يحاول الصهاينة في الفترة الأخيرة التشكيك في النتائج العظيمة التي حققها الجيش المصري في حرب أكتوبر في محاولة للتقليل من حجم هزيمتهم النكراء في المعارك التي جرت أحداثها منذ ظهيرة السادس من أكتوبر وحتي وقف إطلاق النار الذي تم علي هامش محادثات الكيلو 101 عقيدتي من خلال التقرير التالي سترصد تداعيات حرب أكتوبر من علي ألسنة القادة الإسرائيليين حتي يدرك الجميع حجم الإنهيار الذي عانت منه الجبهة العسكرية الإسرائيلية ومدي النصر الذي حققه الجندي المصري . في ذكري حرب إكتوبر من كل عام اعتادت قيادة الجيش الإسرائيلي علي وضع إكليل من الورود علي قبر جنودها الذين قتلوا خلال تلك الحرب وفي العام الماضي قال وزير الدفاع موشيه يعلون تعليقا علي تلك الحرب أنها كانت مفاجأة صادمة أيقظتنا علي كابوس عاشه كل مواطن يهودي لدرجة ان الكثيرين استعادوا في تلك الفترة كابوس التهجير من جديد والعودة لمجتمع الجيتو لقد تركتنا تلك الحرب ونحن نعاني من ندوب في كرامتنا كعسكريين ومدنيين علي حد سواء ولهذا فنحن نبذل قصاري جهدنا حتي لا نفاجأ بحرب عربية مشابهة . وفي كتاب أصدره قبل عامين أحد ضباط المخابرات العسكرية "أمان " خلال حرب إكتوبر ويدعي يوئال بن فورت وحمل الكتاب عنوان " قصة المفاجأة القاسية " حيث قال انه كان يشغل رئيس وحدة 8200 المخابراتية والتي كانت مسئولة عن التجسس علي منظومة الإتصالات المصرية المدنية والعسكرية وأنه علي الرغم من المعدات المتطورة التي كانت تلك الوحدة تمكلها فقد كان من الصعب التنبؤ بحرب إكتوبر حيث كان القادة المصريين واعين بدرجة كبيرة فلم نلتقط من أي مكالمة هاتفية لعشرات القادة والضباط معلومة واحدة كانت تشير إلي إحتمال شن المصريين لحرب علي اسرائيل والمعلومة الوحيدة التي جعلتني أذهب لمدير جهاز المخابرات العسكرية محذرا من استعداد المصريين للحرب كانت معلومة وصلت لي بتمبركز 260 وحدة عسكرية مصري في البحر الأحمر وعندما حللت المعلومة جاءت النتيجة أن لمصريين يستعدون للحرب فذهبت إلي إيلي زعيرا مدير المخابرات العسكرية مطالبا إياه بضرورة استعداء 150 ألف جندي من الإحتياط الإسرائيلي ولكن كان من الواضح ان المصريين نفذوا خطة خداع ومبادرة رائعة فقد أغمض زاعيرا عينيه وقال لي لن استدعي ولو ربع عسكري المصريون لن يحاربوا ونائمون في ثبات عميق وكان من الواضح أننا نحن النائمين . وأضاف بن فورت ان المخابرات المصرية نجحت في حرق عشرات العملاء والجواسيس الذين كانوا يعملون معنا حيث كانت تصدر الاوامر للقوات المصرية برفع درجة الإستعداد وهو ما يجعلنا نضطر لمخاطبة عملاءنا لجمع المعلومات ليكتشفهم المصريين بسهولة وفي الأيام الإولي للحرب أجبرتنا الحكومة علي الإتصال بعشرات الجواسيس الذين يعملون في القاهرة الأمر الذي أدي إلي حرقهم تماما وكشفهم والقاء القبض عليهم وحتي الإسرائيليين الذين تعلموا اللغة العربية فشلوا في تعقب الرسائل اللاسلكية التي تم تبادلها بين الوحدات العسكرية قبل الحرب وأثنائها والسبب أن الرسائل تم نقلها بلغة عربية غريبة لم نكتشفها إلي بعد نهاية الحرب حيث قام بنقل رسائل الوحدات جنود مصريين من النوبة وبالطبع لا أحد يعلم معني ما كانوا يقولونه . أطرف ما قالته جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية في فترة الحرب كان قولها في بداية شهادتها للجنة التي تم تشكيلها لدراسة سبب الهزيمة هو أن احدا في اسرائيل لم يكن لديه شك في أن الرئيس السادات أضعف كثيرا من الرئيس عبد الناصر وإذا كان الرئيس القوي لم يشن الحرب فهل يفعلها الرئيس الضعيف ولما تكررت قصة التدريبات المصرية العسكرية فقد وصلنا جميعا حكومة ومخابرات إلي يقين بأن مصر لن تحارب وكان هذا اليقين هو سبب المأساة التي عاشتها اسرائيل مع بدء اطلاق النيران من جانب المصريين والسوريين في وقت واحد . علي الجانب الأخر لم يكن يتوقع الإسرائيليون ان يتصدي لهم الجيش المصري ويكبدهم اكبر الخسائر البشرية والمادية. للدرجة التي وصلت بهم إلي احتياج جنودهم للعلاج النفسي. وذكر المعلق العسكري الاسرائيلي زئيف شيف في كتاب "زلزال حرب يوم الغفران" أن هذه هي أول حرب للجيش الإسرائيلي .. التي يعالج فيها الأطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلي علاج نفسي . مكملا ان هناك من نسوا أسماءهم .. وهؤلاء يجب تحويلهم إلي المستشفيات . وأكد حاييم هيرتزوج. رئيس إسرائيل الاسبق. في كتاب مذكراتي. ان هذه الصدمة لم تصب الجنود فقط وانما اصابت ايضا القيادة الاسرائيلية وعلي رأسها موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك. قائلا " إن حرب أكتوبر انتهت بصدمة كبري عمت الإسرائيليين ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل .. وانطوي علي نفسه من ذلك الحين .. لقد كان دائما علي قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس في وسعهم أن يهاجموا" . وبالنسبة للطيارين الاسرائيليين فلم يكن يتوقع أي منهم أن يكون لمصر طيارين ذوي كفاءة وقدرة عالية في القتال خاصة مع مقارنة نوعية الطائرات التي يمتلكها المصريين بنظيرتها الاسرائيلية التي كانت تقدمها لها امريكا اولا بأول. فضلا عن وضع عدد ساعات التدريب بالنسبة للفئتين والتي كانت ترجح كفة الجانب الاسرائيلي. إلا أن ما شهدته الحرب عكست كل الواقع وجاءت بنتيجة عكسية تمام. فقال في ها الشأن الخبير العسكري الاسرائيلي دور ميدلتون. إلي أنه لم يكن يعتقد أنهم سيتكبدوا هذه الخسائر في الطائرات". بينما علق الطيار الاسرائيلي لطائرات الاسكاي هوك "بدور أينرك". قائلا"لقد أذهلنا المستوي الممتاز للطيارين المصريين .. وكفاءتهم القتالية العالية" .