كان الشيخ محمد متولي الشعراوي خفيف الظل بدرجة كبيرة. فرغم كل ما أنعم الله تعالي عليه به من غزارة في العلم إلا أنه كان يحرص علي تقديم مادته العلمية في قالب مضحك إذا دعت الضرورة إلي ذلك. بمعني أنه كان ينكت كما ينكت البعض وإذا حدث وقيل شيء أمامه. تجده يعلق عليه. مما يجعل الحضور يشعرون بخفة دمه وظله. ومن المواقف الطريفة التي حدثت بين الإمام الشعراوي والفنان رشوان توفيق والتي وقعت تفاصيلها في منزل د. أحمد طعيمة وزير الأوقاف الأسبق. يقول الفنان رشوان توفيق: لا أنسي أبدا يوم أن ذهبت إلي الدكتور الوزير أحمد طعيمة تلبية لدعوته الكريمة في منزله بالمعادي. وفوجئت يومها بوجود عالم العصر وقتها الشيخ الشعراوي فسعدت سعادة بالغة وسر قلبي برؤيته فصافحته وحرصت علي تقبيل يده الكريمة وسط محاولته منعي من القيام بذلك. وحين اتت إلينا التحية وكانت عبارة عن كأس من الجيلاتي. لاحظت أن الشيخ الشعراوي تناول ملعقة واحدة وترك الكأس - رغم أني أعرف أنه يحب الجيلاتي - فإذا بممدوح المقدم يقول: لأ.. لأ.. مولانا لا يحب الشكولاتة.. احضروا كريمة فقط. وهنا أسرع الفنان رشوان توفيق بأخذ الكأس وملعقة الشيخ الشعراوي التي تركها وأخذ يأكل من كأس الشيخ الشعراوي تبركا بالشيخ. وقال الفنان رشوان للشيخ الشعراوي: بعد إذنك يا مولانا. أنا أخذت الملعقة والكأس. تبركا بفضيلتكم وكمان علشان أجري وراك. هنا ضحك الشيخ الشعراوي وقال لرشوان: "هو أنا أقدر أجري يا رشوان يا ابني؟ دا انت تلحقني وتسبقني". رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة وإلي لقاء آخر مع سر جديد من أسراره في العدد المقبل إن شاء الله.