* هل واقع هذا التعليم يرضي طموح أبناء مصر الجديدة؟! وهل تسير المنظومة التعليمية في طرائق واضحة وفق مناهج ذات فعالية تجعل أهل التخصصات الدقيقة في مجالات التربية والتعليم يستشرفون المستقبل المرجو لمصر الجديدة من منظومة التربية والتعليم؟! وللأسف الشديد ان إجابة هذين التساؤلين تأتي صادمة مؤلمة وموجعة لكل مصري غيور علي وطنه مصر وأهداف ثورتي يناير 2011. ويونيو 2013م. وذلك حيث الواقع المؤلم لما نراه في أبنية تعليمية متهالكة. ومناهج تعليمية بعيدة بعدا كبيرا بين الاتجاهات الحديثة للمناهج الدراسية. وينتشر وباء الدروس الخصوصية ذلك الوباء الذي يكاد يخرب المنظومة التعليمية. كما أن هذا التعليم بواقعه المؤلم يغذي ويزيد داء الأمية اللعين انتشارا في جسد الجسم المصري. ولكن لماذا هذا الواقع المؤلم؟ وكيف نعالجه؟ يبدو أن هذا الواقع جاء وليدا طبيعيا لتلك الفخاخ الاجتماعية التي انتشرت وتمكنت من المنظومة التعليمية. وهذه الفخاخ الاجتماعية "Social Traps) كما وضحها العالم السويدي في كتابه "الفخاخ الاجتماعية ومشكلة الثقة" هذا العالم الكبير "يوروز يشتين" والذي يستفاد منه في هذا المقال إن الهيئات المسئولة عن منظومة التعليم العام تكاد تكون عاجزة أو غير قادرة علي تحقيق الأهداف المرجوة من التعليم. وقد يكون ذلك لغياب الوعي الواعي بأبعاد المنظومة التربوية التعليمية. أو غير قادرة علي التعاون مع العناصر الكثيرة. والمجالات المتعددة. والطرائق الدقيقة التي تتطلبها المنظومة التعليمية لتكون ذات فعالية واضحة فأعطت لنا هذا التعليم المهتريء الذي يزيد من آلام داء الأمية اللعين ويساعد بقوة علي انتشار وباء الدروس الخصوصية ويكاد التعليم العام الآن في مصر ذات التاريخ العريق والحضارة الفريدة أن يكون "سمك لبن تمر هندي" كما يقول مثلنا العام في مصر. كأثر متوقع من اثار هذه الفخاخ الاجتماعية في المنظومة التعليمية برغم كل الجهود التي تبذل من أجل هذه المنظومة قاطرة التقدم للوطن وأقوي وأكثر آليات تحقيق أهداف مصر الجديدة. وهنا يتساءل الناس في المحروسة مصر هل من سبيل للنجاة؟! نعم السبيل موجود. والنجاة بأمر الله وقوته نتوقعها غالبا ولكن بتحفظات وشروط أهمها الآتي: أولاً: أن تعطي القوس لباريها في كل المواقع التربوية التعليمية ويكون هؤلاء الذين تعطي لهم أقواس العملية التربوية التعليمية من أهل الرسالة أو القضية وهذا الأمر ليس بالهين أو اليسير مع العلم بأن أهل مكة أدري بشعابها. ثانيًا: وهؤلاء أهل الرسالة أو القضية يضعون استراتيجية تعليمية تسير وفق خطة إنجاز واضحة المعالم. ثالثًا: كما يضع هؤلاء المختارون مناهج تربوية وفق الاتجاهات الحديثة للمناهج الدراسية بداية من الخبرات التربوية برياض الأطفال حتي مناهج المرحلة الثانوية. رابعًا: يتابع كل ما تقدم ويعيش معه تقويم شامل مستمر فعال يتم إعداده وتطبيقه وفق معايير عالمية يدركها تحليل من المتخصصين في التعليم العام ومناهجه. خامسًا: يعاد النظر وبسرعة في كل القوانين والنظم التعليمية التي صدرت منذ أربعين عاما علي الأقل وبخاصة في التعليم الخاص لأن معظمه سوس ينخر في عظام مصر.