تمر أمتنا بمنعطف خطير علي المستوي الداخلي حيث الانقسامات التي مزقت صفوفها ¢ إسلاميين وغير إسلاميين ¢ حتي الإسلاميون أنفسهم منقسمون ¢ إخوان وسلفيين وجهاديين ¢ الشعب نفسه ¢ ثواراص وفلولاً ¢ والأمة نفسها ¢ سنة وشيعة وفرقاً ضالة تنسب نفسها للإسلام ¢ استغرب ممن يراهنون علي أن المستقبل للمحور الشيعي في المنطقة في حين يشهد المحور السني انقسامات وتراجعا وضعفا لا نهاية له حيث وصل الاختلاف علي تعريف ¢ الشهيد ¢علي أرض الواقع بأنه من يموت بأيدي المسلمين وليس كما عرفه الفقهاء في عصور العزة والفتوحات بأنه من يموت في القتال في سبيل الله في الحرب ضد غير المسلمين. يزداد حزني حين أقرأ تحذيرات من خطورة الدعوات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصي حيث إن استمرار السلطات الإسرائيلية بانتهاك حرمة المسجد يتطلب من المجتمع الدولي وللأسف فإننا نتناسي دورنا في صد هذا العدوان حتي كدنا نفقد الأمل في أي تحرك حقيقي ومؤثر من جانب العرب والمسلمين بعدما استنزفتهم الثورات والحروب الداخلية وأصبح عددهم - ربع سكان العالم - لا قيمة لهم بعد أن تحقق فيهم قول رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ يوشك الأمم أن تداعي عليكم كما تداعي الأكلة إلي قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت ¢ أجد نفسي مشدودا رغم أنفي الي قصيدة نزار قباني - رغم أنني لست من محبي كثيراً من أشعاره - "متي يعلنون وفاة العرب" والتي قال قرب نهايتها أنا منذ خمسين عاما. أراقب حال العرب. وهم يرعدون. ولا يمطرون... وهم يدخلون الحروب. ولا يخرجون... وهم يعلكون جلود البلاغة علكا .. ولا يهضمون أنا منذ خمسين عاما أحاول رسم بلادي تسمي مجازا بلاد العرب رسمت بلون الشرايين حينا ..وحينا رسمت بلون الغضب. وحين انتهي الرسم. ساءلت نفسي: إذا أعلنوا ذات يومي وفاة العرب... ففي أي مقبرةي يدفنون؟ ومن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بناتى... وليس لديهم بنون... وليس هنالك حزنى ..وليس هنالك من يحزنون!!