يعتقد الملحد أن الإلحاد لحظة ولا يعلم أن الموت وعقاب «الله» عز وجل يأتي أيضاً في لحظة... والملحد يتخذ في حياته الضمير الإنساني فقط كمصدر لأخلاقه الإنسانية البحتة ولا يتخذ أي تكليفات أو شروط دينية. والملحدون ينقسمون لأقسام منهم "اللادينيون" أي يدركون وجود الله سبحانه وتعالى وهم ينتمون أكثر إلى العقلانيين الذين يعرفون أن هذا الكون العظيم يوجد له خالق واحد أحد ولكنهم لا يؤمنون به عن طريق أي دين سواء من الأديان السماوية أو الأديان الأخرى مثل الهندوسية والبوذية و السيخ و المجوسية و الوثنية أو الزرادشتية، أي لا يمارسون أي طقوس للتعبد سوى التفكير في قدرة الله على خلق هذا الكون وأنه هو القوي المتين. أما القسم الآخر من الإلحاد وهو الذي يتبع نظرية «دارون» أو نظرية التطور وهي أن الإنسان جاء طبيعيا وليس من خلق الله أي تطور الكائنات الحية على كوكب الأرض هي التي أوجدت الإنسان ولا وجود في هذا الاعتقاد إلى ما بعد الموت لأنهم يعتقدون أنه لا يوجد حساب من «الله» على ما يقومون بفعله في حياتهم وهذا النوع من أكثر أنواع الإلحاد تطرفا وبعدا عن فكرة الدين أن التقييد بقواعد معينه من أجل تهذيب الجسد ونشر الحب والسلام بين الناس. وهناك من تم إجبارهم على أن يلحدوا مثلما حدث في الاتحاد السوفيتي عندما وجد القائمون على الأمر أن الدين يُفرّق بين الناس ويجعلهم أكثر إنسانية وطيبة وفي ذلك الوقت كان الاتحاد السوفيتي يريد أن يكون توجه الشعب واحدا ولا يريد أي تفرقه أو تعارض مع قرارات الكنيسة فأغلقوا الكنائس ومنعوا أي فرد من أن يعتنق المسيحية أو أن يؤمن بأي دين سماوي أو من الطبيعية وذلك أنتج الملايين ممن يطلق عليهم "اللادينيون" هربا من بطش الحكم السوفيتي المفترس في ذلك الوقت وامتنع الآباء والأجداد عن ذكر الدين أو التدين أمام أبنائهم ما ساعد في انتشار هذا الفكر الإلحادي الذي ينكر وجود الخالق سبحانه وتعالى. في مصر بقى بلد "الفهلوة" الإلحاد جاء عن طريق الاختلاط بالغرب مع قلة الثقافة ومحدودية الفهم والتقليد الأعمى لكل ما هو غربي ويقتنعون به بكل سذاجة ويطلقون عليهم العقلاء في مصر عندهم «عقدة الخواجة» أي الشخص الدائم الانبهار بالأجانب وبعادتهم السلبية وبكل ما يقومون به، وبما أن الغرب معظمهم غير مؤمنين ويُهمشون دائماً دور الدين في حياتهم فمن هنا بدأ طريق الإلحاد في مصر. والمعروف إن معظم الشباب يتخذ الدين بالوراثة وليس عن طريق الفهم والإقناع الجيد والكافي لكي يواجه أي شخص يدعي أمامه أنه لا يوجد خالق للوجود وأن «الله» غير موجود عياذا ب«الله» من هؤلاء الملحدين، وأن الدين في مصر يتربى الأولاد عليه ولكنه يحرم عليهم الخوض في أسئلة تشغل ذهنهم وفكرهم ومنطقية الوجود بالنسبة لهم وهنا يأتي دور الأسرة التي تُعنف الطفل لأنه تعدى على حرمة «الله» ويريد أن يسأل عن وجود «الله» أو الدين فيخلق عند الطفل بذرة الإلحاد وهو «الشك». ومن هنا تصبح مهمة من ينشر الإلحاد سهلة سلسة لأنه وجد «الزخنوء» الذي يستطيع الدخول منه لعقل من يشكك في دينه أو غير مقتنع بنسبة 100%، وليس الإلحاد فقط هو إنكار وجود الخالق سبحانه وتعالى بل هو إنكار وجود «الشيطان» فإذا نجح إبليس عليه لعنه «الله» في أن يُظهر للإنسان أنه لا وجود له وأنه مجرد كذبة يضحكون بها أصحاب الدين على المتدينين فبذلك يأتي الإلحاد النهائي وسوف يبرر بعد ذلك الملحد كل ما يراه من قدرة الخالق سبحانه وتعالى على أنها من تطور المنظومة الطبيعية. وحقيقة الأمر أنا لا أدري لماذا انتشرت صفحات الإلحاد وزاد عدد الملحدين في مصر في الآونة الأخيرة بهذا الشكل فإذا كنتم ملحدون أحرارا فلماذا تنشرون عنكم ما يدينكم وما يجعل البشر يستنفر منكم ويريد قتلكم؟ وأقصد هنا ما هو الهدف السامي الذي تسعون إليه، فنحن المؤمنون ب«الله» واليوم الآخر نريد أن يرضى «الله» عنا ويدخلنا الجنة التي هي إن شاء «الله» دارنا ولكن ماذا عنكم، ماذا بعد الموت يا ملحدون تعقلوا الأمور فأنتم من يدعي العقل والتنوير والاستنارة فاستخدموا هذا العقل لكي تنجوا وتنعموا بحياتكم وتأمنوا ما بعد موتكم.. وشكرا لحضراتكم. [email protected]