اعتبر علماء الأزهر الأصوات التي تطالب بغلق جامعة الأزهر وفصل المعاهد الأزهرية أصوات غير وطنية لا تقدر قيمة الأزهر الشريف وتجهل مكانته في العالم أجمع واصفين هؤلاء بالمتآمرين علي الأزهر لهدمه ومن ثم هدم الإسلام والقضاء عليه. الدكتور المحمدي عبدالرحمن الأستاذ بجامعة الأزهر اعتبر أن هناك مؤامرة تحاك بالأزهر منذ عشرات السنين الهدف منها تفتيت الأزهر حتي يسهل القضاء عليه. وبدأت هذه المؤامرة بمطالبة البعض بفصل المعاهد الأزهرية عن الأزهر وأن تكون تابعة لوزارة التربية والتعليم فهذا المطلب يعني إلغاء مناهج الأزهر الدينية ويخدم هذا المطلب الشيطاني تلك الهجمة الشرسة التي نشاهدها علي القنوات الفضائية والتي تطعن في مناهج الأزهر مستغلة ضعف بعضها ووجود بعض الأمور المغلوطة علي بعض كتب الفقه والتي لا أدري كيف تم إدخالها علي هذه الكتب في غفلة من الزمن ومن المشرفين علي الأزهر الشريف ومراجعة كتبه. ووجه المحمدي نقداً شديد اللهجة للمسئولين بالأزهر عن مراجعة الكتب التعليمية مطالباً إياهم بأن يفيقوا من غفلتهم ويتقوا الله في أعمالهم حتي لا يتخذ من ذلك ذريعة لمهاجمة الأزهر والنيل منه. الدكتور المحمدي يري أن أزهر اليوم فقد استقلاله ورأيه وأصبح تابعاً وهو الذي كان في المقدمة دائماً والجميع يتبعه وكان قائداً ؟؟ علي مر التاريخ وكان المسئولون ينتظرون دائماً رأي علماء الأزهر في المواقف المختلفة.. أما اليوم فلا أحد يشعر به خاصة حتي تحدث هجمة علي الإسلام وعلي الصحابة فلا نجد من يتصدي ويجلي الحقائق للناس ويحضرني في هذا الصدد الموقف القوي والجريء للدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق رحمه الله فرغم الهجوم الضاري عليه إلا أنه تصدي لمصطفي محمود حينما أنكر الشفاعة وراجعه في موقفه. وكانت النتيجة أن تراجع مصطفي محمود عن هذا الرأي وامتنع بالدلائل التي قدمها له الدكتور طنطاوي وإزاء هذه الهجمات الشرسة التي تأتي من كل حرب ومدن علي الصحابة رضوان الله عليهم والتشكيك فيما تعلوه لنا والذي هو في حقيقة الأمر تشكيك في القرآن الكريم والسنة ورغم ذلك نجد من يرد ومن يدافع فهذا كله أعطي فرصة للمتطاولين علي الإسلام وخصومه أن يفعلوا ما يروق لهم ويطالبوا تارة بإلغاء جامعة الأزهر وغلقها تارة أخري أو فصل المعاهد الأزهرية تارة ثالثة. واستطرد: كل هذه المطالب تعني القضاء علي الأزهر تماماً فحينما يتم إبعاد التعليم الأزهري عن إشراف الأزهر يتم تفريغ الأزهر ليصبح بدون كيان ويبقي الأزهر مجرد صورة مع مضي الزمن تنتهي هذه الصورة وتتروي للأبد. وأشار إلي أن هناك من يتاجر بالأحداث التي تمر بالبلاد وخاصة في الجامعات المصرية ومنها جامعة الأزهر مطالبين بغلق جامعة الأزهر بحجة الإرهاب والعنف فهذه كلها ذرائع لإضعاف الأزهر والقضاء عليها تدريجياً. غياب الأزهر وأوضح المحمدي أن غياب الأزهر عن المواقف الدينية تسبب في الهجوم عليه من وقت لآخر.. لذا لا استبعد وجود خطة ممنهجة لتشويه صورة الأزهر والأزهريين ومن ثم الحديث عن أنه لا يصلح للوقت الحالي. ولهذا يجب علي كل علماء الأزهر الغيورين عليه أن يقفوا ضد هذه الدعوات لأن الأزهر لا يخص مصر وحدها إنما يخص كل مسلمي العالم لأنه إذا وافقنا علي تفتيت الأزهر كأننا نوافق علي القضاء علي الإسلام وكتابة شهادة وفاته وهذا ما لا يقبله