يعد الخطر علي عقيدة المصريين وتدينهم الوسطي المستنير الهم الكبير للمؤسسة الدينية الإسلامية وعلي رأسها الأزهر بعد ان اختلت العقيدة في نفوس بعض المصريين الذين وقعوا فريسة للإلحاد أو اللادين وهما وجهان لعملة واحدة يعلن أصحابها التمرد علي الأديان السماوية. أعلنت المؤسسة الدينية ممثلة في الأزهر بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وكذلك وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة التعاون بأشكال مختلفة مع وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز عن إطلاق حملات قومية لمكافحة ظاهرة انتشار الإلحاد بين الشباب مع الاستعانة بعلماء الدين والنفس والاجتماع والسياسة والأطباء النفسيين وان يتم تسيير قوافل التوعية الدينية إلي المدارس والجامعات ومراكز الشباب في مختلف المحافظات تطبيقا لمبدأ ¢ الوقاية خير من العلاج ¢ بالإضافة إلي القوافل المستقلة لكل من الأزهر والأوقاف والتي تجوب الجمهورية وقد اختلفت الآراء حول تقييم آثارها علي أرض الواقع ولم يتوقف الأمر علي القوافل بل إن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. شيخ الأزهر. حذر من انتشار الإلحاد في مصر وطالب بتشريع حازم وصارم يمنع نشر العلمانية التي يتخذها البعض وسيلة لمهاجمة الدين وتكون هي نقطة الانطلاق للإلحاد وخاصة في انتشار الدعوة إليه عبر صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت واليوتيوب والمنتديات والمقاهي ووجود تواصل مع جهات أجنبية الحادية في الغرب. وأكد شيخ الأزهر . أن الإلحاد ليس موضوعًا هامشيًا بل انه من التحديات الكثيرة التي تواجه البلاد وخاصة بعد أن أصبحت الدعوة إليه تتم بطريقة ممنهجة ومسلطة علي الأديان. ومؤسسات وجمعيات تشجعهم علي مهاجمة الأديان السماوية. وأشار شيخ الأزهر في حديثه الأسبوعي في التلفزيون المصري إلي أن نظرية البريطاني تشارلز داروين في التطور تستخدم عند الملحدين لتبرير الإلحاد هناك هيئات ومؤسسات في البلاد معنية بهذا الأمر. المؤامرات الأجنبية مما يؤكد وجود أياد أجنبية تدعم ملف ¢ الإلحاد ¢فرغم أنه لا توجد دراسة رسمية مصرية عن عدد الملحدين حتي الآن إلا أن دراسة أمريكية صادرة عن مؤسسة ¢بورسن مارستلير¢ بنيويورك كشفت أن عدد الملحدين في مصر وصل إلي 3% من عدد السكان. أي أكثر من مليوني ملحد. وفقًا لاستطلاع أجرته جامعة إيسترن ميتشيجان الأمريكية. وأنها زادت بعد الحراك ثورتي 25 يناير 2011. ويونيو 2013. وبعد أن كانت مصر تتصدر الدول الأكثر تدينًا في العالم في عام 2009. بنسبة 100% وفقًا لاستطلاع معهد ¢جالوب¢ صارت الآن في مقدمة دول الشرق الأوسط الأكثر إلحادًا. وأن أكبر محافظات مصر من حيث عدد الملحدين هي القاهرة ثم الإسكندرية والإسماعيلية و الشرقية. أما محافظات الصعيد فخالية تماما من الإلحاد. وحسب المؤشر العالمي للأديان والإلحاد بمركز "ريد سي" فإن 32.4% من ملحدي مصر في الفئة العمرية من 15 إلي 24 سنة و36% في الفئة العمرية "25-34 سنة" و18.9% في الفئة العمرية "35-44 سنة" و9.2% في الفئة العمرية "45-54 سنة" وحوالي 2.5% في الفئة العمرية "55-64 سنة" و1% أكثر من 65 سنة. وحسب