أن يفضل الفقير. أحيانا. أن يبقي علي معاناته من مرضه علي أن يعاني ذل طلب العلاج .الذي هو حق دستوري وقانوني تكفله له الدولة. فلاشك أن هناك خطأ جسيما يحكم منظومة الرعاية الصحية في مصر. وإذا كانت مصر. كبقية دول العالم الثالث. تعاني من ويلات كثيرة فيما يرتبط بالرعاية الصحية للمرضي الفقراء. ومهما بذلت جهوداً لاستيعاب الحاجات المتزايدة للمرضي الفقراء في الرعاية الصحية الكريمة والآدمية فإن معاناة كثيرين لا تزال موجودة علي أرض الواقع. فالإسلام دائما كان سباقا كعادته لكافة الأنظمة والقوانين الوضعية في كفالة حق المريض في العلاج فسخر لذلك من أموال الزكاة سهما واضحاً ضمن مصرف ¢في سبيل الله¢ حيث اعتبر الفقهاء أن الإنفاق علي المرضي الفقراء وغير القادرين وتجهيز المستشفيات والمؤسسات العلاجية والخيرية من ضمن هذا المصرف. ولذلك سطر التاريخ الإسلامي العديد من المشروعات العملاقة التي قامت في ذلك الجانب من أموال الزكاة والصدقات وكذلك أموال الوقف التي ساهمت في إقامة أضخم المشروعات علي مر التاريخ القديم والمعاصر أيضاً. الدكتور هشام عبدالسلام جاد. الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر. يؤكد أن الإسلام كفل للمسلمين ضرورة علاج الفقراء والمرضي من خلال تخصيص سهم واضح في أموال الزكاة من مصرف ¢ في سبيل الله ¢ فجعل كل مسلم بإمكانه أن يخرج أموال زكاته في علاج المرضي الفقراء سواء من الأقارب أو فقراء عموم المسلمين . وذلك من خلال مساهمته من أموال زكاته. وأشار إلي أن من بين مظاهر اهتمام الإسلام برعاية المرضي أنه جعل لرعاية المرضي نصيبا واضحا من أموال الوقف. وضرب الدكتور هشام جاد. المثل بقيام مشروعات قومية كبيرة في مصر وعلي رأسها مشروع 57357 الذي قام علي أكتاف أموال الزكاة والصدقات والوقف. والكفالة. وهي في مجملها ترجمة إسلامية صريحة لرعاية الإسلام للمرضي الفقراء. وتأكيداً من شريعتنا الغراء علي أهمية التكافل الاجتماعي كسبيل لحياة مستقرة تجمع الفقراء والأغنياء في حياة واحدة لا الفقير يحقد علي الغني. ولا الغني ينسي الفقير وكل منهما يحيا في فضل الله ثم رعاية شريعة غراء. المحافظة علي الصحة والإسلام شرع للمسلمين من الأعمال والتصرفات بل الأوامر والنواهي التي تحث جموع المسلمين علي التكافل الاجتماعي والصحي بما يرفع المعاناة عن كاهل الفقراء والمساكين. وهو ما تمت ترجمته علي شاكلة إقامة الجمعيات الخيرية. والمستوصفات الخيرية. والمستشفيات الضخمة التي ما أقيمت إلا بوازع ديني. ودعا الدكتور مصطفي مراد صبحي. أستاذ مقارنة الأديان بكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر. إلي ضرورة استمرار التفاعل من قبل الأغنياء بالإسهام في مثل تلك المشروعات الخيرية التي تمثل حقا معلوما للفقراء في أموال الأغنياء. والاستمرار في دعمها هو نهوض بحق الهي شرعي يكمل به المرء دينه. والزيادة علي تأدية الزكاة بالصدقات والإسهام في الوقفيات الخيرية والكفالات للمرضي كل بحسب استطاعته هي أيضا ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها لاستمرار الحياة علي وجه الأرض للمرضي الفقراء الذين يعانون ويلات الفقر والمرض والإهمال . وضعف إمكانات الدولة لرعاية كل هؤلاء. الدكتور مصطفي مراد طالب الجمعيات الخيرية المتخصصة والتي ربما ظهر من بينها بنك الشفاء فضلا عن الجمعيات الضخمة العاملة في رعاية المرضي بأن تنهض بمسئولياتها الاجتماعية المنطلقة من تعليمات الإسلام السمحة توظيفا لأموال الزكاة والصداقات والوقف والكفالات والتبرعات رفعاً للمعاناة عن كاهل المرضي من المحتاجين وغير القادرين . توظيف عملي التوظيف المعاصر لتعاليم الإسلام في رعاية المرضي يؤكده الحاج سعيد علي بحيري. رئيس مجلس إدارة جمعية الصفوة الخيرية الإسلامية. بقوله إن تعاليم الإسلام السمحة تفسح المجال واسعاً للعمل الخيري والاجتماعي في رعاية المرضي والفقراء. وكم من مشروعات ضخمة أقيمت بأموال الزكاة والصدقات والتبرعات.. مشيرا إلي أن جمعيته حرصت علي مدي أكثر من خمسة عشر عاما أن تقدم لمرضي الغسيل الكلوي ومرضي الكبد والأمراض المزمنة أنواعا من العلاجات المكلفة التي تفوق قدراتهم المادية الي جانب تقديم المعونات المادية . كما حرصت إدارة الجمعية علي زيارة المستشفيات الحكومية ذات الإمكانات المحدودة لتقديم الدعم المادي والعيني بما يساعدهم علي رعاية المرضي الفقراء. وأضاف: تسعي جمعيتنا إلي جانب الجمعيات الخيرية الأخري إلي إقامة مشروعات تعود بالنفع علي المرضي منها أن تقدم لهم شنط مواد غذائية تعينهم علي متطلبات الحياة. وملابس لذويهم . وعلاجات للأمراض المزمنة . وتقديم المعونات في المواسم والأعياد وتقديم اللحوم في أول رمضان وفي العيدين وكلما أتيحت إمكانية لتقديم دعم لا نتأخر. وكشف عن تقديم الجمعية مساعدات للمرضي الفقراء من صندوق القرض الحسن بما يعينهم في إقامة مشروعات تضمن لهم دخلاً ثابتا. كما نساعدهم في حالات تزويج بناتهم وأبنائهم . وكل هذه أمور تنطلق من تعاليم الإسلام السمحة التي تحثنا علي رعاية المرضي وعدم التخلي عنهم بل حتي حثنا علي زيارة المريض ورعايته والاطمئنان عليه والوقوف الي جواره في حالات تعبه ومرضه رحمة لحاجته وضعفه . وإعمالا لشريعة الرحمة التي تحكمنا ويحكمنا الإسلام في ظلالها.