د. عبدالمسيح سمعان.. خبير التربية البيئية:

حياتنا.. في مرمي التكنولوجيا

حذَّر الدكتور عبد المسيح سمعان- أستاذ التربية البيئية. وكيل معهد الدراسات والبحوث البيئية. بجامعة عين شمس- من خطورة استخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة بصفة عامة دون أخذ الاحتياطات الأمنية والسلامة الصحية. وخصوصا التليفون المحمول الذي أصبح لكل مواطن كشعار للمرحلة.
طالب باتباع اشتراطات السلامة الصحية والبيئية سواء عند استخدام التليفون المحمول أو محطات الإرسال والاستقبال.
وفيما يلي نص الحوار الذي أُجري معه..
في بداية حديثي معة قال كان من نتائج ثورة الاتصالات والمعلومات في العقود الماضية تصنيع التليفون المحمول "الخلوي" ليفرز ثروة في استراتيجيات وسائل الاتصالات ليس علي المستويات الفردية بل تعدت علي المستوي الدولي وانتشر هذا التليفون بسرعة مذهلة بين الأفراد ليصل إلي عدة مليارات علي مستوي العالم المتقدم والنامي علي السواء.
فالمحمول ليس ابتكاراً علمياً فحسب ولكنه يعد من أهم تقنيات القرن الحادي والعشرين. فقد تطور استخدامه من أداة للصوت فقط ليصبح اداة متعددة الاغراض لها القدرة علي إرسال واستقبال الصوت والصورة وتلقي المعلومات مما يفتح عهداً جديداً لنظم الاتصال الشخصي.
* وما هي فوائد المحمول؟
** لاشك أن المحمول يُقدِّم خدمات جليلة في مجالات عدة من الحياة من خلال الاتصال وبخاصة في المجالات الطبية والإغاثة والإنقاذ والمعاملات التجارية والإدارية والاجتماعية ... الخ.
وهناك مجالات جديدة في تكنولوجيا المحمول مثل:
الوصول فائق السرعة للإنترنت ومنافسة الخطوط الأرضية.
توجيه البريد الإلكتروني إلي المحمول واستخدامه في الإرسال والاستقبال.
دفع الفواتير الخاصة لبعض المشتريات في التعامل مع البنوك.
الاتصال من داخل الطائرات من خلال الأقمار الصناعية.
الاستخدام ككمبيوتر.
* وكم يصل عدد مستخدميه حتي الآن تقريباً؟!
** أكثر من 85% من سكان الكرة الأرضية يعيشون تحت مظلة شبكة المحمول.
نسبة مستخدمي المحمول علي مستوي العالم " 3% عام 1991".
عدد خطوط المحمول في مصر 92 مليون خط عام .2012
معايير الأمان
* وماهي معايير الأمان من مخاطر المحمول؟
** معايير الأمان "معدل الامتصاص النوعي"
شدة الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعثة من المحمول إلي الوسط المحيط لا تبين أي معلومات عن التأثير البيولوجي له إلا إذا عرفت قيمة الطاقة الممتصة بالجسم المعرض للإشعاع . والتي تقاس بمعدل الامتصاص النوعي "SAR" وهو الطاقة الممتصة لوحدة الكتل من الجسم ووحداتها "واط لكل جرام" وقد حددت هيئات الاتصال والمراقبة الدولية المعدلات المقبولة للطاقة الإشعاعية "حدود الأمان" للتليفون المحمول بأنها لا تزيد علي "1.6 ملي واط/لكل جرام" . "واط / كيلو جرام".
وبالنسبة لمحطات التقوية. فتم وضع حد أقصي لها وهو 0.08 مللي وات لكل جرام من وزن الجسم.
التأثير علي الأطفال
* وما هي التأثيرات الصحية لاستخدام المحمول؟
** مع زيادة انتشار المحمول تتزايد المخاوف بما قد يسببه هذا الجهاز ومحطات تقويته من إشعاعات كهرومغناطيسية تؤدي إلي أضرار ومخاطر بالصحة العامة للإنسان.
ويتوقف مقدار الضرر علي عدة عوامل أهمها شدة الأشعة وترددها والفترة الزمنية للتعرض لها. ولكن نظراً للتعرض لهذا الإشعاع بشكل متقطع وعلي فترات زمنية متباعدة نسبياً فإن التأثير الصحي له يكون تراكمياً.
أهداف الأشعة
* وكيف تخرج أشعة التليفون المحمول وإلي أين؟
** يخرج الإشعاع في كل الاتجاهات.
تفقد معظم الطاقة الناتجة في الفراغ.
يستقبل برج الاستقبال جزءا من الأشعة.
يذهب جزء من الأشعة إلي رأس وجسم المتحدث.
وهذان عاملان مباشران لتأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي الناجم عن التليفون المحمول ومحطات تقويته علي الصحة العامة هما: التأثير الحراري والتأثير البيولوجي إضافة إلي بعض المخاطر الأخري.
1- التأثير الحراري: وينشأ من إمساك الجهاز بالتلامس مع رأس الإنسان مما يحدث تأثيراً حرارياً لمنطقة الدماغ والرقبة والأذن.
2- التأثيرات البيولوجية
وتتمثل في:
تأثر الجهاز العصبي المركزي.
تغير في تركيز الموصلات العصبية في مناطق مختلفة من المخ.
تغيرات في أنسجة خلايا المخ.
تغيرات في الخلايا واختلال في وظائف أعضاء الجسم.