أرقام ذات المركز فإن 73.8% من الملحدين ذكور و26.2% نساء. تصدي الأزهر تصدي الدكتور عباس شومان. وكيل الأزهر . لهذه الأرقام الأمريكية وأكد أنها غير صحيحة ومبالغ فيها بشكل كبير بل إن الإلحاد في مصر لم يتحول إلي ظاهرة وهو أمر غريب عن الأسرة المصرية. ولهذا فإن الأزهر بقياده شيخه يؤكد علي ضرورة الحوار بين علماء الدين الشباب لتحصينهم ضد الإلحاد الذي تحدث القرآن الكريم عنه في سورة الحج . فقال الله عز وجل ¢ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد. كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلي عذاب السعير¢. وبالتالي كل ملحد وراءه شياطين الإنس والجن الذين يستغلون تراجع الثقافة الدينية أو غياب الوعي الكامل بالدين وللعلم ليس موجها ضد الإسلام فقط بل انه موجه ضد سائر الأديان السماوية وهو صورة من الصراع بين الحق والباطل والخير والشر والإنسان والشيطان مستغلا الظروف الأسرية و الدينية والاجتماعية والاقتصادية. وحذر الدكتور شومان من غياب فقه الدعوة لدي بعض الدعاة الذين اغرقوا الشباب في الترهيب المستمر أو نشر اليأس أو التعميم في إصدار الأحكام علي الآخرين مع العجز عن تقديم حلول مقنع لبعض الأشياء مما جعل هذا الشباب يقع فريسة للأفكار التكفيرية للحضارة الغربية المادية التي تحارب الدين وساعده في ذلك إهمال بعض الأسر للدين في التنشئة الاجتماعية مما أدي إلي قيام وسائل الاتصال الحديثة بقيادة الحرب علانية ضد الأديان السماوية خاصة الإسلام والمسيحية في الشرق. تحرك الأوقاف طالب وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة. بتضافر جهود المؤسسات الدينية والثقافية والفكرية والتعليمية في مواجهة ظاهرتي الإلحاد والإرهاب المتنامية في عالمنا العربي لأن الإرهاب والإلحاد كلاهما صناعة استعمارية تهدد أمننا القومي وتماسكنا المجتمعي وتعمل علي زعزعة استقرارنا ولهذا لابد من إستراتيجية متكاملة تشترك فيها وزارات الأوقاف والثقافة والتربية والتعليم وكذلك التعليم العالي والشباب علي مستوي العالمين العربي والإسلامي لمواجهة الإرهاب الإلحاد قبل أن يفتك بشبابنا ومجتمعنا وأوطاننا وأمتنا وحث وزير الأوقاف علي أن تكون مبادرة -معا في مواجهة الإلحاد- التي أطلقتها وزارتا الأوقاف والشباب. منطلقا لتبصير الشباب بخطورة الإلحاد علي حياتهم ومستقبلهم أن يكون جميع المفكرين والعلماء والمثقفين والمؤسسات الدينية والفكرية والثقافية. هدفهم التبصير بمخاطر هذه الظواهر المدمرة وكشف من يقف وراءها. ويسعي إلي تهديد تماسك مجتمعاتنا من خلالها لأن الإلحاد يشكل خطرًا داهما علي الفرد والمجتمع والوطن والأمة العربية كلها ويهدد نسيجها الاجتماعي والفكري المحكم من جهة وأمنها القومي من جهة أخري لأنه تحت مسمي حرية المعتقد يهدف أعداء الأمة إلي تمزيق كيانها وضرب استقرارها بكل السبل والأساليب الشيطانية سواء بتبني ودعم الجماعات الإرهابية التي تسيئ إلي صورة العرب والمسلمين وتصورهم علي أنهم همج رعاع رجعيون يعودون بالإنسانية إلي ما قبل التاريخ. أم بدعم الجماعات الإلحادية المتحللة من كل القيم الأخلاقية والوطنية ممن يسهل توظيفهم لخدمة أجندات أجنبية