* يسأل محمد أبو الامام من المرج: هل من الحديث ما يقال: "الكلام في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب"؟ * * يقول د. عبدالله الصبان أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: يقول السقاريني: وأما ما اشتهر علي الألسنة من قولهم إن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "الحديث في المسجد وبعضهم يزيد المباح يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" فهو كذب لا أصل له. قال في المختصر: لم يوجد. وذكره القاضي في موضوعاته كما ذكر العراقي علي الإحياء: انه لا أصل له. لكن روي ابن حبان في صحيحه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم. ليس لله فيهم حاجة "وظاهر الحديث ان الكلام في المسجد أياً كان نوعه ممنوع. لكن المحققين من العلماء قالوا: انه لا يجوز في الأمور المهمة في الدين والدنيا من كل ما لا حرمة فيه ولا باطل. وقد رأي الإمام النووي جواز الحديث العادي وإن صحبه ضحك خفيف. لما رواه مسلم كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي صلي فيه الصبح حتي تطلع الشمس. فإذا طلعت قام. وقال: كانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم. وفي رواية لأحمد عن جابر: شهدت النبي صلي الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة في المسجد وأصحابه يتذاكرون الشعر وأشياء من أمر الجاهلية. فربما يبتسم معهم. وهو حديث صحيح "نيل الأوطار للشوكاني ج 2 ص 166". فالحديث الممنوع هو الباطل أو الذي يشوش علي المصلين. أو الذي يذهب بكرامة المسجد إذا تناوله جماعة في شكل حلقات كما نص عليه. وقد أذن صلي الله عليه وسلم لحسان بن ثابت أن يقول الشعر في المسجد ليرد علي الكافرين ما يفترونه من كذب علي الله ورسوله كما ثبت في الصحيحين. وعليه فالكلام المباح غير محرم في المساجد. وإن كنا ننصح بأن يكون في أضيق الحدود.. وليكن شغل الجالسين فيها ذكر الله والعبادة فذلك ما بنيت له المساجد.