كان من عادة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله ان يرد علي من يمدحه بكل تواضع بقوله: نحمد الله تعالي ان جعلنا من اقل عباده فنحن اناس بسطاء وعاديون جدا وما نحن فيه الان ما هو الا بمدد من الله : وكان دائما يردد عبارته الشهير:- يا مدد الله -حيث كان كلما اشتد به كرب او الم او مرض او اي شيء يقول: يامدد الله .. وقلت للشيخ الشعراوي يوما :انك انسان كالبحر في العلم.. والانسان الذي ينزل البحر إذا كان يجيد فن العوم فهو اذا يتمتع بالسباحة ..واذا لم يكن يعرف العوم فهو يتمتع بالمياه ومن يجلس علي الشاطئ ولم ينزل المياه فهو ايضا يستمتع بخرير الماء والهواء النقي وتوجهت لفضيلته بسؤال :فمن اين لك يا مولانا بهذا الكلام الجميل ؟ الذي لم نسمعه من اي عالم آخر وذكرته بما قاله علماء السعودية في فترة السبعينيات عندما قالوا له: الكتب التي قرأتها يا شيخ شعراوي احنا قرأناها والعلم الذي درسته درسناه والمياه التي تشرب منها شربنا نحن ايضا فمن اين لك بهذا الكلام الرائع؟ فأجابهم الشيخ بقوله : هذا ليس بذل مجهود ولكنه فيض جود.. وحين انتهيت من كلامي قال الشيخ: بحمد الله تعالي لا أزيد ولا أحيد الا كما قالت سيدتنا مريم عندما دخل عليها زكريا المحراب قال لها "اني لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب". وحدث ذات مرة ان تجرأ الحاج صلاح الدين الإسكندراني - احد محبي الشيخ- وهو احد ابناء المحلة الكبري تجرأ مستأذنا الشيخ في ان يسجل معه علي تسجيله الخاص فسمح له الشيخ.. فأخذ الإسكندراني في التسجيل مع الشيخ وبدأ قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم احمد الله تعالي أن أتاح لي هذا اللقاء الطيب المبارك مع فضيلة الامام الجليل الداعية الإسلامي الكبير ومفسر عصره الشيخ محمد متولي الشعراوي ..هنا قاطعه الشيخ بقوله: اذا كنت تحمد الله تعالي علي انه أتاح لك ان تسمع مني فإنني احمد الله علي انه جعلك لساني تبلغ عني.. وأنت سعيت الي وأنا لم اسع اليك فتزيد بذلك ثوابا عني ودعا له الشيخ الشعراوي فقال: أسأل الله سبحانه ألا يخلي بالك من ربك وان يجعل مواردك من حلال ومصاريفك في عافية وان يحقق لك وفي نفسك فوق ما تحب لمن تحب واكمل الشيخ الشعراواي: اللهم اني اسألك يا رب له علي قدري فأعطيه علي قدرك يا رب. وأوصاه الشيخ الشعراواي: يا ولدي اذا طلبت شيئا فلا تطلبه الا من الله واذا طلبت المدد فلا تطلبه الا من الله واعلم ان المدد لا يكون الامن الله واكمل الشيخ: واذا وجدت الدنيا زحمة امامك فقل يا باسط يا رافع يا خافض يا واسع يا عليم فستجد كل الطرق مفتوحة امامك بإذن الله .. يقول وبالفعل كنت ادعو بهذا الدعاء في الشدائد وعندما كنت اقولها اجد كل الامور سهلة وميسرة الي ان جاء اليوم الذي تعطلت فيه سيارتي في الطريق اثناء ذهابي الي بور سعيد وكان معي الاولاد ووالدتي فأخذت اردد الدعاء الذي علمني اياه الشيخ الشعراوي وجدت السيارة تنطلق في السير بحمد الله ومع اول لقاء بعدها بالشيخ الشعراوي قصصت عليه ما حدث فقال فضيلته: الم يقل لك المولي عز وجل: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه" وابتدأ يقول دعاء سيدنا جعفر الصادق - الذي يقول فيه ¢عجبت لمن اغتم ولم يفزع الي قول الله سبحانه "لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين" واكمل: البلاغة في التعبير هنا ان جعفر الصادق يقول: فإني سمعت الله يعقبها يقول: "فاستجبنا له" أي إجابة فورية وكأنه عندما يقرأ القران فان الله تعالي هو الذي يقول: "فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين" اي اصبحت غير مقصورة علي سيدنا يونس فقط ولكن اصبحت عمومية. لجميع خلق الله. رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة وإلي لقاء آخر مع سر جديد من أسراره في العدد القادم إن شاء الله.