مع قرب

انتهاء موسم الامتحانات والاستعداد للصيف

تعيش الأسرة في حالة حيرة عن كيفية قضاء أبنائها وبناتها للاجازة بشكل ايجابي يؤدي إلي تنمية المهارات وتغذية العقول والترفيه بلا معاصي.. من هنا تأتي أهمية هذا التحقيق الذي تقدم فيه "عقيدتي" من خلال خبراء التنمية البشرية وعلماء الدين الوسائل المثلي لقضاء الأولاد للاجازة الصيفية.. فماذا قالوا؟
في البداية تقول شيماء إسماعيل مدربة التنمية البشرية وخبير العلاقات الأسرية: انقضي العام الدراسي بكل ضغوطاته المادية والمعنوية الالزامية للأسرة وللطلاب وبطبيعة الحال فإن الشباب والأطفال يبحثون عن الترفيه وإخراج طاقاتهم ومهاراتهم ويشعرون بأهميتهم الذاتية التي تحتاج إلي اللعب والتسلية والترفيه والترويح والشعور بالمتعة والحيوية والسعادة ومن هنا فإنه يجب علي كل من الأسرة والمتعاملين مع الأطفال أو المراهقين مراعاة توفير احتياجاتهم النفسية والجسمية فيجب علي المدرسة الاهتمام بالأنشطة الصيفية وعلي كل أب وأم ان يوظفوا الاجازة فيما يفيد وينفع الأبناء بما يعود عليهم بالخير والسعادة والنجاح.
ومن أهم الأعمال التي يجب مراعاتها في الاجازة إسناد بعض الأعمال المناسبة لعمر الأبناء والتي من شأنها ان تكسبهم شعورا بالاستقلالية وتحمل المسئولية وكذلك منحهم الهدايا من الكتب والمجلات والقصص التربوية الهادفة والتي تبث في نفوسهم القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية والجمالية وهي فرصة لتعديل سلوكياتهم وكذلك الاقتراب أكثر من الأسرة من خلال السفر معهم واستشعار جمال الطبيعة وروعة خلق الله تعالي وإلحاق الأبناء بالنوادي أو مراكز الشباب والاشتراك في مسابقات ثقافية ورياضية وفنية من شأنها رفع مستواهم الثقافي والمعرفي وكذلك الانتساب إلي الدورات العلمية ودورات الكمبيوتر وتعلم البرامج المفيدة.
وأضافت: المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية تعود الأبناء علي العطاء والحب والمشاركة والسعادة بتحقيقه ومساعدة الآخرين كما ان الأجازة فرصة للاطمئنان علي صحة الأبناء وسلامة أجهزة جسمهم وأعضائهم وحواسهم ومظاهر النمو لديهم ولا ننسي ان الأبناء دائماً بحاجة إلي إخراج طاقاتهم الجسمانية حتي لا تتحول إلي طاقة عنف وعدوان وذلك من خلال تنمية المهارات الرياضية التي تساعد علي بناء الشباب.
تنمية المهارات
يشير الدكتور موسي نجيب موسي - مدير مركز الاستشارات الأسرية بمحافظة المنيا - إلي دور الأسرة الهام والحيوي في اكتشاف وتنمية قدرات ومهارات ابنائها في مراحل العمر المختلفة وخاصة في مرحلة الطفولة حيث يقع علي عاتقها مهمة الكشف المبكر عن موهبة الطفل وعن قدراته وامكاناته المختلفة ويأتي ذلك من خلال الملاحظة المباشرة لتصرفات الأبناء وكذلك من خلال الميول الطبيعية لهم ولعل ما يساعد الأسرة أكثر علي اكتشاف مواهب أبنائها هو توفير بيئة اثراء داخل المنزل وتحديداً داخل حجرة الطفل من خلال توافر المجسمات المختلفة وألعاب الفك والتركيب وألعاب البازل والمكعبات المختلفة ومن خلالها يمكن للأسر اكتشاف مواهب وقدرات أبنائها ولا يقتصر الأمر علي ذلك فحسب بل علي الأسرة دور كبير في تنمية وصقل هذه المواهب وتلك المهارات والقدرات من رعايتها لابنائها وإلحاقهم بالمراكز المتخصصة مما ينعكس علي الطفل وعلي شخصيته وعلي زرع الثقة داخله مما يخلص الطفل من الكثير من المشكلات السلوكية والضغوط المتنوعة والاضطرابات السلوكية التي قد تنشأ نتيجة عدم اشباع هواياته وميوله وتفريغ طاقته الكبيرة في ممارسة الألعاب المختلفة التي تتفق وهذه الميول وتلك الهوايات مما يساعد أيضاً علي خلق شخصية متزنة ومستقرة نفسياً وانفعالياً إلي حد كبير.
لذلك حرصت علي دعوة الأطفال من عمر 4: 18 سنة للحضور إلي اكاديمية المستقبل لتنمية اللغة الانجليزية والمهارات الحياتية والرياضية وخبرات ومهارات تشكيل الشخصية وتعديل السلوك وتنمية ذكاء الطفل وفنون مسرح العرائس ومهارات الفنون التشكيلية اضافة إلي المهارات الفنية والموسيقية وذلك طوال شهور الصيف.
