هل يتذكر أحد يوم الثامن عشر من مايو 1948 هذا اليوم الذي فرض فيه الصهاينة إرادتهم السياسية علي العالم العربي بالكامل ومنذ ذلك الحين والأمة العربية تعاني من ذلك النتوء الذي زرعته القوي الإستعمارية بذكاء تحسد عليه وقد لا يعرف الكثيرون أن قصة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين لم يكن لها أولوية كبري لدي اليهود منذ البداية فاليهود كانوا يريدون فقط وطناً يجمعهم في جيتو منعزل ولعل هذا ما دعا بريطانيا لأن تعرض عليهم قطعة أرض ضخمة في أوغندا التي كانت بريطانيا تحتلها علي أن يحصل اليهود عقب منحهم تلك المستعمرة علي دعم مادي بريطاني يستخدمونه في بناء وطنهم علي الأرض الأوغندية ولقي هذا الإقتراح رضا البعض من اليهود ولكن الأغلبية رفضته بسبب الأجواء الحارة التي تميز القارة الإفريقية وليس بسبب ديني كما يشاع وهنا انقسم اليهود إلي جبهتين جبهة اصلاحية تبنت وجهة النظر القائلة بأن إقامة وطن قومي لليهود سيجمعهم مما يسهل علي أعدائهم في كل مكان أن يتخلصوا من الوجود اليهودي بسهولة مطلقة وطالبت الحركة الإصلاحية اليهود في كل أنحاء العالم بالإندماج في الأمم التي يعيشون وسطها بحيث يحيا اليهودي المصري كمواطن مصري يدين بالولاء لبلده مصر ويختلف فقط عن جيرانه في أنه يهودي الديانة وكذلك الأمر مع اليهودي الألماني واليهودي الإنجليزي وغيرهم . علي الجانب الأخر كانت هناك الحركة الصهيونية التي تزعمها تيودور هرتزل الذي كان يتبني وجهة نظر الحاخامات اليهود الذين رأوا في إقامة وطن قومي لليهود مصلحة كبيرة لهم علي المستوي الشخصي تخلصهم من المهانة التي يتعرضون لها في مجتمع الجيتو حيث كان يحيا اليهود وهنا بدأ البحث عن مكان آخر بخلاف أوغندا فاقترح البعض الأرجنتين وأيضا تم رفض ذلك الاقتراح بعدها وفي عام 1903اقترحت المملكة البريطانية منح اليهود مستعمرة في كينيا في العمق الإفريقي وهنا رفض يهود روسيا الإقتراح والملاحظ ان يهود روسيا كانوا هم المحركين الأساسيين للحركة الصهيونية في تلك الفترة بسبب أعدادهم الكبيرة وعقب الحرب العالمية الإولي وفي خضم انهيار الخلافة العثمانية بدأ الحلم اليهودي الحقيقي في أرض فلسطين بعدما أصبحت دولة بلا كيان مستقل وفي الوقت الذي كان يناضل فيه الفلسطينيون لإعلان دولتهم كان اليهود قد بدأوا حملة تبرعات ضخمة بهدف تهجير يهود العالم لفلسطين وبدء إقامة وطن مزعوم لهم علي الأرض الفلسطينية وبدأ حاخاماتهم في الترويج لحلم الألفية السعيدة لليهودي التي لن تحدث بدون إقامة مملكة اسرائيل علي أرض فلسطين ليأتي يوم 18 من مايو كل عام ليذكرنا بتلك النكبة التي نسيناها نحن في خضم مشكلاتنا التي لا تنتهي .