حين يغيب عنا إلي رحلة اللا عودة عزيز او صديق نستشعر في غيبته ان بعضنا قد فقد وأن جزءا من ماضينا وحاضرنا قد ذهب. ولان قليلا من الرجال والحكام من يستحق ان نبكي عليهم فإن فقد الرجال واصحاب المواقف مصاب يعجز القلب عن احتمال فاجعته. فبفقدهم هو المصيبة التي أمرنا ربنا ان نقول في مواجهتها ¢انا لله وانا إليه راجعون¢. وان كان الموت قد غيب عنا احد هؤلاء الرجال أصحاب المواقف وهو الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه فإن افعاله ومواقفة كانت ومازالت وستظل شاهدة علي حكمة الرجل ورحابة عقله وسعة افقه واتساع بصيرته في الدفاع عن قضايا أمته. والملك عبدالله هو من قلائل الرجال الذين يسجل التاريخ مواقفهم بحروف من نور ولم لا وهو القائد الذي احب شعبه فأحبوه. فقد كان رحمه الله نموذجا في البطولة المشرفة لبلادة ولأمته العربية والاسلامية. فلن ينسي له التاريخ مواقفة الرائدة والمساندة لجميع دول العالم وخاصة العربية والاسلامية من الاخطار التي تحدق بها وخاصة الارهاب. لقد دعا الملك عبدالله رحمه الله الي ضرورة الوقوف في وجه من يحاول اختطاف الاسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والرهاب محذرا من شرور فتنة مستطيرة كادت تعصف بأرض الاسلام. كان همه الاول عليه سحائب الرحمة والغفران السعي لمكافحة الارهاب بكل ما يملك سواء بالجهود الرسمية او الشعبية والعمل علي استنهاض الفكر البشري المستنير ونشر الاسلام الوسطي السمح لمجابهة الافكار المتشددة التي دفعت بالبعض إلي براثن الارهاب الاسود. لقد ظل الملك عبدالله خادما للحرمين الشريفين ومنافحا ومدافعا عن الاسلام حتي اخر نفس في حياتة فغير الكثير من المفاهيم الجامدة الني كانت سائدة الي المنهجية الوسطية السمحة. وانطلاقا من حكمته وبعد نظره كان يري بعين بصيرته أن منطقة الشرق الاوسط قد اوشكت علي الوقوع في براثن الارهاب فكانت تحذيراته الدائمة للدول العربية والاوروبية من هذا الخطر المحدق بالعالم كله وهو الارهاب الاسود وتوابعة الذي لايعرف دينا ولا دوله بل ويتخطي الحدود لتنفيذ أغراضه ومآربه. فكان جلالتهه رحمه الله أول من نبه الي خطورة هذا النهج في بلادنا العربية فعقد المؤتمرات تلو الاخري والتقي كل ذعماء العالم محذرا ونبها وداعما لاي خطوات تتخذ لقطع شأفة هذا التيار الاسود. رحم الله الملك البطل صاحب المواقف الشجاعة والبطولات الحقيقية للذود عن الاوطان الاسلامية والعربية مدافعا بكل ما يملك من الافكار والاموال والدعم في كل اتجاه. فبفقده فقدت الامة العربية والاسلامية واحدا من أخلص الرجال والزعماء وعزاؤنا أنه من الصديقين والشهداء والابرار جزاء ما قدم من خير لأمته ووطنه ودينه ولا نقول الا مايرضي ربنا ¢انا لله وانا إليه راجعون¢.