يشهد العالم كله الآن صراعا شديدا بين الحق والباطل وتم خلط المفاهيم حتي أصبح الحليم حيران ولهذا لابد أن نوضح مجموعة من الحقائق الآتية: * الصراع بين الحق والباطل سنة إلهية منذ أن هبط الإنسان علي الأرض وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأهل الباطل ينشطون إذا تكاسل أهل الحق. ويكون ذلك ابتلاء لهم كما قال تعالي: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّي نَعْلَمَ المجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ" "محمد:31". لكن القرآن الكريم طمأننا للنتيجة فقال: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَي لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ" "محمد:32". * إن الله تعالي حدد لنا العدو في قوله تعالي: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" "المائدة:82". وقدم الله تعالي اليهود علي المشركين لشدة عداوتهم لهذا الدين. بل جعل اليهود ¢شياطين الإنس¢ فقال سبحانه عن المنافقين: "وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَي شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ" "البقرة:14". وبذلك صاروا ¢أساتذة النفاق¢. فظاهرة النفاق في عهد النبي صلي الله عليه وسلم لم تأت إلا بعد الهجرة إلي المدينة حيث كان يعيش فيها اليهود والمنافقون كما يحدثنا القرآن الكريم عنهم فيقول: "الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً" "النساء:139". والأمة الإسلامية إذا لم تكن علي إدراك ووعي بعدوها اللدود فإنها ستقع في شراكه لأن اليهود يجيدون الحيل والخداع "يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" "البقرة:9". * كل أمة تتخذ هدفًا تجتمع حوله ويكون هذا الهدف هو محاربة ¢عدوها الأول¢. وهذا ما فعلته أمريكا منذ عهود طويلة فهي تتخذ هدفًا لتجمّع الشعب حوله فكانت تعادي الشيوعية وتعتبر الاتحاد السوفييتي عدوها الأول وكانت تطلق عليه ¢العدو الأحمر¢ حتي سقط الاتحاد السوفييتي. فوجدت في الإسلام عدوًا لها وأطلقت عليه مصطلح ¢الإرهاب¢ أو "العدو الأخضر". * إن ألد أعدائنا هم اليهود كما أخبر الله عز وجل. وقد نشر مؤخرًا في جريدة ¢الأهرام¢ تحت عنوان ¢حرب الجيل الرابع¢ أن الكاتب ¢ماكس مانوارينج¢ الخبير بكلية الحرب الأمريكية- وهو يهودي- ذهب في 13 أغسطس الماضي إلي إسرائيل وألقي فيها محاضرة لخصت كل ما يجري الآن علي أرض مصر حيث قال: ¢لابد من زعزعة الاستقرار وبث الفوضي وتشتيت قوي الدولة وإنهاكها عبر حوادث مدبرة لها صيت مثل حوادث القطارات وسرقة البنوك أو الفنادق. وإيجاد جماعات مهددة للأمن ويكون هذا هو الهدف الأول. أما الهدف الثاني فهو الوصول إلي مرحلة الدولة الفاشلة. وأول ملامح هذه الدولة الفاشلة عزل مواقع معينة ذات حساسية سياسية أو اقتصادية يمكن استغلالها دوليا مثل المجري الملاحي لقناة السويس» ثم يأتي الهدف الثالث وهو تفتيت الدولة المصرية إلي خمس دويلات: القاهرة الكبري. جمهورية القناة. جمهورية النوبة. جمهورية الوجه البحري. جمهورية الوجه القبلي¢. * يجب أن يعلم المصريون جميعا أن إسرائيل هي اليد التي تحاول العبث بأمن مصر بواسطة عملائها. وعملاؤها كما وصفهم القرآن الكريم هم: "الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المؤمِنِينَ" "النساء:139". ويعترف الكاتب اليهودي ¢ماكس¢ أن ¢تحقيق هذه الأهداف يكون من خلال التمويل. والذي قد يكون تمويلاً إعلاميًا أو معنويا أو ماديًا¢» كتقديم غطاء سياسي لعمليات إنهاك النظام. وضبط إيقاع مجموعة لا يعرف بعضها بعضًا ولكن بعد إقناعهم بأهداف تكتيكية قريبة النتائج. أما الأهداف طويلة الأمد فلا شك أنها قد تختلف¢. وصيتي للشباب وهم عماد نهضة المجتمع : اقرءوا القرآن وكأنه أنزل عليكم. فقد كانت هذه وصية أم المفكر والشاعر الإسلامي محمد إقبال. حيث كانت تقول له: ¢اقرأ القرآن وكأنه عليك أنزل¢. إن القرآن يحتاج لتدبر ما فيه خاصة في هذه الأيام. لأنه لا شيء يحدث في الكون إلا ونجد له آية توضح مقصده وأساسه. ولكننا عنه غافلون. ولذلك قال الله تعالي عن القرآن الكريم: "قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورى وَكِتَابى مُبِينى" "المائدة:15". وفي النهاية نؤكد انه لابد ان يتحد أهل الحق وأن يخلصوا النية لله ويتقوه في الظاهر والباطن ولا يخشوا إلا الله الذي حدد مواصفات من يمكن لهم في الأرض بقوله ¢ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور¢ الحج:41 . من سنة الله في خلقه انه لن يصح الا الصحيح وسينتصر الحق وأهل الحق علي الباطل وأهله بشرط أن يتخذ أهل الحق وسائل النصر وقتها سيحقق لهم سنته في الارض لأنه القائل ¢ .....أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ ¢ آية 17 سورة الرعد.