري ما الله بفاعل بأمتنا فيه وخاصة أنها تمر بمنعطف خطير علي المستوي الداخلي حيث الانقسامات التي مزقت صفوفها "إسلاميون وغير إسلاميين" حتي الإسلاميين أنفسهم منقسمين "إخوان وسلفيين وجهاديين وصوفيين" وكل تصنيف من هؤلاء منقسم علي نفسه شيعا وجماعات . الشعوب نفسها منقسمه علي نفسها حسب أهواء حكامها . فضلا عن انقسامهم حسب المذاهب إلي سنة وشيعة وفرق ضالة تنسب نفسها ظلما وعدوانا إلي الإسلام. وللأسف فإنه في كل يوم تثبت إيران الشيعية ومحورها الشيعي في سوريا ولبنان امتدادا إلي الحوثيين في اليمن فضلا تواجدهم في العديد من الدول العربية والإسلامية بأعداد مختلفة وبقوة متفاوتة في حين يشهد المحور السني انقسامات وتراجعا وضعفا لا نهاية له حيث وصل الاختلاف علي تعريف "الشهيد" علي ارض الواقع بأنه من يموت بأيدي المسلمين وليس كما عرفه الفقهاء في عصور العزة والفتوحات بأنه من يموت في القتال في سبيل الله في الحرب ضد غير المسلمين. تزايد الصورة سوادا في ظل ما نراه في فلسطين حيث يتم تهويد القدس وانتهاك حرمة المقدسات والاقتحامات اليهودية المتطرفة للمسجد الأقصي في ظل صمت القبور من المجتمع العربي والإسلامي والدولي. من المؤسف أننا فقدنا الأمل في أي تحرك حقيقي ومؤثر من جانب العرب والمسلمين بعد أن تم الزج بهم في الثورات والحروب الداخلية وأصبح عددهم - ربع سكان العالم - لا قيمة له بعد أن تحقق فيهم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم " يوشك الأمم أن تداعي عليكم كما تداعي الأكلة إلي قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت". يعد العام الهجري الجديد فرصة لمحاسبة النفس ومراجعة المواقف وتصحيح الأخطاء. وتعمير ما دمرته الانقسامات والحروب فلسنا اقل من دول مثل اليابان وألمانيا اللتين استطاعتا نفض غبار الدمار وتشييد دول ترفع لها القباعات احتراما واحتلت قمة العالم اقتصاديا بعد أن تم التضييق عليهما عسكريا.. فهل نبدأ صفحة جديدة ونصلح ما بيننا وبين ربنا ثم ما بيننا كأمة حتي يمكن الله لنا ونعيش أعزاء. كلمات باقية : يقول الله تعالي: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" "آية 55 سورة النور".