لا أدري سر هذا الاهتمام المبالغ فيه إعلاميا بهذا الشاب الذي يقول عن نفسه أنه ملحد ولا يؤمن بالله عز وجل وبالتالي لا يؤمن برسالات السماء بما فيها الإسلام برغم أن اسمه أحمد. هل يستحق هذا الشاب كل هذا الاهتمام؟ ماذا قدم لنا ولمجتمعه حتي يحظي بهذا الاهتمام كله؟ هل لو كان مخترعا أو مبتكرا أو حقق انجازات لمصر وللوطن وللإسلام هل كان يمكن أن يحظي بمثل هذا الاهتمام الاعلامي؟ الملاحدة منذ بدء التاريخ هم أنفسهم لا يقدمون جديدا.. يبحثون عن أي وسيلة للخروج علي قواعد الدين والشريعة أيا كانت هذه الشريعة.. وهذه فطرة الله في خلقه يوجد الكافر والمشرك والمنافق كما يوجد المؤمن فلماذا يستحق هذا الملحد منا كل هذا الاهتمام؟ اتركوه والحاده.. ويكفي أن يقول له العلماء والدعاة جزاء ما يفعل وما يقول "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا". ** إذا لم يع الإنسان حقيقة نفسه وحقيقة خالقه.. وإذا أصر علي عناده وكفره فاتركوه لنفسه.. لأن الحديث معه وعنه قد يغري مراهقين بحثا عن شهرة وأضواء بتقليده. ** الإسلام معلوم.. والدين معروف.. ورب الخلق سبحانه وتعالي منحنا عقولا نستدل بها علي علامات وجوده.حتي في أنفسنا وخلق الانسان ذاته أكبر دليل.. ونظام الكون دليل.. وكل مافي الحياة دلائل علي أثر الخالق سبحانه فاتركوهم لالحادهم وكفي بالله حسيبا. الإرهاب والالحاد وجهان لعملة واحدة أحيانا يكون الفجور والتحلل من الشرع وأوامر الله سبحانه وتعالي رد فعل الجاهلين للتطرف والتشدد.. وقد دعا الله سبحانه وتعالي بألا نسب ونشتم الكافرين والمشركين حتي لا يسبوا الله سبحانه وتعالي عما يشركون وعما يصفون لأن الخالق الذي خلق الانسان ويعرف ماتوسوس به نفسه يعرف أن رد الفعل مماثل للفعل ومضاد له في الاتجاه. لذلك أري ظهور ملاحدة في هذا الزمان رد فعل طبيعي للارهاب الأسود الذي يدعي انتماءه للإسلام. وقد علمت أن ملحداً لا يستحق أن نذكر اسمه قال ان ما تفعله داعش هو ما كان يفعله محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه حاشا لله وكذب هذا الملحد في إدعائه علي محمد الذي أرسله الله رحمة للعالمين ووصفه الله بأنه علي خلق عظيم.. عندما تحدث حالة من الانحلال والخروج عن صحيح الدين.. تجد رد الفعل الطبيعي وجود من يتطرف ويتشدد.. والعكس صحيح. وكلما وجدت زيادة في التطرف والتشدد الذي يصل إلي الارهاب تجد رد فعل في الالحاد وكلهم يتجاهل ويتناسي أن الدين من عند الله لا يحتاج إلي تهويل أو تهوين.. ولا يساعده تطرف ولاتساهل لأنه دين الوسطية.. دين يتفق مع طبيعة الخلق لأنه دين من عند الخالق "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير". يا علماء المسلمين احذروا من ردة الفعل لما يحدث.. واسرعوا إلي تغيير الخطاب الديني ليكون مواكباً لما يحدث في هذا العصر.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. التلاوي والعقلية الدينية!! السفيرة مرفت التلاوي سيدة محترمة ولها مكانتها المحلية والاقليمية والدولية..وعندما تتكلم في قضايا المرأة.. وقضايا أخري تكون دائما في المقدمة.. لكن أحيانا يخون اللفظ صاحبه وأعتقد أنه إذا صح ما قيل علي لسان السفيرة التلاوي فإن الأمر يحتاج إلي تصحيح. منسوب للسفيرة مرفت التلاوي قولها ان سبب التراجع المصري يرجع إلي العقلية الدينية اللي جابتنا للوراء. وهذا القول إذا نسب لبعض الذين لا أحترم آراءهم ما اهتممت بالرد والتوضيح لكن السفيرة التلاوي تستحق أن نرد ونوضح. ** العقلية الدينية يا سيدتي ليست عقلية عقيمة والعقلية الدينية يا سيدتي هي مفتاح وسر النجاح والتطور والنصر. أعرف جيدا أنك تقصدين العقلية المتطرفة والمتشددة التي تخرج عن وسطية الإسلام لكن القاء الألفاظ هكذا قد يساء به الفهم وتصيبين العقلية الدينية الحقيقية في مقتل وأنت لا تقصدين ذلك فيما أظن..!! ** العقلية الدينية عقلية متفتحة.. تعرف حق الله وحق المجتمع وحق الناس. العقلية الدينية ضد الاباحة المزرية وضد التشدد والتطرف فهي وسطية بفطرتها التي فطر الله الناس عليها. العقلية الدينية هي التي نشرت الاسلام ومن قبله نشرت المسيحية السمحاء الحقة. العقلية الدينية عقلية متوازنة فاهمة صادقة مع نفسها لأنها صادقة مع الله. وقضيتنا يا سيدتي أننا لا نملك هذه العقلية الدينية فلو أن كل إنسان منا آمن واتقي لجعل الله لهذا الوطن من كل أمر عسير فرجا ومخرجا. أعتقد وهذا من حسن الظن أنك تقصدين العقلية الدينية المتشددة المتطرفة التي تسيء للإسلام ويكون الإسلام نفسه بريئا منها في بعض ما نقول ونتصرف. داعش وأخواتها يدعون أنهم عقلية دينية.. الاخوان وبعض السلفيين المتشددين مثل هؤلاء الذين يدعون لمظاهرة رفع المصاحف يدعون أنهم عقلية دينية.. فلأي دين هم ينتسبون؟ العقلية الدينية نحن في أمس الحاجة إليها الآن لأنها تحمي الاسلام.. وتحمي الوطن.. وتدافع عن مصالح الناس وتدافع عن الحق. ** العقلية الدينية هي التي كانت عقلية ابن رشد وابن سينا والخوارزمي ومن قبلهم علماء وفقهاء كثيرون عرفوا حقيقة الاسلام وصولا إلي أئمة العصر الحديث مثل الشيخ عبدالحليم محمود و الشيخ محمد الغزالي والامام الشعراوي والشيخ جاد الحق.. وغيرهم حتي الشيخ الطيب والشيخ محمد مختار جمعة وغيرهم من العلماء الذين يتمتعون بحمد الله بعقلية دينية تفي متطلبات العصر و تدافع عن الحق ولا تقف عند حدود التجمد أوالتطرف. ** أتمني لو أن السفيرة مرفت التلاوي تؤكد أنها ماكانت تقصد إلا ما أشرت إليه.. لأنه كلامها وماتقوله يثق به الكثيرون. والله من وراء القصد.