في لقاء الحبيب علي الجفري والدكتور أسامة الأزهري مع الإعلامي خيري رمضان في برنامج ¢ممكن¢ علي قناة cbc" " ورد سؤال أثناء اللقاء بدا من أسلوب إجابة العالمين الجليلين كأنهما في مأزق واستشعر كثير من المشاهدين أنهما لم يجيبا صراحة وبوضوح واستخدما الدبلوماسية في الرد. قلت في نفسي إن الأدب الجم الذي يتمتع به الجفري والأزهري سيضعهما في حرج بالغ إن لم يكن أثناء الحلقة. فبعدها علي مواقع التواصل الاجتماعي أو في برامج دواعش العلمانية أمثال ابن البحيري وابن عيسي وغيرهما .. وقد كان. فقد عاود خيري رمضان طرح السؤال طالباً إجابة واضحة وصريحة عما إذا كان يجوز الترحم علي الموتي غير المسلمين أم لا؟!. ومراعاة للظرف العام وتقديراً لمشاعر المكلومين أهالي المصريين النصاري الذين ذبحوا في ليبيا علي يد الدواعش المجرمين حاول الدكتور أسامة الهرب مرة أخري من إجابة السؤال بحجة أنه لا ينبغي اختصار الكارثة الكبري التي راح ضحيتها 21 من شباب مصر في جواز الترحم عليهم أم لا؟! .. وأمام إلحاح مقدم البرنامج -ذات غباء- اضطر الحبيب الجفري أن يجيب إجابة فيها أيضاً شئ من اللف والدوران ولكنه أوضح في الوقت نفسه أنه لا يجوز أن يترحم المسلم علي غير المسلم دينا وتعبداً. مثل هذه الأسئلة طفت مؤخراً علي السطح من خلال وسائل إعلام متخلفة ومقدمي برامج لايحسنون قراءة آيتين من كتاب الله ويتمتعون بقدر لا يحسدون عليه من الأمية الدينية والبلاهة وعدم إدراك مقتضي الحال. فما هو الهدف من طرح هذا السؤال وغيره مثل: هل المسيحي كافر أم لا. وهل يجوز أن نقول عنه شهيدا. وهل سيدخل الجنة أم هو من أهل النار؟.. نعم لا حرج في الدين إذا كانت الأسئلة للعلم والمعرفة. وليس للوقيعة بين أبناء البلد الواحد في ظروف بالغة السوء. وفي وقت المشاعر فيه ملتهبة ولا تتحمل ولا تتقبل ما يمكن احتماله وقبوله في وقت آخر وفي ظروف أخري. القضية يا سادة بمنتهي البساطة أن المسلم لا يضيره ولا يزعجه أن يرميه اليهودي أو النصراني بالكفر. كذلك اليهود والنصاري علي يقين بأن المسلمين يكفرونهم في قرآن يتلي إلي يوم القيامة .. بل إن المسلمين يتعبدون الله بقَوْلُهُ تَعَالَي في سورة البقرة حكاية عن اليهود والنصاري آية"111": "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَي تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إن كُنْتُمْ صَادِقِين". وكذلك كفار قريش كانوا يقولون عن خاتم الأنبياء وسيد المرسلين: لقد كفر محمد بآلهتنا. ولم يهتز النبي لذلك ولم يتشنج قي الرد عليهم إلي أن نزلت سورة مكونة من 6 آيات اسمها الكافرون يقول الله فيها: ¢قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ . لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ. وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. وَلَا أَنَا عَابِدى مَّا عَبَدتُّمْ. وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ¢. ولم يكن هناك من حرج في أن يقول الدكتور أسامة الأزهري أو الحبيب الجفري: في ديننا لا يجوز الترحم علي من مات ولم يشهد شهادة الإسلام. ولا الاستغفار له. ويكفيه أن يذكر نهي الله لنبيه صلي الله عليه وسلم عن الاستغفار لعمه أبي طالب. وكذلك معني الحديث الصحيح: "وإني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي. فأذن لي. ثم استأذنته في الاستغفار لها. فلم يأذن لي¢. وقول الله تعالي: ¢ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربي من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم. وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم" التوبة: "113-114" العالم لا يعرف المجاملة في دين الله إذ هو مأمور من ربه بقوله تعالي في سورة الكهف "آية 29" "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".