انتهي الفصل الدراسي الأول وانتهت الحصص الدراسية وأداء الواجبات المدرسية ومجموعات التقوية والدروس الخصوصية وهو ما يدعو للتساؤل عن كيفية قضاء الاجازة هل تكون في اللهو وممارسة الأنشطة المحببة وزيارة الأصدقاء والخروج في نزهات أم نقضيها في استذكار الدروس السابقة وتحضير الدروس الجديدة أم من المفترض الجمع بين الراحة والمذاكرة وتقسيم الأوقات بينهما. تقول شيماء محمود خبيرة العلاقات الأسرية : فترة اجازة نصف العام قصيرة ولن تتيح الجمع بين الأنشطة المتعددة خاصة المتناقضة منها وهنا الأجدر بك هو أخذ قسط وافر من الراحة بعد عناء المذاكرة والتوتر المصاحب لفترة الامتحانات وأفضل طريقة لقضاء الاجازة هي الخلود إلي الراحة لاستعادة التركيز وإعادة شحن الطاقة فاستغلال الاجازة في المذاكرة سيصيبك بالملل ويستنزف طاقتك الواجب توفيرها إلي مرحلة ما بعد بداية الفصل الدراسي وشروعك في تلقي الدروس الجديدة وهذا لا يعني إهمال الدراسة بالكامل طوال الاجازة. وأضافت: أول الطرق للاستفادة من الاجازة هو عدم تجاهل ما درس في الفصل السابق أو نسيانه بحجة ان دراسته قد انتهت حاول الربط بين ما درست وبين الأحداث الجارية في مجتمعك وكذلك بالأنشطة الثقافية التي تشغلك فهذه هي الوسيلة المثلي للانتفاع بما تعلمته. وإذا كنت من هواة القراءة ابحث بعناية عن كتب مصادر للمعرفة تزيد فهمك ولا تشغل ذهنك كثيراً بما يصعب فهمه. وتطلب ممارسة ألعاب الذكاء وألعاب الفيديو التي تنمي مهارات الإدارة وتصريف الأمور خاصة ما يتعلق بإدارة الأموال وكسب الأرباح باستخدام الإنترنت في الاطلاع علي تاريخ دولتك واستعن بمراجع مبسطة ولا مانع من مراجعة الخرائط والمراجع الجغرافية لاكتساب مزيد من المعرفة عن المنطقة التي تقع فيها دولتك. رتب مع أسرتك للقيام برحلة شتوية جميلة في إحدي المدن الدافئة المشمسة في بلدك فهي فرصة لتجديد نشاطك وتوثيق علاقتك بوالديك وإخوتك وقضاء وقت لطيف بصحبتهم. ولا تنس كذلك تخصيص القليل من الوقت آخر الاجازة للتفكير في نقاط الضعف الموجودة لديك والتي يجب عليك تجاوزها والقضاء عليها خلال النصف الثاني من العام الدراسي حتي تحقق النجاح الذي يرضيك ويسعد أسرتك. نصائح تربوية ويؤكد الدكتور جمال شفيق مقرر لجنة قطاع الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الأعلي للجامعات: إن اجازة نصف العام تعتبر فترة مهمة وضرورية ليس للتلاميذ والطلاب فقط ولكن أيضاً للآباء والأمهات الذين عانوا الكثير ربما أكثر من أبنائهم من جهد شاق في المتابعة واستنزاف ميزانية الأسرة وبالتالي فإن فترة الاجازة هي فرصة مناسبة لكي يستعيد كل فرد من أفراد الأسرة الطاقة والحيوية والنشاط والاستعداد مرة أخري بطاقة كافية وممكنة لبدء "التيرم" الثاني. وقالت: هنا ننصح جميع الأسر بأن تكون الاجازة فرصة للترفيه والتسلية والرحلات والمتنزهات والابتعاد قدر الامكان عن جو المدرسة والدراسة لأن الإنسان بصفة عامة حينما يتعرض باستمرار لضغوط نفسية مستمرة ومجهود شاق متصل فإن ذلك يؤدي إلي حالة من الضيق والضجر والقدرة علي عدم التحمل وسهولة الانفعال والاستثارة وعدم تقبل الجو النفسي المحيط به وعلي ذلك فإنه من المفيد أن تخطط من الآن كل أسرة بجميع أفرادها وبما يتناسب مع ظروف ووقت الأب والأم لإعادة الطاقة والحيوية والنشاط والتقبل للاندماج للاستعداد للفصل الدراسي الجديد وهنا تعد مثل هذه الأمور بمثابة إعطاء فرصة للنفس للترويح والترفيه وتغيير البيئة اليومية الروتينية المملة بما يشبه غسيل النفس وتحويلها إلي حالة من الهدوء والاستقرار والصفاء مما يمنح أفراد الأسرة كل من الراحة الجسمية والنفسية وبالتالي يتكون لديهم طاقة منشطة جديدة للاقبال علي أعباء الفصل الدراسي القادم بترحاب وتقبل واستعداد جسمي وذهني وانفعالي مما يساهم بدرجة كبيرة في مدي انجاز وتحصيل الأبناء وارتفاع مستوي تحصيلهم الدراسي وأيضاً يعطي دفعة قوية للأبناء والأمهات لمعاودة بذل الجهد المنوط بهم مرة أخري بصدر رحب ودون ضيق أو ملل. وأوضحت: ننبه إلي أهمية العمل التطوعي ويمكن أن يقوم بها الطلاب خلال الاجازة فقد أورد الفقهاء مسألة العمل التطوعي ضمن مسائل إلهية في باب المعاملات. والتطوع من باب التصدق ونشر الألفة بين الناس والتعاون علي الخير والبر بعيداً عن السلبية والأنانية يقول الله تعالي: "وتعاونوا علي البر والتقوي" سورة المائدة "2". والاجازة فرصة لمشاركة الطلاب في محاولة التخفيف علي الفقراء والمحتاجين وخاصة في هذه الفترة التي يتم فيها توزيع البطاطين وما يحتاجه الفقراء لمواجهة البرد والصقيع.