صدر مؤخرا عن دار السلام للطباعة والنشر كتاب بعنوان ¢رحلتي مع القرآن الكريم دروس وعبر¢ للعالم الدكتور شعبان محمد إسماعيل أستاذ أصول الفقه وعلم القراءات بجامعتي الأزهر الشريف وأم القري بمكةالمكرمة. سجل المؤلف في كتابه رحلته المباركة مع القرآن الكريم وما فيها من دروس وعبر يستضيء بها طلبة العلم. مع تمهيد في فضل القرآن الكريم وشرف أهله. وبيان فضل الله تعالي علي عباده بإرسال الرسل والأنبياء. عرض المؤلف لنشأته وحفظه للقرآن الكريم. والمعاناة والصعاب التي واجهته في بداية طلبه للعلم. وحفظه للقرآن الكريم كاملا بسبب كبر سنه في الرابعة عشر من عمره. ومن هذه المعاناة كما ذكر الدكتور شعبان في كتابه: أن والده رحمه الله كان أميا يعمل في الزراعة. وكان هو أكبر أولاده فاختاره ليكون مساعدا له ومكث يعمل في الزراعة إلي أن قارب العاشرة من عمره. وكان لا يعرف شيئا عن حروف الهجاء. فابتلاه الله بمرض خطير من جراء العمل في الزراعة. وبعد أن من الله عليه بالشفاء نصح الأطباء والده بعدم عودته للعمل في الزراعة مرة أخري. ففكر والده في الحاقه للعمل في مهنة الخياطة. ولكن لم يفلح في هذه المهنة. حتي استقر الرأي علي إلحاقه بكتاب أحد المشايخ ليتعلم القراءة والكتابة. فكان الطلاب ينظرون إليه نظرة احتقار بسبب فارق السن الكبير الذي بينه وبينهم. كتاب الشيخ سلامة وفي ليلة من الليالي المرتبطة بالاحتفالات الدينية حضر بعض المشايخ من قرية ¢القرين¢ وهي مشهورة بحفظ القرآن لإحياء هذه الليلة. وكان أهل القرية يعرفون عنه حسن الصوت فطلبوا من المشايخ أن يقرأ في هذا اللقاء بعض الآيات. فأعجبوا بقراءته وقالوا إن الشيخ شعبان في حاجة إلي التجويد. واقترحوا عليه الذهاب الي قرية القرين للانضمام الي كتاب الشيخ أحمد سلامة. ومن فرحة والده بسماع صوته عبر مكبر الصوت. وافق علي أن يذهب إلي كتاب الشيخ سلامة. ومن هنا بدأت رحلة الطفل شعبان اسماعيل مع القرآن الكريم. وتابع دراسته بمعهد القراءات بالقاهرة. وحصل علي إجازة التجويد والإجازة العالية في القراءات العشر الصغري والتخصص في القراءات الكبري وعلوم القرآن. وبعد تخرجه في معهد القراءات عمل مدرسا إلي أن تم افتتاح القسم العالي للدراسات الإسلامية والعربية تابعا لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1964 فالتحق به وحصل علي الإجازة العالية في الدراسات الإسلامية والعربية 1969 ثم حصل علي الماجستير في أصول الفقه بتقدير ممتاز من كلية الشريعة والقانون عام 1972 ثم الدكتوراة في أصول الفقه بمرتبة الشرف الأولي 1975. كما أبحر بنا المؤلف في رحلته مع القرآن بسرد تاريخه وذكرياته مع شيوخه الذين تعلم وتتلمذ علي أيديهم في القرآن الكريم والقراءات والفقه والأصول والعقيدة والتفسير واللغة العربية. وتلاميذه الذين تخرجوا علي يديه وأشرف علي رسائلهم في الفقه والأصول والتفسير والقراءات في مصر ودول العالم العربي والإسلامي. وأسانيده في القراءة. ومؤلفاته التي أثري بها العالم الإسلامي. جامعة أم القري ومن المواقف التي تركت أثرا كبيرا في حياته قصة تعاقده مع جامعة أم القري بمكةالمكرمة. والتي وصفها بأنها كلها عبر وعظات تدل علي العناية الإلهية بعباده بصفة عامة. وبأهل القرآن بصفة خاصة . فقد كانت تتوق نفسه إلي خدمة القرآن الكريم في مهبط الوحي. فدعي الله تعالي أن يحقق رجاءه. وأن يختم حياته في بلد الله الحرام بخدمة كتابه. فحقق الله رغبته واستجاب لدعائه. حتي تخرج علي يديه من جامعة أم القري ما يزيد علي 40 طالبة بالدراسات العليا قرأن عليه القرآن الكريم بالقراءات العشر الكبري. وهن الآن يقمن بإعداد رسائل للحصول علي الماجستير والدكتوراه في القراءات. وحول ذكريات الاستقالة من جامعة الأزهر والانتقال الي جامعة أم القري ذكر الكاتب أنه في عام 1994 قدم استقالته الي رئيس الجامعة لأسباب لا يريد أن يفصح عنها. وقد قبلت وهو لا يعلم أين سيذهب. وفي اليوم التالي لقبولها أخبر بوجود لجنة من جامعة أم القري للتعاقد مع بعض الأساتذة في تخصصات مختلفة. وكانت الدراسة قد بدأت قبل ذلك بشهور. وقد جاءت لجنة جامعة أم القري متأخرة في ذلك العام لظروف خاصة. ولكن الله تعالي إذا أراد نفاذ أمر هيأ له الأسباب. وعندما قابله رئيس اللجنة وعلم بأمر الاستقالة قال هذا من حظ جامعة أم القري أن تستفيد من علم وخبرات الدكتور شعبان اسماعيل. بالرغم من أن الخطة التي سافرت بها لجنة جامعة أم القري لاختيار الأساتذة لم تكن بها وظيفة أستاذ لأصول الفقه. أعمال تطوعية وهناك مواقف وذكريات أخري خلال رحلته القرآنية مع شيوخه وتلاميذه سردها المؤلف بأسلوب شيق. ومنها الأعمال التطوعية التي قام بها خدمة للقرآن الكريم منها أن كان يفتح بيته في مكة لطلبة القرآن الكريم حسب جدول يومي لا يتعارض مع عمله بجامعة أم القري. لكل من يريد أن يتعلم تلاوة القرآن برواية حفص عن عاصم. وبالقراءات السبع. والعشر الصغري والكبري. حتي انتفع بذلك العشرات من أهل مكة. بالإضافة إلي بعض السيدات عن طريق الهاتف. وغير ذلك من المواقف والمشاهد التي عايشها المؤلف في رحلته القرآنية.