أكد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أن الظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية تستلزم منا التكاتف كمسلمين لمواجهة محاولات التشويه التي تقوم بها المتطرفة والتكفيرية التي تدعو لقتل الناس باسم الإسلام والإسلام منهم بريء ولابد من وجود آلية إسلامية حاسمة تؤكد للجميع أن هذا مخالف لتعاليم ديننا الحنيف كما. وأضاف الكعبي في حواره مع عقيدتي ان المؤسسات الدينية الإسلامية يقع عليها عبء تصحيح المفاهيم باستخدام كل الآليات الممكنة وعلي رأسها مواقع التواصل الإجتماعي لمواجهة المحاولات المستميتة التي تقوم الجماعات التكفيرية لتجنيد شباب الأمة واستغلالهم في الجرائم التي يقومون بها باسم الإسلام وفي الإطار نفسه فعلي الأسر صيانة أبنائها من أي فكر دخيل مؤكدا أن تجربة دولة الإمارات في مواجهة الغزو الفكري الذي تقوم به الجماعات الإرهابية تجربة رائدة أشاد بها الجميع فنحن نجحنا بفضل الله وفضل توجهات القيادة في تطوير منظومة الدعوة بحيث استطعنا تحصين شبابنا في مواجهة الأفكار الضالة والتكفيرية وكذلك واجهنا الظواهر السلبية التي حاولت التوغل داخل المجتمع ومنها تضارب الفتاوي وتصدي أدعياء العلم لمنابر المساجد وغيرها من الظواهر السلبية التي فشلت في غزو المجتمع الإماراتي بفضل المنظومة الدعوية التي وضعناها ... تفاصيل الحوار في السطور التالية : التجربة الإماراتية * بداية نود التعرف علي التجربة الإماراتية في تجديد وتطوير الخطاب الديني بما لا يمس الثوابت ويحصن المجتمع في أن واحد ؟ * * الحمد لله فقد نجحنا في الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بتوجيهات من القيادة الرشيدة في تطوير منظومة الدعوة من أجل تحقيق مجتمع آمن متلاحم. محافظ علي هويته متمسك بولائه وانتمائه لوطنه وذلك من خلال غرس قيم الوسطية والاعتدال الديني و نشرِ الثقافةِ الإسلاميةِ وفقَ منهجِ الاعتدالِ والوسطيةِ و إبرازِ الصورة الحضارية للمساجد وتطوير مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز مرجحعية الإفتاء الرسمي وترسيخ مباديء التعاون والتسامح والإرتقاء بمسيرة العمل الإنساني وفي هذا الإطار قمنا بإجراءات احترازية سبقنا فيها كل المجتمعات الإسلامية بهدف ضبط الخطاب الديني وعدم السماح لأصحاب الفكر الضال والمنحرف من بث أفكارهم فوضعنا ضوابط لاختيار الأئمة والخطباء والعاملين في المساجد بحيث يكون الإمام ملتزما بمنهجية الدين الإسلامي ومتسما بالوسطية والإعتدال والبعد عن الغلو والتطرف والبعد عن الخلافات المذهبية وكذلك الالتزام بالإبتعاد عن الخلافات الطائفية والسياسية وعدم الغنتماء إلي أي جماعة سياسية أو دينية كذلك وضعنا لائحة تمنع أي شخص من الوعظ الديني سواء من فوق المنابر أو غيرها إلا بعد الحصول علي إذن من الهيئة وقمنا أيضا بتوحيد الخطب والدروس من خلال دراسة احتياجات المجتمع وتحديد موضوعات الخطب والدروس الدينية وألزمنا الأئمة والخطباء بالإلتزام بالكتب الدورية التي نوزعها عليهم في هذا الإطار ووبتوجيهات من القيادة الرشيدة أصبحت الهيئة هي المشرفة علي إذاعة القرآن الكريم مع شركة أبو ظبي للإعلام بحيث استبعدنا المواد التي تحمل فكر التشدد والتطرف وتم تشكيل لجنة لاختيار الموضوعات والمحاور التي تعزز قيم الوسطية في برامج الإذاعة . * هذا عن الخطاب الديني فماذا عن الفتوي خاصة والكثير من مجتمعاتنا يشهد تنامي ظاهرة تضارب الفتاوي بشكل مثير للبلبلة بين المسلمين ويجعلنا في كثير من الاحيان عرضة للسخرية من قبل غير المسلمين ؟ * * نجحت الهيئة بفضل من الله تعالي في مواجهة تلك الأفة وهي تضارب الفتاوي حيث حيث قمنا بتوحيد مرجعية الفتوي عن طريق انشاء المركز الرسمي للإفتاء والذي يناوب فيه مجموعة من العلماء الموثوق في علمهم والمؤهلين علميا من بينهم نساء عالمات في مجال الفقه وذلك كي يجيبوا علي أسئلة المواطنين عبر الفتاوي الهاتفية والفتاوي النصية وكذلك الإليكترونية وبهذا قضينا تماما علي ظاهرة تضارب الفتاوي فلا يحق لأحد داخل المجتمع الإماراتي الإدلاء بفتوي دينية إلا إذا كان عضوا بالمركز الرسمي للإفتاء وهكذا أصبح الناس داخل الإمارات لا يرجعون في شئون الفتوي إلا إلي تلك الجهة الرسمية . تجنيد الشباب في داعش * وما رأيكم في الآراء التي تطالب بإدخال السياسة في خطبة الجمعة ؟ * * التسييس لا مكان له في الخطب لكونه يؤدي إلي ويلات ونحن كما قلت في السابق اتخذنا الكثير من الإجراءات لمنع الخطباء من الخوض في السياسات فقمنا بعقد لقاءات وورش عمل ودورات للخطباء خرجت منها بتوصيات انعكست بفاعلية علي الخطب والخطباء. حتي أسهم ذلك في تطوير قدراتهم وتأهيلهم وتنمية أفكارهم وخطبة الجمعة من شعائر الله التي يجب تعظيمها. وليست محلا للاجتهاد المفضي إلي النزاع والشحن بل جاءت لتطييب النفوس وتهدئتها أما الحديث في السياسة علي المنابر فيجر للخلاف الذي يهدد قدسية المسجد ولنا في البلدان التي تعاني من خلافات سياسية المثل والعبرة فيما يحدث داخل مساجدها بسبب جر الإمام إلي المعترك السياسي لخطبة الجمعة والخطبة من شعائر الله التي يجب أن تؤدي أهدافها كتوعية الآخرين في مسائل دينهم وليست الخطبة لإثارة الناس أو للمهاترات أو لتحويلها إلي منبر سياسي المسجد هو مكان لجمع القلوب وللتوعية وليس لنشر الضغائن والفتن والبلبلة بين أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم وأطيافهم. * نجحت التنظيمات الإرهابية وعلي رأسها تنظيم داعش في تجنيد الكثير من الشباب لاتباع افكارهم الضالة فكيف تحصنون شباب الإمارات من تلك المحاولات ؟ * * لدينا والحمد لله حصانة تنبع من المنهجية التي اتبعناها وتحدثنا عنها في السابق كذلك فنحن نقيم بصفة دورية محاضرات وندوات دينية لتحصين الشباب ونحرص علي مخاطبة شبابنا في أماكن تجمعاتهم حيث نؤكد علي الشباب والشابات أن يتمسكوا بهدي الإسلام القويم. وأن يحذروا من الأفكار الإرهابية. ومن ينشرها. وبخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات الإلكترونية وألا يغتروا بشعارات وادعاءات أمثال هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي ترفع شعارات براقة كاذبة وزائفة ونحن ندرك جيدا أهمية التركيز علي تحذير الشباب من هذه الفتن المدمرة وحضهم علي التمسك بطريق الوسطية والاعتدال وبهذا نجحنا في تحصين المجتمع الإماراتي من أي غزو فكري دخيل علينا وفي هذا الإطار نحن ندعو الأسر الإماراتية دوما بالعمل علي تنشئة أبنائهم التنشئة الإسلامية الصحيحة . مؤتمرات الإرهاب * عقدت الكثير من الدول الإسلامية مؤخرا مؤتمرات تحذر فيها من خطورة الجماعات الإرهابية فكيف يتم تفعيل توصيات تلك المؤتمرات حتي لا تصبح حبرا علي ورق ؟ * * أولا لابد من الإشارة إلي أن العلماء يقولون رأيهم الشرعي في تلك التنظيمات التي خالفت صحيح الإسلام وبعد قول العلماء يأتي دور الدول فلابد أن يتم أخذ تلك التوصيات بعين الاهتمام وعلي محمل الجد وأن يعمل الجميع سواء العلماء أو المسئولين علي إيجاد آلية مناسبة يستطيعوا من خلالها توصيل رسالة تلك المؤتمرات إلي كل الناس سواء في الداخل أو الخارج ولابد في هذا الإطار من تفعيل دور مواقع التواصل الاجتماعي في كشف زيف ادعاءات الجماعات التكفيرية خاصة وأن تلك الجماعات وعلي رأسها داعش نجحت في استخدام تلك المواقع لتجنيد الشباب باستخدام التفسيرات المغلوطة للمفاهيم الإسلامية البراقة ومن هنا فلابد من توضيح الرؤية الإسلامية الصحيحة لتلك المفاهيم التي شوهتها داعش واخواتها مثل مفهوم الخلافة ومفهوم الأمر بالمعروف ومفهوم التكفير وغيرها وعلي العلماء أن يسارعوا كل في مجاله لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي ويناقشوا بتوسع الأخطاء الشرعية الكبيرة التي وقعت فيها الجماعات التكفيرية ويوضحون بلغة سهلة وبسيطة وسطية الإسلام خاصة وإننا إذا أهملنا محاولات التكفيريين تجنيد شبابنا فوسف يحدث مالا يحمد عقباه.