أكد أعضاء قافلة الأزهر التي طافت مدن وقري ووديان جنوبسيناء وتضم 12 داعية من علماء الأزهر الشريف تحت إشراف فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر. وبرئاسة الدكتور السيد محمد عبد النبي- الامين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الاسلامية- طوال أسبوع كامل أن الإرهاب لن يتمكن من تحقيق أهدافه الخبيثة ولن يستطيع النيل من مصر مشددين علي ضرورة تكاتف جميع المصريين لبناء مصر ومواجهة التحديات التي تمر بها. أشاروا إلي أن المصريين جميعًا في سفينة واحدة ما يتطلب منهم التعاون معًا للوصول بمصر إلي بر الأمان وأن تتكامل الأدوار للوصول للتنمية والرخاء التي ينشدها كل المصريين. أكد د. عبد النبي ان "دعوي رفع المصاحف تحت مسميات سياسية أو حزبية هوجاء ليس لها أي وجود فعلي ولكنها أقرب للحرب النفسية وإثارة الشباب أو حمل رسائل سياسية. والداعون لها مخرّبون ويرغبون في تشتيت الشعب. وهي دعوة خوارج ولا تنم إلا عن العمالة وعدم تقدير مصلحة الوطن. وان من يخرج للتظاهر يوم 28 نوفمبر "جاهل" خاصة بعدما أوضحت المؤسسة الدينية حرمة الخروج لتعطيل المرور ورفع المصاحف وحمل السلاح في وجه قوات الأمن. مشددا علي عدم شرعية تلك الدعاوي الباطلة التي تسيء استخدام الإسلام وتهدف لزعزعة أمن الوطن ويجب أن يعرف الجميع أن مصلحة الوطن تقتضي رفض هذه الدعوة وعدم المشاركة فيها. الحوار والتعايش من جهته أكد د. علي عبد الظاهر ابوعمره - مدير عام المنطقة الأزهرية بجنوبسيناء - أن الإسلام يقبل الحوار والاختلاف والتعايش مع الآخر والجدال بالتي هي أحسن مع الحفاظ علي الثوابت. مستطردا: إنها مأساة أن تصل بلاد المسلمين إلي هذا العنف والقتل والفقر باسم تطبيق الشريعة. مشيرًا إلي أن الإسلام من قواعده أن درء المفاسد مُقدّم علي جلب المصالح وهذه دعوات للمفاسد وإسقاط الوطن خدمة للأعداء عن طريق خدعة رفع المصاحف. وإن شاء الله يحفظ مصر من عبث العابثين وتخطيط الماكرين. وأشار ابو عمرة إلي أنه في الوقت الذي تحاك فيه هذه المؤامرات لا يكف أعداء الوطن والدين عن أساليبهم الخبيثة بإثارة كل ما من شأنه زعزعة استقرار الوطن ويهز تماسكه تارة بنشر الإلحاد ودعم الملحدين إلحادا موجها لهدم المجتمع وتارة بدعم المارقين واستخدام المتطاولين علي الثوابت ممن ظهرت عليهم علامات الثراء فجأة. الفساد أشكال ولفت د. احمد علي همام- عضو المكتب الفني لمجمع البحوث الإسلامية- إلي أن صور الفساد في الأرض الدعوة المغرضة التي نادي بها بعض من يدعون انتماءهم الي الإسلام وهم يجهلون سماحة الإسلام. للتظاهر يوم 28 ادعاء منهم انهم يسعون الي رفع المصاحف. محذرا المصريين من أن هذه الدعوة خبيثة يراد بها الفتنة كما حدث مع الإمام علي رضي الله عنه عندما خرجوا عليه بالمصاحف ثم نادوا بتكفيره.