يجب أن ينظر إلي التربية علي أنها منظومة متكاملة مترابطة متفاعلة مهما تعددت فيها المفاهيم كالمناهج الدراسية. والمباني التعليمية. والكتب المدرسية. والأنشطة التربوية الصيفية وغير الصيفية. والتقويم التربوي والتقييم الميداني. وأعضاء هيئة التدريس والمراحل التعليمية.... إلخ وبرغم هذا التنوع فالتربية والتعليم منظومة واحدة. ولكن للأسف الشديد إن التربية والتعليم كما يتلقاها النشئ. ويكتوي بنارها الأباء والأمهات من أولياء الأمور وكل المخلصين من المشتغلين بالتربية والتعليم نراها غالباً علي صورة مما يأتي: "أ" المناهج الدراسية: وهنا يعني بالمنهج الدراسي مفهومه الواسع وهو كل ما يقدم للدارس من المؤسسة التعليمية في إطار الحيز التربوي. وهذه المناهج لا تبني ولا تجرب ولا تقوم. ولا تقييم فيها يتم وفق الاتجاهات الحديثة للمناهج الدراسية. "ب" المدارس: سواء كانت حكومية. أو خاصة عربية. أو لغات إنجليزية أو إيطالية. أو أمريكية. أو كندية..... فهي سلطة تعليمية تربوية أو الأدق فهي "سمك لبن تمر هندي" فهي مدارس تسهم بفعالية ليكون التلميذ مستقبلاً جيداً لكل الخرافات والخزعبلات والانحراف سواء كان نحو التدخين. أو الإدمان. أو عبادة الشيطان. أو الإلحاد بكل الأديان. والواقع في الميدان يشهد بذلك فيفضح عمليات التجميل والتذويق والترقيع التي يقوم بها حملة المباخر. "ج" وباء الدروس الخصوصية: هذه هي النار التي يكتوي بها كل بيت في مصر سواء كان أولاده أو بناته برياض الأطفال أو التعليم الأساسي أو الثانوي حتي التعليم العالي لم يسلم طلابه من هذا الوباء الذي يكاد يرطم العملية التربوية التعليمية بكل مراحل التعليم وبخاصة مرحلة التعليم الأساسي حيث يتعودها الأطفال ثم يدمنها النشئ في مختلف الأعمار والمراحل الدراسية. "د" المناهج الخفية: وهي المناهج غير المكتوبة. وهي أشد خطراً وأقوي أثراً من المناهج المكتوبة المعروفة وفي ظلها. أو من خلالها نري ما يأتي: 1 العمه الذهني: Agnasia jdeational وهو عبارة عن إدارك خاطئ من قبل المتعلم. يكون غالباً مبنياً علي تفسير غير صحيح للانطباعات الحسية. 2 العواصف الدماغية أو الأزمات الانفعالية: Brain starms وهذا الأمر لا يقف للأسف عند حجرات الدراسة بل يمتد حتي المؤتمرات التربوية فكم سمعنا بمؤتمر أو لقاء أو اجتماع "العصف الذهني" وبالرجوع إلي أي معجم تربوي أو حتي لغوي يظهر خطر هذا الوباء. بل في علم النفس التربوي يدرسون ما يعرف ب "قانون الإغلاق" عند مدرسة "الجشتالت" وموجز هذا القانون بأنه يري أن السلوك والعملية العقلية تميل إلي أن تصبح تامة ثابتة أو مغلقة وفقاً لما تسمح به الظروف في بيئة التعليم والتعلم. 3 القهر الداخلي: compuls ion وهو ضغط داخلي يترتب عليه سلوك مضاد قد يكون التدخين أو الإدمان أو عبادة الشيطان أو الإلحاد...... إلخ ثم يتلقفه ما يعرف بالسلوك الراسخ وجدانياً fixation affective ويتم ذلك خلال قانون رسوخ التعلم fixaction law learing وكذلك مفهوم "سلوك المشكل" prablem behavior وهو سلوك ينافي مادرج عليه المجتمع. وكل ذلك جاءنا وافداً مع أفكار المدرسة التقدمية progressive Education وهي مدرسة تتبني تربية تعطي التلاميذ الحرية المطلقة فيما يتعلمون. ووجدت من المشجعين لها كثيراً من التربويين الكبار. وإذا عن لك التساؤل المحير ولماذا هذا يحدث في التربية والتعليم؟! فهنا من حقك أيها القارئ العزير أن أبادرك بالجواب حتي لا يحيط بك القلق والحيرة وحيث الجواب وجيز ومختصر وهو: أهل العلم النقي والتربية السوية من أصحاب الرسالة أو القضية مبتعدون أو مبعدون عن عمليات المنظومة التربوية وفق ترتيبات شيطانية من أجل المصالح الشخصية.