لقد أكرم الله مصر. وفضلها علي كثير من المواضع علي ظهر الأرض. وتردد ذكر اسمها في القرآن الكريم وفي من كل العهدين القديم والجديد. وقيل إن الله عزوجل ذكرها في كتابه العزيز في أربعة وعشرين موضعاً منها ما هو بصريح اللفظ. ومنها ما دلت عليه القرائن والتفسير. وقد وضح العلماء المواضع التي ظهرت فيها كلمة "مصر" صراحة ومكناة فأما صريح اللفظ فمنه قوله تعالي مخبرا عن نبيه يوسف عليه السلام "فلما دخلوا علي يوسف آوي إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" يوسف آية: 19 وقوله تعالي علي لسان فرعون: "ونادي فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون" الزخرف آية: 51 وقوله تعالي موجهاً الأمر لموسي عليه السلام "وأوحينا إلي موسي وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين" يونس آية: 87 وقوله تعالي لبني إسرائيل "اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم" البقرة آية 61. وربما كانت الإشارة هنا لديار مصر أو إلي أي مصر. أي إلي أي مكان متحضر. وأما ما دلت عليه القرائن عن مصر بلفظ "أرض" في مواضع كثيرة منها ما جاء في قصة يوسف واخوته. وقصة موسي عليه السلام وبني إسرائيل. قال تعالي علي لسان يوسف عليه السلام "قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم" يوسف آية: 55 وقال تعالي "وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء" يوسف آية: 56 و في قصة موسي عليه السلام نري حاشية فرعون يقولون له: "أتذر موسي وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك" الاعراف آية: .127 كذلك إشارة موسي عليه السلام لقومه عن مصر بلفظ الأرض في قوله تعالي "عسي ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض" الأعراف آية: 129 وقوله تعالي : "إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد" غافر آية: 26 وقوله تعالي عن فرعون "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً" القصص آية 4 وقوله تعالي : "إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض" القصص آية: 19 وقوله تعالي : "يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض" غافر آية: 29 وهناك اشارات كثيرة في القرآن الكريم إلي البلاد المصرية وتفهم من السياق فقوله تعالي عن بني إسرائيل "وقل بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق" يونس آية: 93 وقوله تعالي : "فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم" الشعراء 57 58 وقوله تعالي عن قوم فرعون الذين كانوا في مصر: "كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوماً آخرين" الدخان 25 28 وقد ورد في القرآن الكريم عن مريم ابنة عمران ووليدها عيسي وهروبهما إلي مصر قال تعالي : "واويناها إلي ربوة ذات قرار ومعين" المؤمنون آية: 50 يقول عبدالله بن عباس وسعيد بن المسيب وغيرهما: هذه الربوة هي مصر وفي كتاب فضائل مصر للكندي يؤكذ أنهما لجآ إلي مصر فيقول: قال بعض العلماء المصريين هي البهنسا وهي مدينة في الصعيد في محافظة المنيا غرب النيل وقبط مصر مجمعون علي أن المسيح وأمه كانا بالبهنسا وانتقلا منها إلي القدس "فضائل مصر للكندي/ 148".