عبادة بن الصامت الخزرجي الأنصاري ولد قبل الهجرة بحوالي ثمانية وثلاثين عاماً. كان من سادات قومه. ومن أطولهم روي أن طوله كان عشرة أشبار. شهد العقبتين الأولي والثانية اختاره رسول الله صلي الله عليه وسلم ضمن الاثني عشر نقيبا ليكونوا رؤساء علي قومهم شهد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم جميع المشاهد. وكان ممن جمع القرآن حفظاً علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم قال عنه قتادة: كان عبادة بدرياً عقبيا "أي شهد العقبتين. أحد النقباء. وكان بايع رسول الله صلي الله عليه وسلم علي ألا يخاف في الله لومة لائم. "روايته للحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ". روي عبادة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أحاديث منها: قول عبادة: اني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي ألا نشرك بالله شيئا. ولا نسرق ولا نزني ولا تقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. وفي رواية كنت فيمن حضر بيعة العقبة الأولي. وكنا اثني عشر رجلا فبايعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي بيعة النساء وذلك قبل أن تفرض الحرب علي ألا نشرك بالله.. وقال: فإن وفيتم فلكم الجنة وإن غشيتم من ذلك شيئاً فأمركم إلي الله إن شاء غفر وإن شاء عذب "كنز العمال 13/556" وحديث آخر رواه عبادة: قال: أوصانا رسول الله صلي الله عليه وسلم بسبع خلال قال: لا تشركوا بالله شيئًا. وان قطعتم. أو أحرقتم. أو قتلتم. ولا تتركوا الصلاة المكتوبة متعمدين فمن تركها متعمداً فقد خرج من الملة. ولا تركبوا المعصية فإنها سخط لله. ولا تشربوا الخمر فإن شربها رأس الخطايا. ولا تفروا من القتل والموت وان كنتم فيه. ولا تعصين والديك. وأن أمراك ان تخرج من الدنيا كلها فاخرج. ولا تضع عصاك علي أهلك. وانصفهم من نفسك ومن الأحاديث التي رواه عبادة أيضا قوله صلي الله عليه وسلم ما من نفس تموت لها عند الله خير تحب أن ترجع إليكم إلا الشهيد. فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخري. وقال عبادة أيضا: أتي رجل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله. وتصديق وجهاد في سبيله. قال: أريد أهون من ذلك قال: لا تتهم الله في شيء قضي لك به. وروي عبادة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: إن جبريل أتاني فقال: أخرج حدث بنعمة الله التي أنعم عليك. وبفضيلته التي فضلك بها فبشر بعشر لم يؤتها نبي قبله إن الله بعثني إلي الناس جميعاً. وأمرني أن أنذر الجن. وأن الله لقاني كلامه وأنا أمي. قد أوتي داود الزابور وموسي الألواح وعيسي الإنجيل. وأنه قد غفرل لي ذنبي ما تقدم منه وما تأخر. وإن الله أعطاني الكوثر. وإن الله أمدني بالملائكة. وأتاني النصر. وجعل بين يدي الرعب. وجعل حوضي أعظم الحياض. ورفع ذكري في التأذين. وبعثني يوم القيامة مقاما محمودا. والناس مهطعين مقنعي رؤوسهم. ويبعثني يوم القيامة في أول زمرة فأدخل الجنة في سبعين ألفا من أمتي لا يحاسبون. ورفعني يوم القيامة ليس فوقي إلا الملائكة الذين يحملون العرش وأتاني السلطان والملك وطيب لي الغنيمة ولأمتي. ولم تكن لأحد قبلنا. خروج عبادة إلي الشام وقد خرج عبادة أول ما خرج إلي الشام ليعلمهم القرآن ويفقههم في الدين. دور عبادة في فتح مصر خرج عام 21 للهجرة في المدد الذي ذهب إلي مصر وفي حصار بابليون. ظهر دور عبادة في الحوار الذي دار بينه وبين المقوقس. وبعد الفتح اختط له دارين مع بقية المسلمين بجوار الجامع. وعاش في إحداهما مدة ثم انتقل إلي فلسطين التي توفي في إحدي مدنها "الرهلة" عام 34 للهجرة عن 72 عاما.