رسالة تحذير
توجه دعاء حاتم معيدة بكلية الإعلام جامعة الأزهر وأم لابنتين - رسالة تحذير للأمهات بعدم ترك الأطفال أمام التليفزيون أو الانترنت لأن كثرة مشاهدة التليفزيون حتي إذا كان أمام الكرتون أو أغاني الأطفال خطر علي عقلية ونفسية وسلوكيات الطفل وقد أكدت رسائل الماجستير والدكتوراة المتخصصة كم الاخطار التي يعاني منها الأطفال لمجرد قضاء وقت طويل أمام الكرتون فما بالك لو قضوا وقتهم أمام غيره.. فكم المخاطر التي تهدد سلوكيات وأخلاق ونفسية وعقيدة الطفل جراء هذه المشاهدات لا يستهان بها ومنها "العنف. الخرافات. الألفاظ. المخالفات الأخلاقية والدينية والاعتماد علي التلقي ورفض أي نشاط ذهني أو حركي. البدانة وضعف الابصار". هذا بعض ما يمكن ان يصيب الأطفال إذا أسرفوا في مشاهد التليفزيون أو الانترنت.
اضافت يمكن للأم ان تشارك الطفل في التلوين والرياضة أو ترتيب البيت - إعداد العزومات بحيث تختزل وقت الجلوس أمام الشاشات ما استطاعت إلي ذلك سبيلا فالتربية الصحيحة ليست بالساهل.
تقول آمال شاكر باحثة بكلية الاقتصاد المنزلي: نهتم جداً بميول الأطفال وحبهم للفنون أياً كانت لان هذه الهوايات تخرج طاقاتهم في أشياء مفيدة ومنها الفن فهو غذاء للروح والعقل لان زوجي فنان تشكيلي ووالدي مهندس استشاري خريج فنون تطبيقية وأخوتي فنانون لذلك جاء حب أولادي للفنون وعشقهم للألوان أمراً طبيعياً فأولادي مريم 14 سنة وياسين 5 سنوات لديهم موهبة الرسم ويحرص والدهم علي احضار كل مستلزمات الرسم حتي انها قررت هذا الصيف ان ترسم جميع أفراد الأسرة وبدأت ترسمني كما انها تجيد الاشغال اليدوية الهاندميد "اكسيسرز" فهي تجلس بجواري وتتعلم ولديها قدرة علي الابتكار والآن تتدرب علي إعداد مشروع صغير لتحضير مستلزمات أعياد الميلاد والأفراح ونتمني ان تنجح وتكون أصغر تاجر في العائلة.
تري ان اهتمام الاسرة بمواهب الطفل يحميه من اخطار كثيرة ممكن أن يتعرض لها الطفل نتيجة الفراغ وتنمي ثقته في نفسه.
أنشطة متنوعة
يضع الدكتور خالد بدير الباحث بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر - المنهج القويم في قضاء فترة الصيف للأطفال فهناك عدة أنشطة دينية وتعليمية وتربوية ورياضية وثقافية لاستغلال قضاء فترة الأجازة الصيفية فيها.
ويتصدر هذه الأنشطة تعليم الأولاد القرآن الكريم ليكون ذخراً لك عند الله تعالي.
كما يجب ان نستغل قدرات ومواهب الصبيان والشباب في فترة الصيف في تعليم الصلاة والآداب النبوية والإسلامية. والقصص الدينية القصيرة والمعبرة. ونغرس فيهم المعاني والأخلاق والقيم السامية الرشيدة التي ربي عليها النبي صلي الله عليه وسلم صحابته الكرام. كالصدق والأمانة وصلة الأرحام وحسن الكلام والصبر والشكر وغيرها من الفضائل.
أشار إلي ان الأطفال في هذه المرحلة العمرية وفي وقت الفراغ كالعجينة يمكن ان تشكلها كما تحب. لأن فطرتهم مازالت نقية لم تلوث بالأمراض الاجتماعية التي يعاني منها الكبار.
ومن أهم المجالات التي يمكن انشغال الأولاد والصبيان بها في فترة الصيف. تعليم الرياضة. فعن عمر رضي الله عنه قال: "علموا أبناءكم السباحة. والرمي. وركوب الخيل".
أضاف: أطفالنا وشبابنا لديهم مواهب وقدرات متميزة. ولابد من توجيه هذه المواهب واستخدامها استخداماً صحيحاً. وهذا ما فعله النبي صلي الله عليه وسلم مع صحابته الكرام. حيث يوجد لكل واحد من أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم ميزة وخصيصة برز فيها هو وطائفة معه. وقد لا توجد في فرد أو أفراد آخرين.
وأوضح انه علي أساس المواهب والقدرات صنف الرسول صلي الله عليه وسلم الصحابة حسب تخصصاتهم ومواهبهم واتجاهاتهم وقدراتهم وكفاءاتهم في كل مجالات الحياة. فعن أنس بن مالك. ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: أرحم أمتي بأمتي أبوبكر. وأشدهم في دين الله عمر. وأصدقهم حياء عثمان. وأقضاهم علي بن أبي طالب. وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب. وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل. وأفرضهم زيد بن ثابت. ألا وان لكل أمة أميناً. وأمين هذه الأمة أبوعبيدة بن الجراح. "سنن ابن ماجه".