للمرة الثانية أكتب عن الدكتور علي جمعة الذي يفاجئنا كل يوم بسيل من الفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان. معظمها يتعلق بالنساء والجنس. وكأن قضايانا ومشاكلنا واهتمامنا انصب في هذا المجال فقط. من هذه الفتاوي: أنه أجاز شرعا إجراء عمليات تجميل لتكبير ثدي المرأة أو تصغيره. علي أن يكون لضرورة طبية إذا كانت البنت معقدة من ثديها الصغير لأنه ضد الخلقة أو لن يقوم بوظيفته - لكن ما ينفعش الدكتور يحشيه بالسيليكون ويجيبلها سرطان - علي حسب قول الدكتور علي. ومنها: أنه يجوز رتق غشاء البكارة الذي تمزق نتيجة حادث أو اغتصاب أو إكراه. وجواز أيضا رتق غشاء البكارة للسيدة المتزوجة بموافقة زوجها. ومن الفتاوي التي أطلقها الدكتور علي جمعة وأساءت العلاقة بين الأزواج عندما أفتي بأن النساء غير مكلفات شرعا بالعمل داخل منازل أزواجهن. وقال: إذا أخبرنا النساء أنهن زينة للبيت فقط الستات نفسها هتضايق. ولا ننسي الفتوي التي أثارت اشمئزاز الناس منذ فترة قصيرة عندما أفتي بأنه يجب علي الزوج الاتصال بزوجته قبل عودته للمنزل لعل معها رجل فيعطيه الفرصة ليرحل!! للأسف الشديد حوصرنا بهذه الفتاوي القاتلة من كل اتجاه. خاصة الفتاوي الشاذة الغريبة التي تلغي العقل. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: لماذا كل هذه الفتاوي ؟ وهل تعبر هذه الفتاوي عن صحوة أم عن غفلة أو حيرة في الدين ؟ وهل هناك حاجة ماسة إلي هذا الكم من الفتاوي . وإلي كل هؤلاء المفتين وفي كل المجالات؟ وإذا كان الدكتور علي جمعة أو غيره من العلماء قد عرضت عليه هذه الأسئلة واضطر للإجابة عنها إنطلاقا من مبدأ لا حياء في الدين والعلم. فيجب أن يراعي الأخلاق الإسلامية العامة وعدم الخوض في الأمور الشائكة والشبهات. حتي ولو كان في الرد أصلاً من الشريعة الإسلامية ولكنه قد لا يتفق مع مجتمعاتنا أو زماننا الذي نعيش فيه الآن. إذا كانت وزارة الأوقاف قد ضيقت الخناق علي أئمة الأوقاف. وهم علماء تخرجوا من الأزهر الشريف نشهد لهم بالعلم. وألزمتهم بخطبة محددة وموضوع موحد وزي معين. وهددتهم بالضبطية القضائية للمخالفين منهم علي أيد مفتشي الأوقاف لتنظيم الخطابة في المساجد. حتي لا يعتل المنبر من غير العلماء المنتمين للأزهر الذي ينشر الوسطية والاعتدال في الإسلام. وحتي لا ينشرون التشدد والتطرف. فلماذا لا يقوم الأزهر الشريف بضبط الفتاوي التي يطلقها العلماء كل يوم بدون تدقيق؟ والتحقيق مع المخالفين من العلماء الذين أساءوا للأزهر الشريف بفتاواهم الهدامة؟!