الحقيقة أنني لم أكن يوما أتخيل أن أكتب عن الأزهر وعلمائه ما قد يسئ لأحدهم ولو بطرف خفي. لكن ما عايشته علي مدي أكثر من أسبوع كامل من معاناة لتحديد موعد لقاء وفد إحدي الجمعيات الدعوية العريقة في مجال خدمة الإسلام ونشر كتابه الكريم بدولة عربية شقيقة مع فضيلة الإمام الأكبر د. احمد الطيب. لمجرد السلام وأخذ البركة من فضيلته! دفعني دفعا لانتقاد ما وصل إليه حال مشيخة الأزهر الشريف من تحصينات و¢عزل¢ للإمام الأكبر نفسه عن الناس. ولن أقول عن الإعلام. لمعرفتي السابقة بعلاقة الإمام ونظرته للإعلام حتي قبل توليه مسئولية دار الإفتاء ثم جامعة الأزهر! فأيام الراحل الشيخ جاد الحق كان من اليسير لقاؤه بمجرد التحدث مع مدير مكتبه. ثم كان الحال أكثر تيسيرا في عهد د. سيد طنطاوي الذي كان يتقبل الاتصال به علي تليفون منزله. أما الآن فيؤسفني أن أقول: إن الإمام الأكبر لا أحد يستطيع الوصول إليه مهما فعل أو اتخذ من واسطة! والمأساة أن الأمر لاقي هوي في نفوس المحيطين بفضيلته لدرجة أنهم تمادوا وتفننوا في خلق مزيد من العزلة والانعزال ووضع التحصينات والترسانات المنيعة التي تحول دون وصول أحد للشيخ. لا إعلاميين ولا غيرهم. فما بالنا بعامة الناس؟! وأصبح لقاء الشيخ أو مجرد رؤيته مصادفة حلما يداعب الكثيرين. بصرف النظر عن ¢شو¢ لقاءاته العفوية بين أهله وعشيرته في مسقط رأسه بالقُرنة بالأقصر! وأذكر هنا قصة شخصية كبيرة كانت مسئولة في أحد الأيام عن تنظيم لقاءات الإمام الراحل. ذهب لقضاء مصلحة في المشيخة بعد 9 سنوات من المعاش فإذا بطاقم الحراسة المشددة. ولا أقول السكرتارية. يمنعونه من لقاء الشيخ. فهل وصل بهم الأمر إلي هذا الحد؟! ولم يقتصر الأمر علي جيش المستشارين والسكرتارية. وسكرتارية السكرتارية. الذين يتكبّرون حتي علي مجرد الرد علي التليفون. الذي يتم الحصول علي رقمه بعد تجاوز المستحيلات السبعة. وإن تصادف ورد أحدهم. نتيجة الإلحاح في الطلب. فأُقسم أنه لن يغامر مرة أخري بالرد. طالما عرف صاحب الرقم! يا شيوخنا الأفاضل. ويا علماءنا الأجلاء. اضربوا لنا المثل والقدوة الطيبة في التعامل مع الناس. وأبسط وأضعف الإيمان أن تُجيبوا سؤال الطالب وتُغيثوا الملهوف. وألا تتعالوا علي خلق الله. فأنتم من تُعلّمونا أن من تواضع لله رفعه. وأنه سبحانه أعطاكم هبة إغاثة وإجابة المحتاج فأطيعوه فيها. ولنا لقاء آخر حول الشيخ المعزول