هل يمكن أن يؤدي ماتقوم به روسيا من عمل عسكري في سوريا، إلي اشتعال وتأزم في العلاقات الدولية، قد يؤدي إلي نشوب حرب عالمية ثالثة، سؤال طرحته العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، الحقيقة التي لا يدركها الكثيرون، أن ما تقوم به الدول الكبري في المنطقة من أعمال عسكرية، يصب في النهاية في دوائر مصالحها، ولصالح الكيان الصهيوني بالدرجة الأولي، يتسبب في مزيد من التمزق والضعف للدول العربية والإسلامية، لا يوجد تعارض في المصالح بين القوي الكبري التي تلقي بقنابلها هنا وهناك، قد يكون استعراض للقوة، قد يكون رغبة في التواجد، واقتسام الغنيمة، عندما يتم تقسيم المنطقة بأسلوب "سايكس بيكو" جديدة، وهذا ما أكده الرئيس الأمريكي عندما قال إن واشنطن وموسكو لن تخوضا حربا بالوكالة، بسبب هذه الأزمة، الحقيقة المؤكدة التي تعنينا نحن العرب والمسلمين، أن الضعف العربي، وضعف المسلمين، هو السبب في استباحتهم بهذا الأسلوب المهين، مصداقا لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَي عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَي الأَكَلَةُ عَلَي قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ "، ولنسأل أنفسنا ماهي حقيقة داعش، ومن صنعها، ولماذا تتواجد فقط في منطقتنا العربية بالتحديد، ومن الذي يمدها بالسلاح، كلنا يعرف أنها صنيعة دول ومخابرات غربية، وأنها وجدت لتستنزف العرب والمسلمين، ومع ذلك وقعنا في الفخ، لدرجة أن علماءنا الأفاضل وصفوهم بأنهم خوارج العصر الحديث، مع أنهم لايمتون للإسلام ولا للمسلمين بصلة، قد يكون بينهم بعض من يحملون أسماء مسلمة، ولكنهم مرتزقة، والهدف واضح، تمزيق المسلمين وتشويه صورة الإسلام، وقد نجحوا في ذلك إلي حد كبير، فهل نستوعب الدرس قبل فوات الأوان.