وإذا كان هؤلاء يروجون ويدعون إنهم يتحدثون باسم الدين فإن علينا أن نقول: ان مبادئ الإسلام هي المحافظة علي الأنفس. لافتا الي أن رسول الله قال: ¢من أعان علي قتل مسلم ولو بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله¢. مارة الكون وقال الدكتور حسن ابراهيم يحي- عضو المكتب الفني-: الإنسان خلق لعمارة الكون ولذلك فإن الإفساد في الأرض من الأمور التي نهي الله عنها لقوله تعالي ¢ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها¢ والإفساد يكون بالقول وبالفعل ويدفع ذلك إلي أمران الأول الفكر المنحرف. والثاني المؤامرات التي تتعرض لها مصر في الداخل والخارج. وما أكثرها في هذه الأيام. وتابع: إن ما يدعون للخروج يقفون في خندق الخوارج وما أشبه الليلة بالبارحة. فقد رفع الخوارج المصاحف في وجه سيدنا علي -كرم الله وجهه- وقالوا إن الحكم إلا لله. ثم كفروه بعد ذلك وقتلوه. والغريب في الأمر أن الذي قتل -علي- قيل عنه أنه كان صوّاما قوّاما وكان يقوم الليل فيدعو الله سبحانه وتعالي قائما -اللهم أعني علي قتل شر خلقك! ويقصد بذلك علي بن أبي طالب! من نام علي فراش النبي ليلة الهجرة وأول من أسلم من الشباب! وأضاف: ان ما نراه اليوم هو حالة من التغييب العقلي التي أصابت من يعبدون الله علي حرف ولا يفقهون أحكام الإسلام. وقال مضر عبد السميع نوار- وكيل المنطقة الأزهرية بجنوبسيناء-: ان الإسلام يقبل الحوار والاختلاف والتعايش مع الآخر والجدال بالتي هي أحسن مع الحفاظ علي الثوابت. وإذا كان الإسلام يقبل التعايش مع الآخر المختلف معي في الدين فما بالك بأهل الدين الواحد؟ ومع ذلك لا يستطيعون التعايش مع بعض؟ والله تعالي يقول: ¢ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم¢ إنها مأساة أن تصل بلاد المسلمين إلي هذا العنف والقتل والفقر باسم تطبيق الشريعة و هذه ليست ثورة إسلامية لأن مقاصد الإسلام حفظ النفس وحفظ الدين وحفظ العقل والعرض. وهذه دعوات هدّامة يراد منها جر البلاد لتقع في العنف والإرهاب وإسقاط الدولة ودخول الدواعش المجرمين والإرهابيين من كل مكان إلي أرض مصر الطاهرة. فلا يخدعوكم برفع المصاحف كما رفعها الخوارج من قبل وسفكوا الدماء وقتلوا سيدنا علي وكانت فتنة عظيمة في تاريخنا الإسلامي. داعيا ان يحفظ الله ديننا وطننا الحبيب ويحفظ جيشنا العظيم من كيد الكائدين ومكر الخائنين. قلّة الدعاة وأوضح الشيخ احمد داود- موجه عام بالوعظ بكفر الشيخ- ان قلة عدد الوعاظ وعدم كفايته لتغطية المحافظة وعدم وجود إمكانيات من وسائل مواصلات وأشياء اخري تعد مشكلة خاصة في ظل بُعد المسافات بين المدن والقري والتجمعات البدوية وضرورة تضافر الجهود بين الأزهر والوحدات المحلية والشرطة والقوات المسلحة حتي يستطيع العلم الشرعي والفكر الوسطي الذي يقدمه الازهر ان يصل الي هذه الأماكن خاصة ان الشباب استغاث بالأزهر وطالب بتوفير الإمكانيات وانقاذ الشباب. مؤكد انه وكافة أعضاء القافلة وجدوا الجميع شغوفين بالعلم ومحبين للعلماء في كافة المدارس والمساجد والتجمعات البدوية والمصالح الحكومية. أضاف الشيخ عوض السيد سلام- موجه اول بمنطقة كفر الشيخ-: أن صور الإفساد في الأرض متعددة منها إفساد بالقول وإفساد بالفعل. وإفساد القول مثل الفكر المنحرف. وهناك فساد بالمؤامرات التي تحاك ضد بلادنا في الداخل وفي الخارج وخاصة تجاه جيشنا العظيم الذي يقف حائطًا منيعًا ضد كل الإرهابيين الذين يريدون إسقاط الدولة فيقدمون أرواحهم فداء للوطن. أوضح ان من صور الإفساد أيضًا الدعوات الهدامة التي تدعو للخروج ورفع المصاحف قائلًا: ما أشبه اليوم بالبارحة؟! كما فعل الخوارج من قبل ورفعوا المصاحف علي أسنة الرماح ونقول لهم كما قال لهم سيدنا علي من قبل ¢كلمة حق يراد بها باطل¢.