أصدرت مشيخة الأزهر الشريف بيانا امس حذرت فيه مرة أخرى من دعوة «رفع المصاحف» فى الثامن والعشرين من هذا الشهر،مؤكد أنها ِّ فتن يتولَّى نشرها أناسٌ تخصَّصوا فى الاتِّجار بالدِّين، وتفنَّنوا فى تمزيق الأمَّة شِيَعًا وأحزابًا باسم الشريعة المظلومة ،أو الإسلام الذى شوَّهوه. وفى ضوء ما أعلَنَه هؤلاء من الدعوة الهدامة اكد الازهر الشريف أنَّ هذه الدعوة ليست إلا إحياءً لفتنةٍ كانت أوَّلَ وأقوى فتنةٍ قصَمت ظَهرَ أمَّةِ الإسلام ومَزَّقتها، وما زالت آثارُها حتى اليوم؛ «الفتنة نائمةٌ لعَن الله مَن أيقَظَها»،فهى ليست إلا اتِّجارًا بالدِّين وإمعانًا فى خِداع المسلمين باسم الشريعة وباسم الدِّين. من ناحية أخرى أدى عدد من كبار علماء الأزهر والأوقاف خطبة الجمعة أمس، بالمساجد الكبرى فى جميع المحافظات، وذلك ضمن القوافل الدعوية، ودارت الخطبة الموحدة عن « الدعوات الهدامة كشف حقيقتها وسبل مواجهتها «، وذلك لتحذير المواطنين من الدعوات المغرضة، وتوضيح سبل مواجهتها من منظور إسلامى يدعو إلى عبادة الله عز وجل، وعمارة الكون، وتزكية النفس، بعيدا عن الإفساد بالقول أو بالفعل، وذلك ردا على الدعوة التى أطلقتها الجبهة السلفية لرفع المصاحف يوم 28 نوفمبر، تلك الدعوة التى وصفتها وزارة الأوقاف بأنها تستدعى الصورة الذهنية للخوارج . وشدد علماء الأزهر والأوقاف من فوق المنابر، على أن الإسلام نهى عن الفساد والإفساد، وأنه من صور الفساد تلك الدعوات المغرضة التى أطلقها بعض الحاقدين بالدعوة إلى الخروج يوم 28 نوفمبر ورفع المصاحف، وقام علماء الأزهر والأوقاف بالرد على هذه الدعوة وحذروا الناس من الاستجابة لها، لأن هذه فعلة الخوارج . وأدى الشيخ أحمد ترك مدير عام بحوث الدعوة بالأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، وأكد فيها أن هناك مؤامرة كبرى لم يشهدها التاريخ تحاك ضد مصر،و أن الله عز وجل بشرنا بالنصر، لأن العدو صاحب تنظيمات سرية، وأهداف هذه الجماعات هو التآمر والتخريب، أما نحن فإن هدفنا الدفاع عن الأرض والعرض والمال والدين . وقال ما أشبه الليلة بالبارحة، فهذه الدعوة التى تطالب برفع المصاحف تستدعى الصورة الذهنية للخوارج، عندما صنعوا هذا الصنيع، وخرجوا على سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه، ورفعوا المصاحف، وقالوا: لا حكم إلا لله، ثم كفروه وهو من هو رضى الله عنه، وكانت فتنة عظيمة سفكت فيها الدماء ونهبت الأموال، وتحول رفع المصاحف إلى رفع السيوف وقتل الآمنين، فهؤلاء يستخدمون الشعارات الدينية للوصول لأهدافهم، ولا يريدون خيرا للإسلام والمسلمين. وأدى الشيخ صبرى عبادة وكيل وزارة الأوقاف خطبة الجمعة بمسجد العزيز بالله بالقاهرة، وأكد فيها أن صور الإفساد فى الأرض متعددة، منها الإفساد بالقول والإفساد بالفعل، و أنه بين الحين والآخر يخرج من يحاول التشكيك فى الثوابت وتهديد استقرار البلاد، وفى الوقت الذى تحاك فيه هذه المؤامرات على وطننا لا يكف أعداء الوطن عن مؤامراتهم الخبيثة، بإثارة كل ما من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار، موضحا أن الشريعة تدعو إلى تعظيم شأن المصحف وصيانته عن كل ما لا يليق به، فكيف بالمصحف الشريف حين يحدث الهرج والمرج، أليس من المؤكد أن تسقط المصاحف من أيديهم على الأرض، وهذا بهتان عظيم إثمه وإفكه على من دعا إليه أو شارك فيه . وأدى الشيخ محمد أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف خطبة الجمعة بمسجد الحاج عدوى بالمنيا، وأوضح أنه من قواعد الشريعة حفظ الدين والنفس، ومن قواعدها أيضا : أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وهذه الدعوات التى يرفعونها قد تؤدى ما لم نتنبه لها إلى فتن عظيمة تعصف بالبلاد والعباد، لأن إقحام الدين فى السياسة والمتاجرة به لكسب تعاطف العامة إثم كبير، ويكفى الإسلام ما أصابه من تشويه صورته على يد ولسان بعض المنتسبين إليه .