كان الشيخ محمد متولي عبدالحافظ الشعراوي يحب رسول الله صلي الله عليه وسلم حبا لا يوصف وعرف عنه انه كان يكثر من الصلاة والسلام عليه بصيغ وعبارات خاصة منها: اللهم صل علي سيدنا محمد بكل صلاة صلي عليه بها محب. وسلم كما تحب يا رب. واجعل يا رب أول ثوابي عليها دوام صلاتي بها. ولأنه كان لا يطيق البعد عن الحبيب صلي الله عليه وسلم لذا فقد كان يحرص علي الذهاب لزيارته بمسجده بالمدينة المنورة اسبوعيا - حينما كان يعمل أستاذا بجامعة الكلك عبدالعزيز بمكة المكرمة. وفي إحدي هذه المرات تصادف وجود المبتهل الإذاعي الكبير الشيخ السيد النقشبندي في الروضة الشريفة وكان برفقته الشيخ إبراهيم الإسكندراني - رحم الله الجميع - وعقب الانتهاء من زيارته صلي الله عليه وسلم أصر الشيخ الشعراوي علي اصطحابهما إلي مقر إقامته القريبة من المسجد النبوي الشريف.. ويحكي لي المرحوم الشيخ إبراهيم الاسكندراني ما حدث في هذه الليلة حيث قال عندما وصلنا إلي استراحة الشيخ الشعراوي فوجئنا بوجود العديد من السعوديين من الأمراء والأشخاص العاديين وبعدما تناولنا وجبة العشاء جلسنا أرضي - قاعدة عربي - ورحب بنا الشيخ في كلمة موجزة ودعا لنا ودعا للحضور ثم طلب منا ان نفتتح الجلسة بايات من الذكر الحكيم ثم تفضل مولانا الشيخ السيد النقشبندي بتلاوة ما تيسرمن سورة الاحزاب ثم قرأت من بعده من سورة الفتح - لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين.. - وحين انتهيت من تلاوتي وجدنا مولانا الشيخ الشعراوي للشيخ السيد النقشبندي: يالله يا سيدنا الشيخ سيد أمتعنا بالصلاة علي سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم فقال الشيخ النقشبندي: حاضر يا مولانا وأخذ الشيخ النقشبندي في الابتهال وكان من عادته عندما يبدأ في الابتهال ان يقول مجودا: سيدي يارسول الله وحين قال الشيخ النقشبندي: - سيدي يارسول الله - لاحظ الشيخ الشعراوي انسحاب البعض من السعوديين والأمراء ففطن الشيخ إلي أنهم يريدون الانصراف من المجلس اعتراضا منهم علي لزمة الشيخ النقشبندي - سيدي يارسول الله - فقال الشيخ الشعراوي للشيخ النقشبندي: انتظر لحظة يا شيخ سيد ثم وجه كلامه بانفعال للأمراء السعوديين: لماذا تسرعون بالخروج من هذا المجلس المبارك الذي تحفه الملائكة من كل جانب؟ أعلم انكم تعترضون علي تسييد النبي صلي الله عليه وسلم وأتعجب منكم يا من منحكم الله نعمة وجود الرسول صلي الله عليه وسلم بأرضكم وأزداد تعجبا من قولكم: جلالة الملك ولا تقولون سيدي يا رسول الله. ولأنه كان ثائرا أثناء توجيه كلامه لهم لذا فقد قام الشيخ الشعراوي من جلسته وأمربتجهيز شنطة السفر مهددا إياهم بالعودة الي القاهرة علي أول طائرة ولكنهم سرعان ما تراجعوا وأخذوا يعملون علي إرضاء الشيخ الشعراوي وعادوا يجلسون في أماكنهم وحين هدأ الشيخ قال توكل علي الله يا شيخ سيد أسعد قلوبنا بالصلاة علي شفيعنا سيدنا النبي وإذا بالشيخ سيد يقولها بأعلي صوت: سيدي يا رسول الله - فينفعل المجلس ويزداد أنوارا بالصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي هذا اللحظة اخذ هؤلاء يصلون بصوت عال مع من يصلون عليه صلي الله عليه وسلم. رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة والي لقاء اخرمع سر جديدمن اسراره في العد القادم ان شاء الله