دون وازع من دين أو ضمير وطني. وأنهي وزير الأوقاف كلامه مؤكدا علي أن الدين هو العمود الفقري لضبط مسار البشرية علي الطريق القويم ولا يمكن للقوانين الوضعية والأعراف والتقاليد وحدها مهما كانت دقتها أن تضبط حركة الإنسان في الكون ما لم يكن لهذا الإنسان ارتباط وثيق بخالقه كما أن الدين قوام الحياة الطبيعية وعمادها والحياة بلا دين حياة بلا قيم بلا ضوابط وبلا أخلاق. مؤامرة شاملة طالب الدكتور محمد المختار المهدي - الرئيس العام للجمعية الشرعية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر - المسئولين في الدولة بسرعة إغلاق مواقع الإلحاد وصفحاته التي انتشرت علي الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي. لأننا في دولة إسلامية ودينها الإسلام ويعيش فيها مسيحيون. والجميع يرفضون الإلحاد جملة وتفصيلا ويتصدون لمثل هذه الدعوات المشبوهة. ودعا الدكتور المهدي. إلي سرعة التحقيق مع أصحاب هذه المواقع والمروجين لها والتصدي لهم بالطرق القانونية. حيث إنهم يزدرون الأديان وينشرون الكفر. ولهذا لابد من حماية المصريين والعرب من مخاطرها. خاصة إنها ليست مواقع معادية للأديان فحسب بل أنها صهيونية مشبوهة بدليل انطلاقها معظمها في ذكري تأسيس الكيان الصهيوني. وحث الدكتور المهدي المؤسسات الدينية كلها وعلي رأسها الأزهر والأوقاف والإفتاء وكل الجمعيات الإسلامية وكل من لديه علم أن يعمل علي تحصين شبابنا بصحيح الدين وينهونهم عن الدخول لتلك المواقع المشبوهة التي تحارب الإسلام صراحة وتبث سمومها لتقض علي شباب الإسلام ببث دعاية الزندقة والإلحاد وفتح أبواب الفساد علي مصاريعها وإذكاء ثورة عامة علي مبادئ الإسلام وتعاليمه باستخدام وسائل الترغيب لخيانة الملة والوطن والدين. التعليم والتحصين أكد الدكتور محمد عمارة. عضو هيئة كبار العلماء ورئيس تحرير مجلة الأزهر. أن المؤسسة الدينية الرسمية وغير الرسمية في مصر ممثلة في الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء والجمعيات الخيرية تقوم بدورها في تعليم أبناء المسلمين أمور دينهم مما يعد حماية لهم من الإلحاد والشذوذ الفكري المعادي للأديان المساوية وخاصة الإسلام ولكن مطلوب مزيد من التعاون والتنسيق. وأشار الدكتور عمارة . إلي أن مجلة الأزهر التي يرأس تحريرها لديها خطة لمواجهة الإلحاد من خلال ما تنشره من دراسات ومقالات بل وكتب ملحقة بالمجلة توزع كهدية وآخرها كتاب ¢وهم الإلحاد ¢ للدكتور شريف عمرو و يليه كتاب عن ¢العلمانية ومخاطرها علي العالم الإسلامي¢ وكتاب للشيخ محمد متولي الشعراوي ¢ الأدلة المادية علي وجود الله ¢ وكذلك للدكتور مصطفي محمود كتاب عن الحوار مع الملحدين وكتاب ¢ لماذا أنا مسلم ¢ لمحمد فريد وجدي ردا علي من يروجون للإلحاد عبر التاريخ ومن أشهرها ¢لماذا أنا ملحد؟ ¢ هي رسالة كتبها الأديب المصري إسماعيل أدهم سنة 1937. وسبقه كتاب عن العقائد الباطلة لدي الشيعة وكيفية تحصين وحماية أبناء أهل السنة منها. اهتمام دولي لم يتوقف الاهتمام بقضية الإلحاد علي المؤسسة الإسلامية في مصر وإنما امتد إلي مجمع الفقه الإسلامي الذي حذر في دورته الأخيرة من موجات الإلحاد عبر الإنترنت وتنامي موجات الإلحاد والتطاول علي الذات الإلهية والأنبياء والرسالات السماوية عبر مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الإجتماعي الفيس بوك ومقاطع اليوتيوب التي تستهدف الشباب في الدول العربية والإسلامية. ودعا أعضاء مجمع الفقه الإسلامي الدولي . المجتمع الحكومات الإسلامية إلي النهوض بمسئولياتها و التصدي لبوادر تلك الموجات الإلحادية التي تثير الفتنة في الدول العربية وتقف وراءها أياد مشبوهة تشكك في وجود الله ولزوم عبادته ومقام خاتم الأنبياء محمد صلي الله عليه وسلم وتستهدف عقيدة الأمة وقيمها وثوابتها. وأوصي المجمع بالتوجيه والإرشاد وتبني خطاب ديني جديد بين العلماء وبين الأجيال الناشئة المسلمة في كل موقع وأي مستوي تعليمي وتفهم همومهم واهتمامهم و الإصغاء إلي مشكلاتهم الفكرية والنفسية والروحية. وحلها والوقوف معهم في إزالة الشبهات عنهم. وتحبيبهم في هذا الدين. وملء فراغهم بالنشاطات والمنتديات والملتقيات. والاحتواء والتعامل الكريم. وبناء الجسور. و الحوار الراقي. وحث البيان مجمع الفقه الدولي. كل من ضل سواء السبيل وانحرف فكره فسلك طريق الشهوات والشبهات انقيادا للهوي والشيطان أن يتوب إلي الله توبة نصوحة قال تعالي :¢ وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون¢ وأن يرجع إلي الطريق المستقيم متمسكا بكتاب الله وسنة رسوله قال تعالي ¢ ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله¢ ولقوله تعالي ¢ولا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب¢. ودعا المجمع الحكومات الإسلامية إلي القيام بمسئولياتها بالتصدي لبوادر الإلحاد والوقوف أمام ذرائعه ووسائل استنباته في هذه الأمة ومنع قنواته و طرائقه ورموزه من التمكن من وسائل التوجيه و المخاطبة للأجيال حماية للدين والمقدسات وحفظا لاستقرار المجتمعات المسلمة الذين إن مكانهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور. وطالب بتعزيز مكانة القضاء الشرعي بإحالة أمور مساءلة الأشخاص والجهات المشبوهة. المتجرئين علي دين الأمة. المستخفين بثوابتها وقيمها. المشككين في مقدساتها. وحثه علي الحكم عليهم بمقدار جرمهم و إفسادهم. وجناياتهم علي مجتمعاتهم و أمتهم ودعوي وزارات التعليم العالي والجهات المختصة في مختلف البلدان الإسلامية إلي التوسع في إقامة المعاهد و الكليات الشرعية ودعم وتعزيز مكانة القائم منها حتي يتم تخريج مختصين يعلمون شريعة الله تعالي ويحسون تربية الناس عليها ويجب علي وسائل الإعلام والمنتديات والمواقع الفكرية والثقافية بتذكر مسئولياتها الدينية والخلقية وأن تحرص علي منع كل ما يسبب الإلحاد أو التشكيك أو يشيع الاستخفاف بالمقدسات في المجتمعات الإسلامية. وحثها علي تحمل مسئولياتها في ذلك. ودعا مجمع الفقه الدولي . رابطة العالم الإسلامي للسعي إلي التعاون مع الهيئات الإسلامية والعالمية لاستصدار قانون عالمي يجرم الاعتداء والتطاول علي المقدسات وإسراع المجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة لعقد مؤتمر لدراسة هذه الظاهرة وأسبابها وطرق علاجها يدعي لها المختصون والمهتمون وتشارك فيه الجهات المعنية.