أمراض القلب وضغط الدم والجهاز التنفسي.
مشاكل صحية في الأذن.
الضعف العام لآليات الدفاع عن الجسم.
ضعف الذاكرة.
الإجهاد والصداع والتعب.
وماذا عن التأثير علي الأطفال بشكل خاص؟
تتخلل الأشعة إلي داخل رأس البالغ بنسبة 25%.
تتخلل الأشعة إلي داخل رأس الطفل "عشر سنوات" بنسبة 50%.
تتخلل الأشعة إلي داخل رأس الطفل "خمس سنوات" بنسبة 75%.
* وهل هناك مخاطر أخري لاستخدام المحمول؟
** لقد أشارت الأبحاث والدراسات إلي أن كثيرا من حوادث المرور تقع أثناء انشغال السائقين بالحديث في المحمول لأنهم لا يستطيعون منع السيارة من الانحراف خارج مسارها أو إيقافها بسرعة عند الضرورة.
التليفون المحمول والتشويش. إن أضرار التلوث الكهرومغناطيسي نتيجة التليفون المحمول لا تقتصر علي مستخدميه فقط وإنما تؤثر تأثيراً ضاراً وخطيراً علي المكونات الإلكترونية بالأجهزة الحديثة. فالموجات الكهرومغناطيسية المتولدة منه قد تسبب تشويشاً علي الأجهزة والمعدات التي تحتوي علي دوائر وعناصر الكترونية. ولهذا السبب يجب عدم استخدام التليفون المحمول بالأماكن التي يوجد بها تلك الأجهزة الإلكترونية مثل الطائرات والمستشفيات والسيارات الحديثة.
المحمول والحرائق. إن إجراء مكالمات تليفونية علي المحمول واستخدامه داخل السيارة أثناء السير في مناطق مشبعة بغازات قابلة للاشتعال أو الانفجار مثل محطات البنزين أو الغاز الطبيعي ومواقع البترول بصفة عامة خطر فقد تصدر إشارة منه تسبب بدورها تفريغ الشحنة الكهروستاتيكية مما يؤدي إلي حدوث حريق.
* وما هي الوسائل. أو الاحتياطات المتبعة للتقليل من خطر المحمول؟
** عدم استخدام المحمول إلا في حالة الضرورة.
ألا تزيد المكالمة علي "6 دقائق" وفي هذه الحالة يمكن استخدامه أكثر من مرة.
الاختيار السليم لنوع التليفون.
إبعاده عن الجسم ويفضل استخدام السماعات وذلك لخفض كمية الإشعاع التي يتعرض لها الجسم.
عندما تمسك المحمول بكافة يدك فإنك تخفض قدرته علي إرسال واستقبال الموجات. وبالتالي تزداد طاقته ويرسل إشعاعا بقوة ليعادل ذلك. لذا ضع التليفون عند التحدث لأسفل كلما أمكن ففي هذه الحالة يعمل التليفون بطاقة أقل.
لا تستخدمه وإشارته ضعيفة حيث إنه في حالة الإشارة الجيدة فإن التليفون يخفض الطاقة والإشعاع والعكس صحيح.
عدم استخدامه أثناء قيادة السيارة.
عدم استخدامه في الأماكن التي بها أجهزة كهربية مثل المستشفيات والطائرات.
عدم استخدامه أثناء مشاهدة التليفزيون أو بالقرب منه.
لا تجعل الأطفال الصغار يستخدمون المحمول إن أمكن إلا في حالة الضرورة.
عدم وضعه بجانب الرأس أو الجسم أثناء النوم.
تجنب استخدامه في حالة البطارية غير الجيدة كذلك أثناء عملية شحن البطارية.
وما هي الشروط البيئية الخاصة ببناء وتركيب المحطات القاعدية للمحمول؟
أن يكون ارتفاع المبني المراد إقامة المحطة فوق سطحه في حدود من 15-50 متراً.
أن يكون ارتفاع الهوائي أعلي من المباني المجاورة في دائرة نصف قطرها 10 أمتار.
أن يكون سطح المبني الذي يتم تركيب الهوائي فوقه من الخرسانة المسلحة.
لا يسمح بوضع أكثر من هوائي مرسل علي نفس الصاري.
لا تقل المسافة بين أي محطتين علي سطح نفس المبني عن 12 متراً.
أن يكون الهوائي من النوعية التي لا تقلل نسبة الكسب الأمامي مقارنة بالكسب الخلفي عن 20 ديسبل.
لا تقل المسافة بين الهوائي والجسم البشري عن 6 أمتار في اتجاه الشعاع الرئيسي.
لا يسمح بتركيب الهوائي فوق أسطح المباني المستقلة بالكامل كالمستشفيات.
أن يتم وضع حواجز غير معدنية من جميع الاتجاهات.
10 إلزام الشركات بالمواصفات الخاصة بالإشعاع طبقاً لما أصدرته جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات الأمريكية والمعهد القومي الأمريكي للمعايرة. والتي تنص علي أن الحد الأقصي لكثافة القدرة يجب ألا تتجاوز 0.4 ملي واط / سم2 علي أن تقدم الشركة شهادة بذلك.
11 يجب عدم توجيه الهوائيات في اتجاه مباني المدارس.
هذا وقد أوصت بعض الجهات الدولية بزيادة عدد محطات المحمول وإنشائها متقاربة من بعضها البعض لتكون دائماً بالقرب من التليفونات المحمولة وبالتالي انخفاض الطاقة المنبعثة من التليفونات والهوائيات.