حينما دعا الرئيس السيسي المؤسسات الدينية لتغيير وتطوير الخطاب الديني. أقامت تلك المؤسسات "زفة" كلامية عن ضرورة الخطاب الديني. وتكوين لجان وطبع كتب وغير ذلك. في هذه اللحظة أدركت بخبرتي بهؤلاء وإدراكي التام لمعرفة نوعية تفكيرهم انه لا يوجد واحد من هؤلاء يستطيع معرفة مدلول تطوير الخطاب. ولا توجد مؤسسة تعي معني أو وسائل هذا المفهوم. ولم أتفوه بما أدركته وأفهمه من مسلك المؤسسات الإسلامية المصرية. وتركت عامل الوقت فهو الكفيل بإظهار ما أريد أن أقوله. لم يخب ظني.. ولم يمهلنا عامل الوقت كثيراً.. ومع أول "محك" ظهر جلياً مدي ادراك هذه المؤسسات للخطاب الديني. لم يمض أسبوع حتي ظهرت قضية "شارلي إيبدو" وقتل بعض أفراد هذه الصحيفة التي تتهجم علي الرسول صلي الله عليه وسلم وخرج الخطاب الديني الجديد دون أدني وعي وأدان العملية مثلما أدانت إسرائيل تماماً. لم يختلفا في طريقة الإدانة. ولم تمض بضعة أيام من زفة الإدانة حتي صدرت الصحيفة وعليها رسوم جديدة مسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم. وهنا تجلي المفهوم الجديد للخطاب الديني. فقد أصدر الأزهر بياناً ناشد فيه الجميع "بتجاهل" ما تفعله الصحيفة!!. ووردت كلمة "تجاهل" في البيان وكأنها قذيفة مدفع تنطلق في وجه من يمسك البيان فور قراءته. وهنا تأكد لي كما تأكد مراراً ان المؤسسات الدينية لم تصل بعد إلي التعريف بالخطاب الديني ولا معرفة كنية تغييره. فها هو الأزهر أكبر مؤسسة دينية في العالم يرد علي "شارلي إيبد" بالتجاهل أي والله بالتجاهل!! وكأننا لم نسمع شيئاً. ولكن الحقيقة هي دعوة للانبطاح أمام أي مهاجم لديننا ورموز إسلامنا. الإنبطاح كي يمر كل معاد علي أجسادنا كي يصل إلي ما يريد. فالمؤسسات بهذا "التجاهل" تعلن لكل من له عقل انها أضعف من أن تعي خطاب دينها. وأجبن من أن تصد كيد من يعادي إسلامها لقد برهنت المؤسسات الإسلامية في مصر انها أقل من أن تحمل عبء هذا الدين العظيم. فمن استمرأ اللعب في "جرن" قرية. أو في ساحة بمدينة نائية. يخشي اللعب علي ملعب دولي سواء في مصر أو خارجها ولو لعب في ملعب دولي لانهزم ولذلك يفضل التجاهل.. والتجاهل أسلم له. نفسي ومني عيني أن تقف المؤسسات الإسلامية موقفاً مشرفاً للدفاع عن الرسول كما وقفنا نحن أبناء مصر "الغلابة" ضد تركيا حينما مست الأزهر نفسه. حينما تطرق رئيسها إلي الرئيس السيسي أقمنا الدنيا ولم نقعدها ضد تركيا لهجومها علي رموز مصرية فلم نجبن. لم نضعف. لم نتجاهل. ولن نسكت حتي آخر رمق. كنت أظن ان قيادة الأزهر ستتحلي بالشجاعة ولو مرة. وتنزع رداء "التجاهل" وتدعو المسلمين إلي مليونيات في جميع دول العالم وأمام السفارات الفرنسية كنوع من الضغط. كنت أظن أن يعلن الأزهر بسحب رجاله من فرنسا بصورة علنية. وبلهجة شديدة كنت أظن أن يذكر الأزهر علناً العالم والمسلمين بمذابح الفرنسيين داخل جامع الأزهر وتدنيسه. أمور كثيرة كان في وسع الأزهر أن يفعلها ولكن المنبطح دائماً رأسه مندسة بالرمال فلا يري ولا يسمع ولا يحس.. !!