الأزهر الشريف مؤسسة عريقة لها تاريخ ومكانة رفيعة يعرفها الجميع لما له من دور حيوي كمؤسسة تعليمية تنشر العلم والفكر الإسلامي الوسطي الصحيح داخل مصر وخارجها والأزهر من أهم ركائز مصر وصمام الامان الوحيد بها بما يخدم المصالح الوطنية للشعب المصري وباقي شعوب الامة الإسلامية. وإنني بحكم منصبي. كأمين عام للاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية. عضو منظمة التعاون الإسلامي. وسفرياتي وتنقلي بين دول العالم وخاصة الإسلامية منها اعضاء منظمة التعاون الإسلامي. افتخر واثمن واشيد بجهود علماء ومشايخ الأزهر الواضحة في نشر وسطية وسماحة الإسلام في كل بقاع دول العالم وخاصة في دول افريقيا والجمهوريات الإسلامية في وسط آسيا ودول شرق آسيا في ماليزيا والفلبين واندونيسيا وكل بقاع الدنيا. وان علماء ومشايخ الأزهر مشهود لهم بالعلم الغزير والكفاءة ويحظون بشعبية واحترام وتقدير في كل دول العالم التي قمت بزيارتها لذا فإن للازهر مكانة رفيعة وقدسية في قلوب وعقول مسلمي العالم الإسلامي وغير الإسلامي لأنهم يغرسون في عقول وقلوب التلميذات والتلاميذ والطالبات والطلاب في بلادهم سماحة ووسطية ويسر الإسلام. إن الازهر الشريف ليس فقط الجامع أو الجامعة أو الرواق أو الصحن أو المئذنة. إنما هو الرمز الخالد والقيمة والقامة والتاريخ والمكانة. إن الأزهر نشر وغذي العالم الإسلامي كله نورا وعلما وكان الأزهر ومازال جامعة إسلامية شاملة تغطي كل العالم الإسلامي بقيادة عالمه الجليل فضيلة الامام الاكبر الشيخ أحمد الطيب الذي يتحمل اعباء كثيرة اعانه الله عليها ويجب أن نفخر ونتذكر بأن كل بلد إسلامي كان له رواق بالجامع الأزهر الشريف بالقاهرة. ولا ننس أن الازهر كان ومازال رمزا للوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين. واتذكر حينما خطب القمس سرجيوس في صحن الأزهر عام 1919 كما أن الزعيم جمال عبدالناصر خاطب الشعب المصري من علي منبر الأزهر الشريف عام 1956. واتذكر ما قاله الامام الاكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الاسبق يرحمه الله ¢إن الدعوة الإسلامية دعوة للعرض لا للفرض والمطلوب عرضها علي الناس دون فرضها عليهم. فما كانت العقيدة تغرس بالإكراه ابدا لا في القديم ولا في الحديث¢ ولا ننسي شيوخ الأزهر الاجلاء علي سبيل المثال وليس الحصر فضيلة الشيخ المراغي وفضيلة الشيخ عبد الحليم محمود وفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي يرحمهم الله جميعا ويدخلهم فسيح جناته. ومؤسسة الأزهر تستحق منا كل الاحترام والتقدير لأن الأزهر صدر العلم والعلماء لكل دول العالم. مؤسسة الأزهر منارة تضئ وتهدي كل ربان السفن. وإن الفكر الوسطي المتميز للازهر الشريف تتحطم أمامه كل الأفكار المذهبية الضيقة والمتحجرة. يجب ألا نغفل أو نتغافل عن الدور الهام الدعوي والتربوي لمؤسسة الأزهر لأن نشر سماحة الإسلام ووسطيته وانسانيته وشموليته وسعة افقه مسئولية الأزهر الشريف ومشايخه الاجلاء. إننا نمر بأوقات تشوبها الريبة مع تسلط الفتن وسيادة فكرة الكراهية والرفض للآخر بسبب وبدون سبب ويجب علينا جميعا أن نوقر علماء ومشايخ الأزهر الأجلاء وفي مقدمتهم فضيلة الشيخ العالم الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الطيب الذي يتحمل ويحمل علي عاتقه مسئولية ومهمة عظيمة اعانه الله عليها. ولقد وصلت الجرأة من بعض السفهاء إلي حد العدوان والتطاول علي المكانة المقدمة للازهر ومشايخه الأجلاء. وحتما علينا واجب وضرورة توقير مشايخ وعلماء الأزهر ولا عدوان ولا تطاول عليهم. ويجب أن نتصدي بكل قوة لكل من يتعرض بالقول او الفعل لمكانة وهيبة الأزهر الشريف. إن ائمة ومشايخ وعلماء الأزهر الشريف الاجلاء فوق كل الشبهات ويجب أن يكون للجميع وقفة حاسمة ضد كل من يتطاول علي ازهر مصرنا الشريف من داخل مصر أو خارجها. والكل يعلم أن مؤسسة الازهر صخرة صلبة تتحطم عليها كل الصراعات الدينية والسياسية ونقول لك من يفكر أن يتطاول علي مقام الأزهر الرفيع ان هذا بعيد المنال. وان الأزهر الشريف سيظل شامخاً بعلمه وعلمائه الصالحين رغم حقد الحاقدين. واناشد الائمة والدعاه من علماء الازهر الاستماتة والدفاع عنه في كل المحافل الداخلية والخارجية ويجب أن لا ينجرف علماء الأزهر نحو هاوية الاقصاء او الابعاد أو الرفض للآخر. وإنما تحكيم العقل يقتضي أن يسود التسامح والتراحم والتفريق بين الغث والثمين. ولا ننس أن إرساء قواعد الإسلام الأساسية من سماحة ووسطية واعتدال منهجها نبع من معاهد وكليات الازهر الشريف منذ قديم الأزل. واخيرا اناشد صاحب الفضيلة الامام الاكبر شيخ الأزهر بأن يتحاشي ويبتعد بقدر الامكان بحكمته المعهودة عن الأنواء السياسية وامراضها حفاظا علي مكانة الأزهر الشريف ومقامه الرفيع ومكانته المقدسة والعزيزة في نفوسنا وجميع مسلمي العالم. إن خطورة مهام المساجد في الوقت الراهن تتطلب أن يكون لمؤسسة الأزهر دور اكبر في ترشيد وتطوير الخطاب الديني بالتعاون مع وزارة الأوقاف. واذكر الجميع ان مهاجمة الأزهر الشريف غاية في الجهالة بل غاية في الضلالة ولزاما علينا أن نتصدي للهجمات الشرسة علي مؤسسة الأزهر الشريف ورموزها وان الطعنات التي تكال لمؤسسة الازهر من اهل الضلالة هي محاولة لإشعال الفتن. لا يصح أن نتطاول عليه أو علي رموزه سواء في داخل القطاع الديني أو خارجه بمصر أو خارجها وإن الحكمة واحكام العقل تتطلب منا كبح جماح السفهاء الذين يتعرضون للأزهر أو النيل من هيبته ومن الخطورة أن نزعزع الثقة في الدور المتوازن للأزهر الشريف بين جميع الفرقاء في مصر. وان مبررات التطاول علي الازهر الشريف كذب وبهتان. والمتطاولون هم من ورثة أهل النفاق وأن المتطاولون علي الأزهر الشريف اعمي الحقد ابصارهم. شلت ايديهم وقطعت ألسنتهم واعناقهم ونسأل الله أن يهدي أهل الضلالة وأن يكفينا شرورهم. والله نسأل أن يبصرنا بعيوبنا وعيوبهم لنلقاه تعالي بقلوب سليمة وانه تعالي ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.