في رسالة من القارئ أحمد عبدالنبي فراج: أكرمني الله بأداء الصلوات الخمس في المسجد ومع كل فرض أشاهد وأسمع ما لا يريده الاسلام منا فهناك من يتحدث عن الجار بصورة سيئة وهناك من ينادي علي الضالة ومن يعقدون صفقات البيع والشراء وأطفال يلهون. فما حكم الإسلام في هذه التصرفات. يقول الشيخ مشير السيد حبلص وكيل مديرية أوقاف القاهرة: جعل الله تعالي للمساجد حرمة هي من حرمة الصلوات التي تقام فيها والصلاة عماد الدين وهي الوسيلة الموصلة لله رب العالمين. قال تعالي "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" وجعل الله عز وجل الفلاح في أداء الصلوات. قال تعالي "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون". ومدح الله سبحانه وتعالي الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد فقال: "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة" ومن هنا كانت منزلة المسجد عظيمة وبالتالي لا يجوز أن يحدث أحد في المسجد لغطاً لأن الكلام في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. كما بين ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم. وأمرنا صلي الله عليه وسلم أن ننظفها ونطيبها. فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "عرضت علي أجور أمتي حتي القذاة يخرجها الرجل من المسجد". النداء علي الضالة يضيف النداء علي الضالة وهي الشيء المفقود في المساجد فقد حذرنا منه النبي صلي الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا". لهو الأطفال كما أمرنا صلي الله عليه وسلم حفاظا علي هيبة المسجد أن نمنع الأطفال الذين يلهون من الاقتراب من المساجد. كما نهي صلي الله عليه وسلم أن يقترب من لا يدرك من المساجد حتي لا يحدث لغطا يسيء إلي المصلين. ممنوع رفع الصوت ويستكمل الحديث الشيخ عيد عليوة ربيع إمام وخطيب بأوقاف الخانكة ويقول: نهانا الرسول صلي الله عليه وسلم عن رفع الأصوات داخل المساجد حتي لا ينشغل المصلون بالأصوات المرتفعة حتي ولو كان رفع الصوت بقراءة القرآن الكريم. فعن ابن عمر ان النبي صلي الله عليه وسلم خرج علي الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال "ان المصلي يناجي ربه عز وجل فلينظر بما يناجيه؟ ولا يجهر بعضكم علي بعض بالقرآن". وروي عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلي الله عليه وسلم اعتكف في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا أن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم علي بعض في القراءة" وانه من المؤسف أن يدخل انسان بيت الله ليضيف إلي حسناته حسنات جديدة فإذا به يخرج وقد أضاف إلي سيئاته سيئات أخري. ان الغيبة والنميمة والحديث في سير الناس والانشغال بالقيل والقال يضيع الثواب. البيع والشراء أما هؤلاء الذين يعقدون الصفقات التجارية والعقارية أو يتخذون المساجد مقراً للهو فإنهم آثمون! فقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم: إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا "لا أربح الله تجارتك". كما روي ان عبدالله بن عمر قال: نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الشراء والبيع في المسجد وبهذا نري ان النبي صلي الله عليه وسلم أمرنا أن نجنب المساجد كل ما يفقدها حرمتها وهيبتها.