مازلت مع المدعو إسلام بحيري مقدم برنامج ¢مع إسلام¢ علي قناة القاهرة والناس.. ذلك الرجل ¢المفك¢ أو المفككاتي الذي يريد - وبئس ما أراد - أن يفكك مصطلحات إسلامية راسخة في وجدان كل مسلم رسوخ الجبال ومن يزعم قدرته علي ذلك فهو واهم ومن يتوهم أنه فعل ذلك بالفعل عليه أن يسرع بحجز مكان له في مستشفي العباسية للأمراض العقلية. الأخ ¢المفك¢ دأب علي استخدام ألفاظ لاتليق إلا مع أمثاله ومن أمثاله فهو يصف الفكر الإسلامي القديم الذي وضع أصول وقواعد العلوم الإسلامية كالفقه والحديث بأنه عفن. ولا أري هذا العفن إلا في عقله المريض الذي يسوقه إلي هاويه سحيقة من الضلال المبين. هو يتبني مقولة ¢هم رجال ونحن رجال¢ التي ذهبت ببعض الجماعات الإسلامية إلي التطرف المقيت والغلو المنهي عنه في دين الله وكما أقول دائماً واحفظوا عني هذه المقولة: ¢لا يأتي تطرف إلا من قلة علم¢ وفتش وراء أي فكرة متطرفة ستجد وراءها جاهل جهول أو مسكين وصلته معلومة ناقصة أو معلومات مغلوطة في قضية ما. فأساء الفهم ووقع في رذيلة التطرف معتقداً أنه يمتلك الحقيقة المطلقة. هذا ما وقع فيه الأخ ¢المفككاتي¢ الذي تجرا مؤخراً علي آية كريمة من آيات القرآن الكريم بعد أن أساء الأدب مع الإمام البخاري صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله. فذهب مذهباً فريداً من الشطط لم يسبقه إليه غيره من عتاة المتطرفين فأخذ يتهكم علي قاعدة قرآنية محكمة. لها أثرها البالغ في تصحيح سير الإنسان إلي ربه. وضبط عباداته ومعاملاته وسلوكياته. ومعرفة ما يخفي عليه من أمر دينه. إنها القاعدة التي دل عليها قوله تعالي: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" "النحل: 43". وهذه القاعدة تكررت بنصها في موضعين من كتاب الله تعالي: الموضع الأول في سورة النحل. والموضع الثاني في سورة الأنبياء. وإذا تأملت أيها القارئ الكريم في هذه القاعدة مع سياقها في الموضعين. خرجت منها بأمور ذكرها أهل العلم ومن أهمها: 1 عموم هذه القاعدة فيها مدح لأهل العلم. 2 أن أعلي أنواع العلم: العلمُ بكتاب الله المنزل. فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث. 3 أنها تضمنت مدح أهل العلم وتزكيتهم. حيث أمر بسؤالهم. 4 أن السائل والجاهل يخرج من التبعة بمجرد السؤال. وفي ضمن هذا: أن الله ائتمنهم علي وحيه وتنزيله. وأنهم مأمورون بتزكية أنفسهم. والاتصاف بصفات الكمال. 5 وفي تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهي عن سؤال المعروف بالجهل وعدم العلم. ونهي له أن يتصدي لذلك. 6 وفي هذه القاعدة دليل واضح علي أن الاجتهاد لا يجب علي جميع الناس» لأن الأمر بسؤال العلماء دليل علي أن هناك أقواماً مفروض عليهم السؤال لا الاجتهاد. وهذا كما هو دلالة الشرع. فهو منطق العقل أيضاً. إذ لا يتصور أحدى أن يكون جميع الناس مجتهدين. وللحديث بقية إن شاء الله تعالي.