الطعن في حديث إرسال ملك الموت إلي موسي عليه السلام: أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أرسل ملك الموت إلي موسي عليهما السلام فلما جاءه صَلَّه. فرجع إلي ربه فقال: أرسلتني إلي عبد لا يريد الموت فرد الله عليه عينيه وقال: ارجع فقل له: أن يضع يده علي متن ثور فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة قال موسي: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت قال: فالآن فسأل الله أن يدنيه "أي يقربه" من الأرض المقدسة رمية حجر.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فلو كنت ثم أي هناك لأريتكم قبره إلي جانب الطريق عند الكتيب الأحمر" رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء باب وفاة موسي فتح الباري ص 6 ص .342 وفي رواية لمسلم قال: فلطم موسي عين الملك ففقأها صحيح مسلم في باب فضائل موسي بشرح النووي ص 15. ص 127. 128 يقول الطاعنون في هذا الحديث إن رائحة الإسرائيلية لتفوح من هذا الحديث. الجواب علي هذا الطعن من ناحية السند. إن هذا الحديث رواه الإمامان الجليلان البخاري ومسلم وأورداه موقوفاً علي أبي هريرة من طريق طاووس. ومرفوعاً إلي النبي صلي الله عليه وسلم من طريق همام بن منبه فالأمر ظاهر. وأما رواية طاووس فلها حكم الرفع. لأنه لا مجال للرأي فيه. ويبعد كونه من الإسرائيليات وروده مرفوعاً صراحة إلي النبي صلي الله عليه وسلم من طريق صحيح ورواه الإمام أحمد في مسنده. هذا الجواب علي الحديث من ناحية السند. الجواب علي الطعن من حين المتن: ليس في الحديث ما يستشكل. وانما يكون مشكلاً. لو أن موسي عليه السلام علم انه ملك الموت. وانه دافعه رغبة عن الموت. إذ مقام الأنبياء يتنزه عن ذلك. وفي الحق أن موسي عليه السلام ظنه عادياً يريد أن يعتدي عليه. فدافع موسي عن نفسه فأفادت المدافعة إلي فقء عينيه. والدفاع عن النفس أمر مشروع في جميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية. وليس في الرواية ما يدل علي انه كان يعرف انه ملك الموت. وتَشكُّل الملائكة بالصور الإنسانية أمر معروف مسلم. وجاء به القرآن الصادق الذي لا يتطرق إليه الشك والارتياب. وليس بلازم أن يعرف النبي صلي الله عليه وسلم أن المتشكل ملك. فقد جاءت الملائكة إلي إبراهيم ولوط عليهما السلام كما قص القرآن الكريم في صورة آدميين. ولم يعرفاهم. ولولا ذلك لما قدم لهم إبراهيم عليه السلام اللحم المشوي وقال: ألا تأكلون؟ ولما خاف عليهم لوط من قومه وليس أدل علي أن سيدنا موسي عليه السلام لم يكن يعرف ملك الموت أولا. ولما جاءه المرة الثانية. وعرف أنه ملك الموت. وأن الله خيره بين طول الحياة أو قبض الروح. قال: الآن أختار قبض الروح. والحديث صريح في هذا كل الصراحة. أين هذا التوضيح مما يقوله الطاعنون في هذا الحديث بأن موسي عليه السلام هرب من الموت فموسي عليه السلام حينما علم انه ملك الموت وجاء ليقبض روحه قال له موسي عليه السلام : الآن أي الآن اقبض روحي الآن. الطعن في حديث سجود الشمس :روي البخاري في صحيحه عن أبي ذر قال: قال لي النبي صلي الله عليه وسلم حيث غربت الشمس أتدري أين تذهب؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال فإنها تذهب حتي تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها. يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالي: "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم" يقول الطاعنون كيف تسجد الشمس تحت العرش وكيف تستأذن؟ الجواب: هذا السجود ليس من قبيل الحقيقة وإنما من قبيل المجاز ومستساغ في لغة العرب. وإنما يستشكل مثل هذا من لم يتذوق لغة العرب. للحديث بقية