أي مسلم علي وجه الأرض وليس الأزهر فقط. الشرعية والعلمية الدكتور علاء جانب أستاذ الأدب بجامعة الأزهر يتفق مع من يطالب بفصل الكليات الشرعية عن العلمية ويظل الأزهر مقتصراً علي الكليات الشرعية فقط لأن هذا يضمن للأزهر هويته بدلاً من خلط التعليم الأزهري ما بين الشرعي والعام مشيراً إلي أن ضرورة وجود تنسيق بين الأزهر والتربية والتعليم. وأضاف: كانت قوة مصر قديماً بوجود التعليم الأزهري فقط لكي لا يختلط الأمر وتواجد نوع آخر من التعليم اختلط الحابل بالنابل.. لذا أري أنه إذا تم توحيد نوع التعليم في مصر ستكون الأمور أفضل مما نحن عليه الآن لكن هذا الشيء صعب تحقيقه لذلك لا مفر من التوفيق والتنسيق بين الأزهر والتربية والتعليم. وشدد الدكتور علاء علي أن الله تعالي اختص مصر بأشياء كثيرة منها موقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية. أضف إلي ذلك الأزهر الشريف الذي هو منارة الإسلام الوسطي في العالم كله حيث جاء أغلب العلماء إلي مصر حينما تعذر تواجدهم ببلادهم وقت الحروب والشدائد ودرسوا بالأزهر الشريف وتعلموا من علم علمائه الغزير.. لذا من يطالب بإلغاء الأزهر يتساوي عندي لكي يطالب بردم نهر النيل أو نقله من مصر فكما أن نهر النيل هو شريان الحياة كذلك الأزهر هو عصب الحياة للمسلمين في شتي بقاع الأرض فقد حافظ علي الهوية الإسلامية وقتما كانت تحارب في الأندلس علي أيدي الصليبيين وفي المشرق العربي علي يد التتار فعز العلماء بعلمهم إلي مصر والدليل علي ذلك وجود مشايخ للأزهر غير مصريين وهذا يعني أن الأزهر ليس خاصاً بمصر مثل الكعبة والمسجد النبوي فهم ملك لكل المصريين. ولفت إلي عدم استبعاد فكرة المؤامرة في تلك الأصوات التي تخرج علينا من الحين والآخر فهذه دعوات تخريبية لا يهمها مصلحة الأزهر كما أن مردودها لا يدركون القيمة الحقيقية للأزهر الشريف ومكانته في العالم كله لأنهم لو عرضوا قيمته وقامة رجاله ما لفظ بكلمة واحدة من تلك التي تخرج من أفواههم دون علم لها. وتساءل لماذا الهجوم اليوم علي الأزهر الذي كان يصفه الجميع بأنه حمي الإسلام ورافع لواء الوسطية وصار أزهر اليوم غير أزهر الأمس؟ طالبت كل من يهاجم الأزهر بالتروي والتعقل حتي لا نشوه أزهرنا بأيدينا ونعطي فرصة لأعدائنا أن ينالوا منا ويشوهوا إسلامنا مفاهيم مغلوطة هناك مفاهيم مغلوطة تفيد أن التطرف يأتي نتيجة تدريس المواد الشرعية وهذا سوء فهم للدين وإذا ما انتشر الفكر الوسطي الذي يدرسه الأزهر ستكون علي أفضل حال. ويوضح الدكتور أحمد الشرنوبي أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه إذا كان البعض يبرر مطالبته هذه بحجة أن المناهج الأزهرية يتوجها أخطاء كثيرة فمن الممكن إعادة النظر إلي مناهج المعاهد الأزهرية ولا يعني هذا تفتيت الأزهر لأن الأزهر هو الضمانة الوحيدة في نشر التدين الصحيح. أضاف الشرنوبي: التطرف موجود في شتي الأديان فهناك تطرف يهودي وتطرف مسيحي لكن الحديث ليل نهار عن التطرف الإسلامي الهدف منه كبح جماح هذا الدين الذي انتشر كما هو لاعتنق الإسلام كل إنسان علي وجه الأرض لكن هناك من لا يريد ذلك فلا يمكن من وصف الإسلام بالإرهاب هذا في ظل غياب الدور الحقيقي للمؤسسة من هذه الهجمات.. لذا تعالت الأصوات المطالبة بالثأر للأزهر والقضاء عليه يتسني لهم القضاء علي الإسلام.