لم يعد هناك وقت للخلاف والاختلاف.. لم يعد هناك وقت للجدل والمعارك الكلامية.. إنها الحرب أيها السادة.. فلنصطف جميعاً.. ولنقف صفاً واحداً.. ولنترك كل جدل وكل خلاف لنطلقها صيحة واحدة معاً ومن قلب واحد "وامصراه.. واإسلاماه". صرخة عملية وليست قولية فقط.. صرخة ونداء لكل إنسان علي هذه الأرض محب للسلام ويؤمن بالإنسانية وبأديان الله السماوية فالدين عند الله هو الإسلام..!! يا كل مصري في كل مكان.. قد تكون أنت الضحية القادمة.. قد يكون ابنك.. شقيقك.. جارك.. صديقك.. فالإرهاب لا يعرف ديناً أو وطناً. يا كل مصري.. اعلم أن الإرهاب واحد سواء الذين يمارسونه باسم تنظيمات إرهابية أو تحت رايات إسلامية.. أو حتي بالتحريض من خلال دعاوي أو فتاوي مضللة خادعة تحمل اسم الإسلام والإسلام منها براء. يا كل مصري.. مصر تناديك الآن.. نحن في حرب معلنة ضدنا فلابد أن نكون يداً واحدة.. ضد الإرهاب العدو الأكبر. يا كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. ويؤمن أن الإسلام هو الحق وأن الدين عند الله هو الإسلام.. ويعرف حق الله.. انتبه.. الإسلام في خطر.. إنهم يحاربون الإسلام باسم بعض المنتسبين إليه. إنها الحرب.. إنها المؤامرة.. لقد كشفوا عن وجوههم القبيحة.. وبدأوا الحرب علانية فلماذا الصمت..؟ لابد من تحرك شعبي واسع.. لابد من اصطفاف شعبي كامل لمواجهة الإرهاب.. كل إرهاب.. وأي إرهاب.. في الداخل.. في الخارج.. علي الحدود.. بالكلمة.. بالتحريض.. بالفعل.. بالقنابل.. بالسلاح.. بالخطف.. بالقتل والذبح.. لابد من المواجهة الحاسمة.. ليس حماية لمصر والمصريين فقط.. بل ايضا دفاعاً عن الإسلام وصورة الإسلام.. وحقيقة الإسلام. لقد شوهت هذه الجماعات أو التنظيمات التي تدعي الانتساب للإسلام صورة الدين الحنيف أمام العالم.. وباتت الأزمة الحقيقة الآن هي الدفاع عن الإسلام. لابد أن نعترف أولاً أن كل هذه التنظيمات ليست دينية بل سياسية إرهابية تبحث عن سلطة أو فرض إرادتها بالقوة علي الناس وفي سبيل هذا الهدف تدعي أنها تحمي الإسلام وتعمل للإسلام وبالإسلام والدين منها براء وفي سبيل هذا الهدف يتحالفون مع الشيطان وفي سبيل هذا الهدف يسيئون للإنسانية متناسين أن رب العالمين قال لحبيبه المصطفي "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".. فأين الرحمة في قتل إنسان علي هويته الدينية؟ أين الرحمة في أن تقتل مصرياً لأنه مصري أو قبطياً لأنه مسيحي.. أو جندياً لأنه يخدم جيش بلده أو شرطة بلده؟ السفاح أول خليفة أو أول حاكم عباسي كان يذبح أبناء بني أمية علي الهوية.. فكل من ينتسب نسباً إلي بني أمية مطلوب للقتل والذبح.. وهو ما يفعله الآن السفاحون الجدد سواء كان اسمهم داعش أو النصرة أو أنصار بيت المقدس أو الإخوان.. كلهم يعمل من أجل السلطة ويحارب علي الهوية بغض النظر عن الدفاع عن الإسلام أو تقديم صورة الإسلام الصحيح. لقد خلطوا الأوراق زيفاً وبهتاناً وادعوا تأويلات للقرآن.. وتأويلات وتفسيرات مغلوطة لأحاديث الحبيب المصطفي الهادي عليه الصلاة والسلام.. وعندما لم يجدوا ضالتهم حتي في تأويلاتهم المغرضة الخاطئة بحثوا في التضليل عن طريق إسناد أخطاء لم تحدث إلي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أي ضلال وتضليل هذا؟ تعالوا نتساءل معاً أيها السادة: 1- من قتل عمر بن الخطاب؟ 2- من قتل عثمان بن عفان وادعي أنه يقتله من أجل الإسلام؟ 3- من قتل علي بن أبي طالب وأدعي أنه يقتله لأنه خرج علي الدين؟ 4- من حاول قتل صحابة رسول الله في أكثر من موقف بحجة أنهم خرجوا علي الدين؟ 5- من قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما حفيد رسول الله.. وكيف قتلوه ولماذا؟ هل تريدون المزيد؟ هل هؤلاء القتلة مسلمون يدافعون عن الإسلام أم أناس بحثوا عن سلطة وجاه وإدعاءات دنيوية وخيانة ظالمة لأطهر الخلق بعد محمد صلي الله عليه وسلم؟ ** إنهم يسيئون لتاريخ الإسلام والمسلمين ويسيئون لسيرة الحبيب المصطفي ودعوته السمحة وهم يدعون دفاعهم عن الإسلام. ** سأفترض جدلاً - وأنا علي يقين من أن هذا الافتراض خطأ كبير - أنهم يدافعون عن الإسلام ويريدون نشر الدين الصحيح وإقامة دولة الإسلام كما يدعون ويرون.. فهل ما يفعلونه وهذا الأسلوب يمكن أن يحقق هذا الهدف؟ هل مناظر القتل وسفك الدماء وذبح الأبرياء وبيع النساء وهتك الأعراض تساعد علي نشر الإسلام؟ هل هذه الجرائم البشعة التي يكون أقل وصف لها أنها ضد الإنسانية يمكن أن تساهم في نشر الدعوة.. وإقامة دولة إسلامية؟ أي دولة تلك وعلي أي أساس تقام ولمصلحة من؟ نقطة أخري هل أصبح أعداء هذه التنظيمات هم المسلمون الذين يشهدون أن لا إله إلا الله.. وإخوانهم المسيحيون الذين أكد الله في كتابه الكريم أنهم أكثر البشر مودة للذين آمنوا؟ وأصبح اليهود والكفار وأعداء الإسلام والصهاينة وكل من يخرب في الإسلام ليسوا أعداء؟ ما هذه الصورة المقلوبة؟ وما هذا الهراء الذي يدعي كذباً الانتماء للإسلام؟ ** أتمني أن نفيق قبل فوات الأوان.. وإذا كان الجيش يقوم بدوره في ضرب معاقل الإرهاب هنا أو هناك.. في سيناء أو ليبيا أو في أي مكان فعلينا نحن أن نخوض معركة حقيقية بالاصطفاف والتوحد خلف الجيش والقيادة لمواجهة هذا الإرهاب البغيض.. ومساندة كل القوي الوطنية لمصر في حرب البقاء.. في حرب أن نكون أو لا نكون وستكون مصر إن شاء الله قوية.. لأن في بقائها بقاء للعالم الإسلامي والعربي وبقاء للدين الذي يحميه الله سبحانه وتعالي. تعالوا نقف كلنا صفاً واحداً تحت شعار "وامصراه.. واإسلاماه" حتي يتحقق النصر علي الإرهاب إن شاء الله.