جاء بيان الأزهر الخاص بنفي عزم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الاستقالة من منصبه لتضع حدا للشائعات التي أطلقتها في الفترة الأخيرة عناصر إخوانية وفي وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية. وهي الشائعات التي وصلت لدرجة تحديد موعد الاستقالة حيث روج أصحاب تلك الشائعة أن د. الطيب سيتقدم باستقالته عقب انتهاء انتخابات البرلمان المقبل مباشرة حتي يكون قد ساهم في إتمام خارطة الطريق التي شارك في وضعها عقب الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي. وبسبب صمت الازهر علي تلك التقارير التي انطلقت نهاية نوفمبر الماضي فقد تمادي أصحاب الشائعات وقبل مؤتمر الازهر عن الإرهاب. الذي عقد في ديسمبر الماضي. سرت تلك الشائعة من جديد وحاول المقربون من الإمام الاكبر دفعه للحديث ونفي تلك الشائعة. إلا أن فضيلته قال لهم أنها ليست المرة الاولي ولو تفرغ شيخ الأزهر للرد علي الشائعات فسوف يشغل المشيخة وعلماءها عن وظيفتهم الأساسية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الامة وهي مواجهة التكفيريين والمتشددين من ناحية. والعلمانيين المترفين الذين يطعنون في ثوابت الأمة من ناحية أخري. وذكر د. الطيب المقربين منه بما فعله الإخوان معه خلال رئاسته لجامعة الازهر والشائعات التي طالته وقتها بأنه عازم علي تقديم استقالته عقب الأزمة التي أثارها طلاب جماعة الإخوان بتنظيمهم تظاهرة عسكرية في قلب الجامعة بمدينة نصر ولكنه - الطيب - نجح في المرور بجامعة الازهر تلك الأزمة التي هددت وجودها خاصة في ظل وجود نظام بوليسي كان يرعاه النظام السابق. وأضاف الإمام الأكبر أن المتربصين بالأزهر يطلقون تلك الشائعات في محاولة لجر الازهر لمعركة إعلامية تشغله عن التصدي للتحديات التي تواجه الدين. ولهذا فعلي الجميع عدم الاهتمام حتي بالرد علي تلك الشائعات. خاصة وأن التجربة أثبتت أنها سرعان ما تخبو عندما يتعامل الأزهر معها بذكاء ولا يلقي لها بالا. وهكذا يستمر الصمت الازهري حيال تلك الشائعات التي بدأت تكبر شيئا فشيئا وهنا تدخل في الأمر عدد من أقرب المقربين للإمام الأكبر وتحديدا وكيل الأزهر د. عباس شومان والمستشار محمد عبد السلام مستشاره للشئون القانونية والدستورية خاصة بعد نشر المواقع الإخوانية لخبر يفيد تقديم الإمام الاكبر لاستقالته وأنها ستنشر في الصحف القومية في طبعاتها الاولي صبيحة السبت الماضي وبعد مشاورات حثيثة نجح د. شومان والمستشار عبد السلام وعدد من المخلصين للإمام الأكبر في إقناعه بإصدار بيان ينفي تلك الشائعة ورفض الإمام الأكبر أن يحمل البيان توقيعه لثقته في أن هذا ما يريده أصحاب تلك الشائعة وهي جر الإمام الاكبر بنفسه للحديث حتي يبدو للناس أنه يتمسك بالمنصب من منطلق حرصه علي كرسي الإمامة وليس حرصا علي مصلحة الأمة وتماسكها في مواجهة الخطر الذي يحيط بها. ولهذا تقرر في النهاية أن يعد المستشار محمد عبدالسلام بيان النفي وأن يخرج بتوقيع المركز الإعلامي بوصف المركز المتحدث الرسمي باسم الأزهر ومؤسساته وهيئاته. وهو الأمر الذي وافق عليه الإمام الأكبر. في الوقت الذي صدر فيه بيان نفي الاستقالة كان الإمام الاكبر يستعد لزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتهنئة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لتهنئته بأعياد المسيحيين ليقطع الطريق علي كل من روج لتلك الشائعة. بقي أن نقول: إن نجاح الازهر في احتواء شائعة الاستقالة جاء في وقته لقطع الطريق علي المتربصين بالمشيخة وإمامها وأنها ليست المرة الاولي التي تنطلق فيها تلك الشائعة فقد شن الإخوان ثلاث محاولات منذ ثورة يناير بهدف الإطاحة بالإمام الأكبر من المشيخة. مرة خلال فترة رئاسة المجلس العسكري. ومرتين خلال رئاسة المعزول.